جان برو
الحوار المتمدن-العدد: 4940 - 2015 / 9 / 29 - 17:49
المحور:
الادب والفن
صرخة
دَعُونِي لِوَحْدِي..
أَتَمَزَّقُ كَمَا تَتَمَزَّقُ بِصَمْتٍ العَذَارَى،
كَتِلْكَ العُيُونِ المُتَطْلِعَةِ إِلَى حَافَةِ الشَّمْسِ،
كَوَرْدَةٍ لَا تَعْرِفُ النِّسْيَانْ،
كَشَوْقٍ قَبْلَ الغُرُوبِ فِي إِنْتِظَارِ الأَمِسِ،
دَعُونِي أَتَمَزَّقُ أَرْجُوكُمْ،
فَأَنَا قَبْلَ أَنْ أَكُونَ أَنَا،
سَرَقَتْنِي أُمِّي مِنْ حَدَائِقِ الأَطْفَالِ،
لِتَرْمِينِي عَلَى مَشَارِفِ الضَّيَاعِ وَالبُؤسِ،
وَأَنَا قَبْلَ أَنْ أَتَمَزَّقَ مَزْقَتِي الاولَى،
كَانَ عَلَيَّا أَنْ أُغَيَّبَ،
عَنْ بُزُوغِ الفَجْرِ عَلَى عُرْسِي،
أَيَا شَمْسُ كَفَاكِ صَمْتٌ عَنْ مِحْنَتِي،
إِنَّ اللَيلَ قَدْ ضَجِرَ مِنْ قَصَائِدي،
وَبَخِّلَتْ أَنْهَارُ الكَوْنِ كُلُّهَا،
عَلَى رَمْيِ شُرْبَةِ مَاءٍ فِي كَأْسِي،
وَتَلَبَدَتِ الغُيُومُ فِي سَماءِ وَطَنِي،
وَهَاجَرَ الحَمَامُ عَلَى أَنْغَامِ الشَّجَنِ،
يَا شَمْسُ.. وَكَيْفَ الشُّجَاعُ،
إِنْ طَغَتْ عَلَيْهِ الدُّمُوعُ فِي البَأْسِ،
دَعُونِي أَتَمَزَّقْ..
كَاوِلَادَةِ الفَرَاشَاتِ،
كَإِنْدِثَارِ العَبيرِ فِي حَضْرَةِ الشِتَاءِ،
أوَلَيْسَ مِنْ حَقِي يَا شِعْرُ..
أَنْ أَخْتَارَ بِمِلْئِ إِرِادَتِي كَابُوسِي،
وَأُعَلِّقَ عَلَى بَابِ جُرْحِي شَمْعَةً،
وَأُلْقِي فِي ظُلْمَةِ الكَوْنِ فَانُوسِي،
وَأَنْ أَبْتَكِرَ لِنَفْسِي كَلِمَاتِ العِشْق الَّتِي أَهْوَاهَا،
وَأُلَوِّنُ السَّمَاءَ كَمَا عَيْنِي تَرَاهَا،
وَأَشْرَحُ بِقَصِيدَةٍ مَرْسُومَةٍ بِالضَّوءِ،
مَعْنَى الحُّبِّ فِي قَامُوسِي،
أَيَا شَمْسُ أَينَ أَنْتِ.. أَينَ أَنْتِ،
هَلَّ أَخْبَرْتِي النُّجُومَ عَنِّي،
وَحَمَلْتِي مَنِّي مِرْسَالً إِلَى الَقَمَرْ،
قُولِي لَهُ يَا شَمْسُ..
إِنِّي مُغْرَمٌ وَلْهَانٌ بِشَقِيقَتِهِ الحَيَاةُ،
وَصَابِرٌ عَلَى أَبْوَابِ أُخْتِهِ الفَتَّانَةِ سَهَرْ،
أَيَا شَمْسُ قُولِي لَهُ مُتَرَجِّيَةً،
إِنَّ صَاحِبَكَ قَدْ بَلَغَ بِهِ السَّيلُ الزُّبَى،
وَيَسْتَعْطِفُكَ أَنْ تَتَوَاسَطَ لَهُ عِنْدَ القَدَرْ،
أَيَا شَمْسُ هَلْ تَعِدِينِي أَنْ تَخْتَفِي،
إِنْ رَأَيتِي العَصَافِيرَ تَطِيرُ نَحْوِي،
وَرَأَيتِي عَلَى شِفَاهِي،
تَغَارُ مِنْ بَعْضِهَا حَبَّاتُ المَطَرْ،
يَا شَمْسُ لَطَالَمَا حَدَّثَتْنِي نَفْسِي عَنْكِ،
وَلَا طَالَمَا إِسْتَبْشَرْتُ بِكِ يَا شَمْسُ..
الوَفَاءْ.
جان برو
#جان_برو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