أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - مهاجمة آيات النبي محمد أم الهجوم على داعش أمريكا















المزيد.....


مهاجمة آيات النبي محمد أم الهجوم على داعش أمريكا


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 4915 - 2015 / 9 / 4 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد سقطت الإقطاعية و سلطة الكنيسة و قبلها سقطت ممالك تاريخية عظيمة كمملكة زنوبيا ومملكة سليمان و سقطت روما العظيمة و سقطت الإمبراطورية العثمانية والملكية في العراق وسقطت بريطانيا العظمى و شهد جيلنا سقوط دولة السوفيت.

قال الله تعالى: فكل شيء على سطحها فانِ و يبقى وجه ربك ذو الجلال العظيم*
و قال فردريك أنجلس: كل شيء في الوجود يلبس في إصبعهِ خاتم الزوال*

الفلسفة اللاهوتية أو الفلسفة المثالية قد سبقت الفلسفة المادية, و قد ظهرت الفلسفة المادية على أشكال متنوعة و كانت الكنيسة تحارب كل اتجاه فلسفي مادي يظهر في أوربا, لحين تقدم الزمن و تطور العلاقات الاقتصادية و ظهور طبقة البرجوازية الوطنية فتم إسقاط السلطة الملكية و الطبقة الإقطاعية و رمي الدين في الكنيسة مع قساوستها بكلمة أخرى ما دعي عزل الدين عن الدولة.

ففي العصر الحديث عرف العالم الكثير من العلماء بعدما تم ضرب جبروت الكنيسة التي حاكمة غاليليو غاليلي لمخالفته الكنيسة و أكد دوران الأرض حول الشمس, فقبل موته كان يردد لكن هي مع ذلك تدور. ثم جاء جالس دارون بأمر أصل الأنواع لينسف خرافة الخلق والطرد من الجنة و جاء نيوتن بقوانين الحركة و الميكانيك و درس سبب سقوط التفاحة فسجل قانون الجاذبية الأرضية, ثم جاء كارل ماركس بكتاب رأس المال و شرح لنا فائض القيمة فاعتمد الفلسفة المادية التاريخية و المادية الديالكتيكية فشرح سبب سقوط الإقطاع و تنبأ بسقوط الرأسمالية, إذ جاء بقوانين ثلاثة دعيت بقوانين الديالكتيك, قانون نفي النفي* قانون وحدة صراع المتناقضات* قانون تحول الكم إلى كيف*.

مقدمة ضرورية لمعرفة آلية ظهور الدولة وسقوطها, ففي العقل اللاهوتي تجري على أساس أن المشيئة الربانية سواء بدوران الشمس أو بدعم السلاطين ونحرهم, فالله يقوم بتسليط السلطان الشرير على الأمم العاصية ليعاقب البشر أجمعين.
فقد جاء "و كذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون"
و جاء" إذا سخط الله على قوم ولى أمرهم شرارهم.و تفسيرها هو أن الله إذا أراد بقوم شرا ولى أمرهم شرارهم."

نرى أن أمر الممالك يدخل في الأديان و تتشابك و بتفسيرات ميتافيزيقية لسبب ظهور سلطة الإمبراطوريات و سقوطها, لحين ظهور الأفكار التقدمية بعد انتصار الثورة البرجوازية في أوربا بعد ظهور الفلاسفة الأعلام في مجال التنوير الثقافي (فولتير. جان جاك روسو. مونتسيكيو). و لحين بروز الفكر الماركسي المستند على الأسباب الاقتصادية و الصراع الطبقي, ليتبين أن ظهور و سقوط روما القديمة و انتصار الثورة الفرنسية قد جاء بفعل قوانين اقتصادية و ظهور قوة طبقية ألا وهي الطبقة البرجوازية التي ستنتصر على طبقة الإقطاع التي دعمتها الكنيسة المناهضة للعلم و المبررة لظلم سلطة الكنيسة.

لكن كارل ماركس بنظرية الصراع الطبقي أوضح لِمَ استمرت سلطة الإقطاع, ففسر أن البروليتاريا لَمْ تظهر إلا بعد قرون, فأن الثورة هي عملية إزاحة الطبقات ليؤدي لزوال الدولة أم الإمبراطورية الرومانية, مما حدا لظهور الدولة البرجوازية العصرية التي تطورت إلى دولة رأسمالية. فَهكذا عرفَ ماركس أن الطبقة المُسيطرة تنتج بيدها حفر قبرها, أي البروليتاريا ستسعى نحو إلغاء سلطة رأسمال من اجل تحقيق المجتمع الخالي من الطبقات, ليحل البناء الإيجابي بدل الصراع الطبقي الدامي, الذي يقود لتسلط القوي على الضعيف ومما يؤدي لظهور الغزو و النهب للبشر بدل العيش السلمي مع الشعوب.

