المُجَرَّب لا يُجَرَّب... فهل ستلزم الناس المرجعية بما ألزمت به نفسها.

احمد محمد الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 4940 - 2015 / 9 / 29 - 04:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من ابرز المفارقات التي تمخضت عن احتلال العراق هي خروج المرجعية من صمتها وعزلتها وسباتها إلى ساحة المعترك السياسي في ظل الديمقراطية الدموية التي بَشَّر بها الاحتلال (ومن سار في ركبه) والذي شرعته وباركته مرجعية السيستاني فصارت هي المتحكم في صناعة القرار ورسم مستقبل العراق، وقد نالت بموقفها هذا رضا وشكر وهدية المحتل وشهادته لها وهو ما اعتبرته ملحقات المرجعية سواء كانت قيادات سياسية أو أحزاب أو كتل أو قوائم أو قواعد شعبية أو إعلام منقبة لها وحكمة منها، ومما ساعدها على ذلك هو حالة الانقياد والطاعة التي تحظى بها بين أتباعها فهم يطيعونها في كل شيء حتى وان كان يتعارض مع أوضح واضحات الدين.
والشواهد كثيرة منها أنها شرَّعت الاحتلال واعتبرته صديقا ومُحَرِّرا ووليا وحرَّمت عليهم مقاومته فأطاعوها، وأمرتهم بتسليم السلاح للمحتل ففعلوا، وأمرتهم بالتصويت على دستور بريمر مصدر المشاكل والويلات فالتزموا، وأمرتهم بانتخاب قوائم الفساد 169 ، 555 ففعلوا، وحرَّمت عليهم التظاهرات التي كادت أن تطيح برأس الفساد وزمرة المفسدين عام 2011، فامتنعوا، وغيرها من الشواهد التي يطول المقال بذكرها، فكانت النتائج أن آلت الأمور من سيء إلى أسوأ، مما دفع الشعب إلى الخروج بتظاهرات على سياسي المرجعية وقوائمها وكتلها ووصفهم بــ "الحرامية" حيث رفع شعار "باسم الدين... باكونه الحراميه" وطالب بعزلهم ومحاكمتهم لفسادهم وظلمهم، وطلب من المرجعية إصدار فتوى ضدهم لكنها رفضت هذا المطلب واتبعت والعبادي سياسة التغرير والتخدير والتسويف...
من ابرز الخطابات التي أطلقتها المرجعية هو قولها "المُجَرَّب لا يُجَرَّب" ونحن هنا لسنا بصدد الخوض في مناقشة مدى جدية هذا التصريح وهل هو منسجم مع مواقف المرجعية التخديرية التسويفية من التظاهرات ومطالبها، وإنما ننظر للخطاب باعتباره موجه إلى الشعب الذي انقاد وأطاع المرجعية في كل شاردة وواردة كما أسلفنا، فهل سيطيع أمرها في هذا الخطاب كما أطاعها سابقا، بحيث انه سينعتق ويتحرر من تجريب المُجَرَّب الذي تسبب في هلاكه وضياعه.
قد يتصور البعض ان المجرب الذي نقصده هنا هو الفاسدين، وهذا لعمري تصور ساذج وهو تحصيل حاصل لأن الشعب رفضهم وطالب بعزلهم ومحاكمتهم وهو مصر على ذلك، فيكون من اللغو والعبث ان يُطلَب منه بعدم تجربتهم، وعليه يكون المجرَّب الذي ينبغي أن لا يُجرَّب كما أمرت المرجعية هو المرجعية ذاتها لأن الشعب قدر جرَّب وجرَّب مواقفها وقراراتها وفتاواه لأكثر من ثلاثة عشر عاما، وكانت النتيجة مزيد من الدمار والمآسي والويلات، وعلى الشعب أن يطيعها في هذا الأمر " المُجَرَّب لا يُجَرَّب" مثلما أطاعها سابقا فأن فيه خلاصه ونجاته، وهذا ما يأمر به الشرع والعقل والأخلاق ، وهو أيضا ما أفرزته التجربة المعاشة الآن وما كشفت عنه سياسة المرجعية والعبادي في التعاطي مع التظاهرات، فالمُجَرَّب لا يُجَرَّب كما قالت المرجعية، يضاف إلى ذلك التقييم الشرعي العلمي الموضوعي الجريء الذي طرحه المرجع الصرخي حول مرجعية السيستاني ومواقفها وفتاواها في أكثر من موضع ومنها ما ذكره في اللقاء الذي أجرته معه قناة التغيير الفضائية حيث قال: ((مرجعية السيستاني هي الأسوأ والأسوأ على الشيعة على طول التاريخ الحاضر والماضي والمستقبل، وربما لا يظهر أسوأ منها إلى يوم الدين، وسأبين موقفي من السيستاني من خلالها إصدار بحث تحت عنوان (السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد)، وستقرؤون وتسمعون العجبَ العُجاب تحقيقاً وتدقيقاً وبالدليل والبرهان، ومن خلال تجربة الثلاثةَ عشر عاماً تيقَّنتم أنّ إيران تلعبُ بالمرجعيات كما تلعبُ بآلات ورُقَع الشطرنج، والخارج عن فلَكِها ومشروعها فليضع في باله أن يكون حاله كحالي، يعيش التطريد والتشريد، فليبحث عن قلوب الشرفاء كي يسكن فيها، ويستمتع بصدقهم وإخلاصهم وحبّهم وإيمانهم وأخلاقِهم..))
https://www.youtube.com/watch?v=DKNvSmGcoF8
المرجع الصرخي : مرجعية السيستاني هي الأسوأ في التاريخ - لقاء قناة التغيير الفضائية

#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات