أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوفل الميهوب شليق - فقط في المهبل والقضيب، يكمن الفرق.















المزيد.....

فقط في المهبل والقضيب، يكمن الفرق.


نوفل الميهوب شليق

الحوار المتمدن-العدد: 4934 - 2015 / 9 / 23 - 00:54
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


فقط في المهبل والقضيب، يكمن الفرق.

لطالما اثارت قضية المساواة بين الرجل والمرأة إكتراثي؛ فمنذ صغري، كثيراً مالفتت إنتباهي شخصية أمي المميزة. كانت ولازالت إمرأة واثقة، ومتمردة، ومستقلة، ومثابرة، وحرة. لم تتحصل أمي على حريتها من أحد بل خاضت حروباً لا تحصى لنيلها. أعتقد لهذا السبب لم أصدق أبداً بأي فرق بين قدرات الرجل والمرأة.

حينما كنت طفلاً لم أتمكن، ولو لهنيهة، من ملاحظة الصفات النمطية للرجل والمرأة التي يخلقها المجتمع وتتبدل مع الزمن بتغير الظروف. كنت أتعاطى مع النساء بنفس الكيفية التى أعامل بها الرجال- ومازلت أفعل ذلك- ولكن ما أثار دهشتي عند إنخراطي بشرائح عديدة من المجتعمع هو إختلاف الواقع عن رؤيتي للرجال والنساء، وإختلاف رؤية النساء لأنفسهن.

عندما بلغت الثامنة، كان الكثير من تلاميذ المدرسة يهزؤون مني، فقط لأني ألعب مع الفتيات والصبيان على حد سواء. وكان أطفال الشارع يزدرونني، لأنني كنت أتسلى مع بنات الجيران في البناية التى كنت أقطن فيها. كان الطلاب في المدرسة، أولاداً وبناتاً، يضحكون ويتبادلون النظرات الغامزة ويهمسون فيما بينهم، عند لمحهم لأمي الغير محجبة لمًا كانت، بين حين وآخر، تصطحبني إلى المدرسة. كان أيضاً الفتيان والفتيات يخشون الجلوس على نفس المقعد المدرسي في الوقت الذي لم أكن أفكر في الموضوع إطلاقاً. بالمقابل كان اغلبية التلاميذ والتلميذات يسخرون من أي شخص- ولداً أو بنتاً- عند قيامهم بالتصرف على طبيعتهم وعدم مبالاتهم بأنماط السلوك التى فرضت عليهم منذ الولادة إعتماداً على شكل "عضوهم التناسلي."

كثيراً ما كانت بنات خالتي الأكبر مني سنا ينتهزن فرصة وجودي معهن حتى يجلسن في المقعد الأمامي للسيارة- كوني أحد الرجال الليبيين القليلين الذين لا يجدون إهانة في الجلوس في الخلف. فحتى الجلوس في المقعد الأمامي عند وجود رجل في السيارة هو حق لا تمتلكه البنت الليبية. دائما ما كان خالي ينبهني قبل ذهابنا إلى الشاطئ على عدم مناداة نساء العائلة بصوت عالي: لكأن أسمائهن كانت سراً وجب عليا عدم البوح به، لكأن أسمائهن كانت ألفاظاً بذيئة حرمت من النطق بها، لكأن أسمائهن الجميلة كانت قبحاً لزم عليا كرجل الخجل منه.

لا يمكنني أن أذكر كمية المعاناة التى تعيشها المرأة، ولكنني حاولت التقريب من خلال هذه المشاهد التي عايشتها لواقع المرأة الإجتماعي في ليبيا. دائما ما أقول هناك بعض القوانين القليلة التى يتمتع بها الرجل في ليبيا ولا تمتلكها المرأة، ولكن في أغلب الأحيان نحن متساويين في القوانين وهذا التمييز هو إجتماعي أكثر من كونه قانوني. فقط لأنه في تلك الدولة الظالمة ليس هناك وجود لحقوق الإنسان: فلا توجد حقوق لا لرجل ولا لمرأة- كلنا نعيش في ذل، كلنا ليس لنا كرامة، كلنا متساويين في الظلم، كلنا في عيشة "غَبْرَةْ،" بشعة.

ومافتىء التمييز البطريركي ضد النساء واضح وبشع، ولكن تدريجيا وفي السنوات التابعة "للثورة،" أو النكبة إن أصح التعبير، بدأ هذا التمييز في التزايد- ليس لمبادرة الشباب به فحسب، بل لخضوع معظم نساء المجتمع لهذه الأفكار الذكورية، الشنيعة. آمن النساء بأفكار ليس لها أساساً من الصحة، تعلموها من أمهاتهن، وأزواجهن، ومشايخهن، فتواطأت المرأة ضد نفسها وأصبحت عدوة لنفسها. صدقت المرأة بأنها لا تتساوى مع الرجل وأنها أضعف منه، وسرعان ما إنتشرهذا الفكر الساذج والمتخلف حتى نست المرأة أهميتها لإعمار البلاد- التي لم يسبق لها أن تتعمر- ولإصلاح البلاد التي فسادها هوملمحها الأهم.

