حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 4936 - 2015 / 9 / 25 - 12:47
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
قبل ظهور الأديان كان الإنسان البدائي يحتفل بذبح الحيوان سواء عن طريق التسربل بدمه أو الرقص حول الذبيحة وانتهاء ً بالوليمة الجماعية التي كانت تعقد على لحمها،
وكانت بعض القبائل البدائية إذا ماتصالحت عبر حرب أو عقدت معاهدة تحالف أو سلام كانت تأتي بالحيوان المذبوح وتقسمه إلى قسمين ويمر كبار القبلتين عبر دماء الحيوانات المذبوحة كتوثيق للعهد ويتم التلطخ المتبادل بدماء الذبائح ثم تقام الولائم بعد ذلك على لحوم ماتم التضحية به من حيوانات ؛
وعندما عرف الإنسان الآلة ذبح لها الذبائح كتوثيق للعهد مابينها وبين الآلهة وأصبح الذبح طقسا دينيا
فالرب لم يقبل تقدمة قابيل لأنها احتوت على الفاكهة بينما قبل تقدمة هابيل لأنه قام بتقديم الذبائح من ابكار أغنامه ( سفر التكوين) ،
وعندما نجا سيدنا نوح من الطوفان قدم لله الذبائح التي سر الله لتقديمها ( التكوين) ؛
ثم قصة التضحية الواردة في القرآن والتي أمر الله بها سيدنا إبراهيم عبر رؤيته بذبح ابنه إسماعيل ثم تعديل التضحية عبر كبش سماوي تم ذبحه تأكيدا لعهد سيدنا إبراهيم مع الرب وفداءً للابن ( سيدنا إسماعيل) أو إسحاق كما ورد في سفر التكوين ؛
وفي ليلة الخروج من مصر أمر الرب أتباعه بالذبح ثم غمس الاكف في دم الذبيحة ووضع علامة الكف الدموية على جدران البيوت التي يقطنونها حتى يميزها الرب عن بقية البيوت عندما ينزل عقابه على أهل مصر في حادثة خروج سيدنا موسى وأتباعه من مصر ، ومن وقتها وحتى الآن والمصريون لازالوا يغمسون اكفهم في دم الذبيحة ويرسمون علامتها على جدران المنازل ( عند إتمام البناء أو عند الحجيج) أو على سيارات النقل الجديدة أو خلافه من آلات زراعية وجرارات حرث أو محلات بقالة ريفية ؛
ثم أن كلنا يعرف ذبيحة سيدنا موسى التي وردت في القرآن وهي البقرة التي حدد الله مواصفاتها لسيدنا موسى في تيه سيناء ؛
ثم جاء الإسلام ليكرس ذلك التقليد الذي يقتضي ذبح الحيوان وتقديمه كأضحية في موسم الحج كنوع من تجديد العهد مع الله
معذرة يااصدقائي الكرماء أنا لااتحدث في في الفقه الديني بقدر مااروي قصة أصول موضوع الذبح والتضحية وتطوره المثيولجي كمقدس بشرى وكمقدس ديني ؛
وهي فرصة كي أطرح سؤالا يلح على:
وهو هل يصح في الألفية الثالثة وبعد كل هذه المسيرة الحضارية للإنسانية وكل هذا التقدم أن يتم ذبح كائنات تشاركنا الحياة في الشوارع والطرق العامة وبشكل استعراضي في عشية وصباح عيد الأضحى بحيث يدوس المارة على دمائها التي تغطي أوجه الاسفلت، وتمتلئ الشوارع بفضلات أحشاء الذبائح الملقاة هنا وهناك في مشاهد تدل على أننا لانزال على بعض همجيتنا؟
على كل الأحوال كل عام وانتم بخير
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