أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - الخروج من الغيبة














المزيد.....


الخروج من الغيبة


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4935 - 2015 / 9 / 24 - 17:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أزفت ساعة البث الصادح المدوي لكلمة الشعب العراقي الفصل بعد سبات بارد مظلم طويل امتد عقودا طويلة غيب صوت الشعب العراقي عن المشهد السياسي العام، ذاك السبات الذي اضطرته إليه الحكومات المتوالية، التي احتكرت المجال السياسي الذي استأثرت به ، منتهجة التعسف والاضطهاد الفكري والاستبداد والتفرد بالسلطة ، وكبت وانتهاك الحريات الشخصية، وانتهاك حقوق الإنسان في التعبير عن الرأي والحصول على المعلومة ، والتنعم بعيش كريم يضمن على الأقل الحد الأدنى من الحقوق والحريات ، واليوم وبعد كل تلك الفترة المظلمة فكريا وسياسيا واجتماعيا ، يعود الشعب العراقي لينفض عنه غبار السنين مستذكرا ومستلهما نضاله الخالد في ضمير العراق يوم كان الشارع العراقي مصدر القلق والخوف الأوحد للحكومات صارخا بأعلى صوته رافضا الظلم والتهميش والفساد ، لا يحركه غير شعوره الوطني الصادق المستقل عن التسييس والانتماء لغير العراق أيا كانت ماهيته وكنهه . خرج العراقيون بكل مكوناتهم الدينية والقومية ، تزين عرسهم الكبير جموع النساء الحاشدة التي أثبتت وعي وشجاعة المرأة العراقية وإدراكها جسامة دورها الحيوي الفاعل والمهم . لقد كانوا وبحق سلميين لا سلاح بأيديهم غير الحق الذي يطالبون به ، وصدورهم العارية المليئة إيمانا بالقضية العادلة المشروعة، لا تدفعهم إلى ما خرجوا إليه غير عراقيتهم و حقهم في أن يحلموا بعراق أفضل ، عراق مدني ديمقراطي موحد ، بلا فساد ولا محاصصة ، ولا جهل أو فقر ، وكانت السمة العامة والطابع الغالب لتلك التظاهرات الراقية ، حرص المتظاهرين على المال العام والسلمية المطلقة وتجنب الشعارات الفرعية والتأكيد على الوحدة الوطنية ، مشيدين بالبطولات التي يسطرها مقاتلو الجيش العراقي الباسل والقوات المتجحفلة معه من الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي العسكري والبيشمركة وأبناء العشائر ، في حربهم ضد الإرهاب الداعشي التكفيري ، إنها تظاهرات لأول مرة تطالب الحكومة بمحاسبة المفسدين وفي الوقت عينه تساند رئيس الحكومة وتحثه وتشد على يديه وتمنحه الثقة والتخويل الشعبي . هذا الوعي العالي للمتظاهر ، واضح المطالب والتوجهات، الصريح الشجاع المستقل ، هذا الصوت المدوي الذي ما أن قال قولته وأسمع الحكومة لاءه الكبيرة التي هزت عرش المفسدين وصدعت أركانه الخاوية ، فبدأوا بالتهافت الواحد تلو الآخر يفضح بعضهم بعضا تراشقا بالاتهامات فكل يدفع التهمة عن ساحته ليلقيها في ملعب صاحبه ، والمتظاهر يتفرج منتشيا يزهو بنصره الكبير الذي منحه زخما ودافعا هائلا لمواصلة التظاهر ورفع سقف مطالبه حتى يحقق جميع ما يرى أنه يستحقه . بل آل المتظاهر العراقي على نفسه أن يعوض كل سنين السبات والغيبة غير متراجع ولا متخاذل مهما تكالبت عليه مؤامرات الفاسدين وكيدهم ، وقد أفلح المتظاهر العراقي في استقراء الأحداث وعلم أنه عرضة للاستفزاز والاعتداء ومحاولات حرف مسار تظاهراته عن اتجاهها المدني الديمقراطي الحضاري ، الداعي إلى الدولة المدنية التي تحفظ للإنسان كرامته وحريته في الاعتقاد، ورغم محاولات المفسدين المتضررين ، إفراغها من محتواها الوطني عن طريق سحبها باتجاه الرموز أو الشخوص أو الكيانات ، وبالرغم من تصرفات بعض القوات الأمنية غير المقبولة في بعض المحافظات ، كان المتظاهرون المثقفون على أتم استعداد لاحتواء تلك المحاولات البائسة وتجييرها لمصلحته والسيطرة عليها بحكمة ووعي كبيرين ، نعم لقد خرج العراقي من الغيبة الطويلة التي أجبر على دخولها منذ بداية عقد الستينات ، وقد شب عن الطوق ولن يكب ظهره ولن يجلد بعد اليوم .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثر التظاهرات في المجتمع العراقي
- إكرام المسيء ومعاقبة المحسن
- إصلاحات الحكومة و مطالب المتظاهرين .. أيهما أطول نفساً ؟
- وتستمر الولادة
- وكان للنساء حضورهن المميز كذلك
- عصابات الفساد ومطرقة العدالة
- العدوان على المدنية والديمقراطية
- الحراك الجماهيري الشعبي والمصالحة الوطنية
- اصمدوا .. فقد ظهرت بوادر النصر المبين
- العمليات الإرهابية .. وإرادة الشعب الثائر
- الفساد وحقيقة محاربته ومن يحاربه ؟
- - إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا -
- وماذا بعد صدور تقرير اللجنة ؟
- إدامة زخم التظاهرات مطلب حيوي
- ظلمونا فانتفضنا
- وألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر
- ليت هندا أنجزتنا ما تعد
- الحرب على الإرهاب وأثرها في الحراك الجماهيري
- الحراك الجماهيري المتصاعد وآفاقه المستقبلية
- الحصة التموينية الواقع والطموح


المزيد.....




- قرية زراعية عمرها 300 سنة.. لِمَ يعود إليها سكانها بعد هجرها ...
- فيديو حصري من زاوية جديدة يوثق لحظة تصادم الطائرتين في واشنط ...
- حزب -القوات اللبنانية- يطالب الحكومة بالتوضيح بعد مسيّرة -حز ...
- قنبلة داعش الموقوتة تهدد بالفوضى في الشرق الأوسط - التلغراف ...
- أبو عبيدة يعلن أسماء الرهائن الإسرائيليين المتوقع الإفراج عن ...
- اتفاق الهدنة: إسرائيل وحماس تتبادلان قوائم المقرر إطلاق سراح ...
- بعد تمرير خطة اللجوء.. هل انكسر -الجدار الناري- عن اليمين ال ...
- أيقونة معمارية شاهدة على التاريخ.. العزبة القيصرية -إيزمائيل ...
- بالفيديو والصور.. موجة ثلوج غير مسبوقة تشهدها بعض المدن الجز ...
- الرئيس الجورجي: دول غربية ضغطت علينا للوقوف ضد روسيا في نزاع ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - الخروج من الغيبة