فسقوط الإقطاع ليس إرادة إلهية و لا يرتبط بأن الله يسلط الملوك لأجل عقاب العاصين و لا الملوك مخلوقين من قبل الله لرعاية العامة, لذا انتصرت الأفكار التقدمية البرجوازية فرمت بأفكار القداسة للملك, ثم أفكار كارل ماركس جاءت لتسحب القداسة من السلطة رأسمال لتعري جرائم النظام الرأسمالي في الاستغلال للبشر و الحروب الاستعمارية.

فقول أنجلس: أن كل شيء يلبس في إصبعه خاتم الزوال! هو أمر علمي يفسر ضرورة اقتصادية حين استنفذت شروطها في الوجود, أنجبت في أحشائها المارد البرجوازي الذي تطلع لمصالحه الطبقية, فقام بالهجوم على الإقطاع و أزاله من أوربا. بهذا خطت البشرية ليس نحو التقدم الاقتصادي و تحقيق الانتصار على سلطة روما و تحقيق مشروع التجارة العالمية, بل عرف البشر لأول مرة في التاريخ أن سلطة الكنيسة لَمْ ( تك مدعومة من الله ) فتزعزعت الخرافة و صار التوجه نحو نزع الدين عن السلطة, فهذا هو التنوير للشرفاء و عمل ثوري ملموس شهده البشر في أوربا.

فالعالم الغربي تطور بإحلال العلم مكان الخرافة و ليس عبر الصراخ ضد نصوص الدين المسيحي و تحقير النبي عيسى عليه السلام في الحوار المتمدن, بل قام المفكرين بتكريس كل جهدهم من اجل تغيير الحياة الاقتصادية و باستنهاض كل ما هو إنساني في الدين المسيحي ليسحبوا الكثير من القساوسة للخروج ضد سلطة النبيل, منطلقين من أن فقر الشعب هو وصمة عار, فجهد الفلاسفة جاء لرفع مستوى الشعب الاقتصادي لتقليص استغلال النبيل و نهب الكنيسة لأموال الشعب.

فهكذا نرى اليوم الشعب العربي في مصر و العراق وسوريا و ليبيا و تونس يعاني أقسى الظروف و التي هي امتداد للهجمة الرأسمالية الاستعمارية التي جرت في القرن الماضي و امتداد لسلطة الدكتاتور العميلة و التي هي سلطة متخلفة مرتبطة مع بريطانيا عبر الملوك ثم لتتحول إلى سلطات عميلة للامبريالية الأمريكية و لتتحول سلطة لأحزاب الإسلامية التي تمثل سلطة مشابهة لسلطة الإقطاع في أوربا, برجعة نحو القرون المظلمة باستنهاض قيم خرافية تساعد في تقديس سلطة الأحزاب الإسلامية التي يدعمها الملك الوهابي الذي يجسد الحكم الأوتوقراطي, برعاية أمريكا و أداتها القاعدة و داعش.

فالفكر الماركسي كما أوضحت حدد أمر سقوط الإقطاع و درس أمر سقوط الرأسمالية, طبعاً أن الإقطاع لم ينهار بليلة وضحها, و لم تسقط الرأسمالية غداً, بل أن الأزمة الرأسمالية تسترعي النضال ضدها. فتراكم الفقر و زيادة العطالة و نهب الشعوب أدى لظهور الثوار في فرنسا لإسقاط سلطة الكنيسة, فأزمة الرأسمالية ستجر القوى الثورية للنضال, فهكذا ستكون الدول الرأسمالية في مواجهة جموع الشعب بكل تنظيماته من يسارية و شيوعية و حتى أحزاب دينية ستنحاز ضد النظام الرأسمالي في حالة حدوث أزمة كارثية تضرب الطبقة المتوسطة, طبعا الأزمة واضحة من سنين لكن تعالجها أمريكا على حساب الشعوب الفقيرة في أفريقيا و آسيا و كذلك على حساب اليونان و أسبانيا و البرتغال و ايطاليا.

فحبل الخناق ييشتد على النظم الرأسمالية, لذا تشن أمريكا حرب غزو النهب (العولمة). فاليوم القوى الرأسمالية تمثل إمبراطورية العصر بقيادة أمريكا, لذا تعقد أمر النضال ضد قوى الاستغلال و أخذ مجريات متشعبة, مع ضعف شامل في حركات النضال الثوري المناهض للنظام الرأسمالي, لأسباب كثيرة منها ضرب الأحزاب الشيوعية و خداع البشر, بأن الرأسمالية أفضل نظام و سيكون نهاية للتاريخ , مع ضرب أمريكا كل شعب يزيغ عن المسار في فلكها, من مثل الروس و الصين و إيران و سوريا و العراق و ليبيا.

فسار الهجوم على العراق و تحطيمه, ببداية القرن الأمريكي ثم تم إسقاط ليبيا و أخيراً جاء هوان أمريكا أمام سوريا. فهنا تبز مقولة أنجلس بأن كل شيء يلبس في إصبعه خاتم الزوال.اليوم يدب الشلل في القوة الأمريكية و ليفلت العراق من قبضة أمريكا, و ليتكون المحور الروسي الصيني و بجانبه إيران التي تتمدد نفوذها لتحاور أمريكا في الوجود الذري. لكن هذا لا يعني أن أمريكا ستسقط غداً بل لدى أمريكا الكثير من المناورات.

