أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - العراق: ثلاثة اشكال للفساد














المزيد.....

العراق: ثلاثة اشكال للفساد


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4924 - 2015 / 9 / 13 - 23:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للعراقيين حق انتقاد النواب على عدم حضورهم وعلى تسيبهم وعدم التزامهم وعدم تقيدهم بالقانون. فهذه مخالفات واضحة وصريحة للنظام البرلماني يجب ان تقترن بالعقوبات للحد منها.
لكن حياة (البلّوشي) التي يعيشها النواب بالاضافة الى رواتبهم الضخمة ومخصصاتهم غير المعقولة وامتيازاتهم الي تمنحهم صفة مصون غير مسؤول، ليس لنا وصمهم بالفساد لاجلها، ذلك ان جميع النواب يتمتعون بها بما فيهم اولئك الذين ينتسبون الى من يطالب بالغائها.
هذه الرواتب والمخصصات والامتيازات الهائلة، التي لا يمكن لدولة ان تبقي عليها الا وانهار نظامها السياسي وفسدت اعرافها الاجتماعية، مثل ما هو الحال في العراق، تضمنها قوانين رسمية نافذة، شرعها النواب لانفسهم وصوتوا عليها بالاجماع في دورات البرلمان التشريعية، ولم يتقدم اي نائب، حتى اولئك الذي يتبجحون بانتقادها، بمبادرة لجمع التواقيع لالغائها او لتعديلها كي تبدو معقولة ومقبولة في بلد يعيش الملايين منه تحت خط الفقر والاملاق.
ينبغي الاشارة الى ان اي حراك برلماني، لمجموعة او افراد لتغيير قوانين امتيازات الطبقة المترفة الحاكمة ستبوء بالفشل الذريع، اذ ان لا احد يصوت ضد مصلحته اذا كان بقائها بنفس الشرط غير مهددة بالزوال. كما ان القول بالتغيير من داخل المؤسسة التشريعة هو ضحك على ذقون الشعب، اذ ان القضية ليست فساد النواب، بل فساد القوانين والانظمة، فحتى لو دخلت الملائكة والقديسون في اي من ملحقات الدولة العراقية المتنفذة والسيادية، لفسد الجميع، القديسون والملائكة.
بهذا المعنى يصبح الترشيح للانتخابات في مسعى الوصول الى البرلمان مساهمة في تعزيز القوانين التي يتظاهر الجميع من اجل تغييرها. انه شكل من اشكال النفاق السياسي للذين يتواجدون في ساحات الاحتجاج والتظاهر بينما احلامهم وطموحاتهم تهفوا للوصول الى البرلمان للحصول على نفس الامتيازات والمخصصات والرواتب التي ينتقدون النواب عليها ويتظاهرون ضدها اليوم. هؤلاء لا يختلفون عن النواب الذين تواجدوا في ساحات التظاهر اولئك الذين طردهم المتظاهرون لانهم لا ينتمون لبيئة التظاهر بل لبيئة الفساد.
ان اكثر مظاهر النفاق السياسي والديني وضوحا هو مثال المتحدث باسم المرجعية الدينية في النجف، السيد احمد الصافي، الذي يطالب بالاصلاح وينتقد الفساد من على منابر الجمعة بينما هو يتمتع بقوانين الفساد، ذلك انه لا يزال يحصل على امتيازات ومخصصات وحراسات ومعاش المتقاعد البرلماني، بصفته عضو الجمعية الوطنية المنقرضة.
النزاهة حتى وان كانت صفة شخصية او ميزة تتوفر عند هذا وتنعدم عند الاخر، لكنها ايضا حالة تفرضها القوانين وتقسر الجميع على الالتزام بها، فان تعمدت او تساهلت الحكومة في تطبيق القانون، فان النتيجة الحتمية لهذا التساهل هو الفساد المحتم حتى في مجتمع الملائكة.
في العراق ثلاثة اشكال للفساد:ـ
فساد القوانين: ذلك انها لم تشرع وفق مباديء العدالة الاجتماعية بل وفق شريعة السيد والعبد، وهذا ما يميز عقيدة الاسلام السياسية والمرجعيات الدينية التي تقسم الناس الى خاصة وعامة.
وفساد تطبيق القوانين، وذلك يعني ان اجهزة الامن والشرطة والقضاء يمكن شراء ضمائرها، مما يؤدي الى عدم الحرص على دماء وحياة المواطنين وبيعها ببخس الاطماع.
وفساد النية الوطنية: ذلك يعني فساد الضمير الوطني بحيث يصبح حلم الالتحاق بماكنة الفساد تحت تبريرات وذرائع شتى حلما مشروعا.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 22
- هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 1-2
- البنية الطائفية للارهاب
- صناعة الاله عند ضياء الشكرجي 2-2
- صناعة الاله عند ضياء الشكرجي.. 1-2
- ارفعوا الوصاية عن الله فانه غير قاصر
- جدلية البناء التحتي والبناء الفوقي والدين
- نفي الاله
- الدور السلبي للاسلام على العرب
- العراق: لماذا لم تنجح الحكومة في حل الازمة الطائفية؟
- ايران والقضية الفلسطينية
- ذهنية تقسيم العراق
- العراق: القتال ضد مجهول
- الطائفية السعودية وخطأ التصورات الايرانية
- ملاحظات عابرة حول الحرب على اليمن
- لماذا تلتزم المرجعيات الاسلامية الصمت حيال تحطيم اثار حضارة ...
- الضجة الاسلامية حول اعدام الطيار الكساسبة
- الحتمية الماركسية وخلفية الفهم الاسلامي الساذج
- الاسلام بصفته احتجاج سلبي
- الماركسية ادراك وليس اجترار مدرسي


المزيد.....




- الإليزيه يعلن استدعاء السفير لدى الجزائر و-طرد 12 موظفا- في ...
- المغرب يواجه الجفاف: انخفاض حاد في محصول القمح بنسبة 43% مقا ...
- كيف رد نتنياهو ونجله دعوة ماكرون إلى إقامة دولة فلسطينية؟
- أمير الكويت ورقصة العرضة في استقبال السيسي
- الرئيس اللبناني: نسعى إلى -حصر السلاح بيد الدولة- هذا العام ...
- مشاركة عزاء للرفيقتين رؤى وأشرقت داود بوفاة والدتهما
- ويتكوف: الاتفاق بشروط الولايات المتحدة يعني وقف إيران تخصيب ...
- ترامب: مزارعونا هم ضحايا الحرب التجارية مع الصين
- مصر.. أزمة سوهاج تتصاعد والنيابة تحقق في تسريب فيديو المسؤول ...
- نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية يزور الجزائر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - العراق: ثلاثة اشكال للفساد