لطالما قادني شغفي للنقاش أن أتحاور مع زميلاتي في الدراسة عن بعض القوانين الحمقاء التى كانت تناقش بعد سقوط الحكومة السابقة، منها منع المرأة من السفر دون "محرم،" ومنعها من الزواج من "الأجنبي." لقد أحزنني، ولكن للأسف لم يصدمني، تشجيعهن لتطبيق هذه الأراء الرجعية. خضت’ للعديد من هذه النقاشات مع رجال ونساء، ما أوقض شجني هو أن النساء كانت أكثرحماساً وتصديقاً بهذه القوانين من الرجال. بل بعضهن قمن بشتمي والإستهزاء بي لأني أدعم حريتهن في الزواج بمن تعشقن، واللباس بما ترغبن، وإعطاء جنسيتهن وإسمهن لأطفالهن، والسفر لوحدهن، وحقهن في القيادة، ومساواتهن في الإرث، وحقهن في التعبير، وكل الحقوق المعطاة للرجل فقط بالأفضلية، وهلم جراً. رغم هذا وجب علي التنويه هنا أن بعض هذه الحقوق لا يملكها حتى الرجل في ليبيا ولهذا يجب أن تتوافر للجنسين عند تحقيقها.


في المدة الماضية قامت أمي بنشر منشوراً على صفحتها في "الفيس بوك" يتكلم عن الوضع المزري الذي تعاني منه البلاد. علقت العديد من صديقاتها على المنشور نائحات أنه لاتوجد رجال صالحة لحماية البلد، أن الرجال نهبوا البلاد ولم يصلحوها، نست هذه النساء أن أمثالهن من النساء- الكارهات لأنفسهن- هن أيضا مسؤولات عن الفساد. أن النساء الاتي لا يؤمن بقدراتهن على الإعمار، والاتي حتى لايفكرن بمسؤولياتهن في البناء، وكل ما تنتظرن هو رجل يدافع ويحميهن، ويحقق طموحاتهن نيابة عنهن، هن المسؤولات عن تعاسة هذه البلاد. النساء هن جزأ لا يتجزأ من المجتمع وهن مسؤولات عن الوضع المأساوي التي تمر به البلاد كما الرجال، فالمرأة قادرة على محاربة الدمار خلال طرق عدة، فالأمومة مثلاً هي أهم الطرق، إنشاء أطفال مؤمنين بالمساواة بين الجنسين، وعبء الجنسين في تحسين الوضع- لأنه لا يمكن للرجال بأنفسهم النهوض بالحضارة دون مشاركة المرأة.

حان الوقت لنتوقف عن حجب الحقيقة عن أنفسنا. ليس هنالك وجود للجنس للطيف؛ فالبنات يمتلكن خشونة الرجال ورقتهم. النساء والرجال هم مثل بعضهم تماماً وكل هذه الفروق النمطية هي نتيجة تربية الأهل لأبنائهم. النساء هن شريرات مثلهن مثل الرجال، وهن خيِرات مثلهن مثل الرجال. هن سيئات كالرجال، وهن جيدات كالرجال. هن قويات كما الرجال، وهن ضعيفات كما الرجال. هن مؤدبات كما الرجال، ووقحات كما الرجال. هن خجولات مثل الرجال، وجريئات مثل الرجال. لا يستحقن النساء، فقط لكونهم نساءاً، المبالغة في تبجيلهن وتعظييمهن عند مساهمتهن في نشاط المجتمع كما لايستحقه الرجال، فقط لكونهم رجال. لايستحقن، فقط لكونهم نساءاً، أن يدفع لطعامهن وحاجياتهن كما لايستحقه الرجال، فقط لكونهم رجال. لايستحقن، فقط لأنهم نساءاً، أن تحمل حقائبهن الثقيلة، أو أن تقاد بهن السيارات، أو أن يفتح لهن الباب كما لايستحقه الرجال، فقط لأنهم رجال. يمكن أن نقوم بهذه الأشياء بناءاً عن حب، وإنما فعلها بناءاً على جنس الشخص يندرج تحت بند التمييز، فلا يمكن لمجتمع بشري أن يزدهر إلا إن تحققت فيه المساواة الكلية بين الرجل والمرأة، ولا تتحقق هذه المساواة إلا إذا ناشدت بها النساء وآمنَ بقدراتهن المساوية لقدرات الرجل.

عندة المناشدة بحقوقها في الأغلب توصف المرأة على أنها ضحية المجتمع، والأعراف، والتقاليد، والدين- هذا صحيح إلى حد ما- ولكن إن كنا نرغب بأن نكون صادقين المرأة هي ضحية نفسها وهي الجان الأخطرعلى نفسها. حان الوقت بأن تخرج المرأة من قوقعتها وأن لا تأمل من الرجل أكثر مما تأمل من نفسها.



#نوفل_الميهوب_شليق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...
- الكويت.. مراسيم جديدة بسحب الجنسية من 1145 امرأة و13 رجلا
- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوفل الميهوب شليق - فقط في المهبل والقضيب، يكمن الفرق.