فأمريكا تمتلك السلاح الذري و تمتلك الأساطيل ثم لديها كل دول الخليج و السعودية الوهابية و إسرائيل, و تسيطر على أغلب دول أمريكا اللاتينية و البرازيل و الأرجنتين و طبعا من خلال الرؤساء العملاء, و تمتلك حركات الإرهاب والأقلام المأجورة في الفضائيات الرجعية العربية, فالسعودية و إسرائيل هي قواعد لتركيع الشرق الأوسط, فرأينا كيف عملت أمريكا و الغرب على إشعال الحرب في أوكرانيا لأشغال الروس في دعم سوريا.

فسيقول البعض أن سوريا نظام دكتاتوري و إيران دولة إسلامية! فأقول ببساطة في المقابل السعودية مملكة عمالة و تصدير إرهاب و إسرائيل دولة عنصرية تجاه الفلسطينيين وتركيا في الناتو, في حين سوريا و إيران دول معادية للغزو الأمريكي. فالسياسة فن تحقيق الممكن. فبما أنا ضد الغزو الأمريكي لذا أختار طرف المعادلة التي تتمثل بالمحور الروسي الصيني, الذي يقف ضد غزو أمريكا للعراق.أني خيرتك فاختاري!

فعملية النضال ضد أمريكا يتطلب نضال كل الشعوب, فهو مهمة الأحزاب اليسارية و الشيوعية.فمفهوم اليسار هو كل الدول والتنظيمات التي تعمل ضد الامبريالية, أي منظمات قومية أو وطنية و أحزاب ذات صبغة دينية, فأحزاب البرجوازية الصغيرة يمكن جرها للنضال, كما حصل في القرن الماضي, فظهر غاندي و لال نهرو عبد الكريم قاسم و جمال عبد الناصر و الشيخ الكردي محمود حفيد زادة البرزنجي الذي قارع الاستعمار البريطاني و الملا مصطفى البارزاني , و كثير من الشخصيات دينية مسلمة أو قساوسة. أحد أبرز الأمثلة لرجال الدين السيد عُمر بن مختار المُلقب بشيخ الشهداء, وأسد الصحراء,هو قائد أدوار في ليبيا وأحد أشهر المقاومين العرب, الذي ألقي من طائرة (الاستعمار الحضاري الديمقراطي) ليموت إرهاب للثوار. ثم ثورة العشرين في العراق كانت بقيادة رجال الدين ضد الغزو البريطاني.

في سبعينات القرن الماضي حدثت الثورة الإيرانية بقياد الخميني الذي استطاع الإطاحة بنظام الشاه العميل لأمريكا و كذلك يدخل حزب الله اللبناني في صف اليسار إذ أنه حزب يقف ضد الغزو الأمريكي الصهيوني و يدافع عن شعب لبنان و يدخل نيلسون مانديلا في صفوف اليسار إذ انه قاوم نظام العنصرية في جنوب أفريقيا, فانتصر بعد أن قضى أكثر من نصف حياته في سجون العنصرية.

لتبرز أسئلة عديدة في أمر سقوط الدولة أو الإمبراطورية وعلى ضوء, كل شيء يلبس في إصبعه خاتم الزوال!
هل أمريكا الامبريالية هي أخطر على البشرية أم الدين الإسلامي و النبي محمد؟
هل مهاجمة أمريكا و داعش مهمة أولوية؟
أم الهجوم على المسلمين و احتقار نبيهم هو أولوية الصراع من أجل التقدم!

لأرى الامبريالية الأمريكية هي دولة تمتلك القنابل الذرية الكافية للقضاء على الحياة, وهي دولة تعادي الشعوب من اجل مصالحها, مستعدة لتدمير الفيتنام و اليابان و بالذري في القرن الماضي, ثم قامت بضرب العراق بقنابل اليورانيوم, بنشوة انتصارها على السوفيت. فأمريكا تتعامل مع كل السفلة في العالم, أمثال بينوشيت في جيلي و سوهاوتو في اندنوسيا وسومازا في بنما و ضياء الحق في الباكستان وصدام حسين في العراق و نتنياهو في إسرائيل و مع المجرم أمير قطر و مع الملك الوهابي زعيم القاعدة و داعش في السعودية مركز العصابات الإرهابية المتطورة السلاح كالقاعدة و داعش.

و لدينا معضلة في المملكة الوهابية الرجعية و إسرائيل العنصرية, في أمر النضال ضد أمريكا ففي الوقت الذي يستباح العراق و تقصف ليبيا من قبل الناتو تضخ السعودية و قطر وتركيا المال و الرجال لسوريا فيحدث الخراب و اختفاء السلطة لتظهر القوى الدينية التي حافظ عليها الدكتاتور ( صدام و القذافي و حسني مبارك عملاء أمريكا) التي تشرف عليها السعودية و إسرائيل, لسوق شعوب المنطقة نحو الجحيم من اجل تحقيق مصالح أمريكا كامبريالية تمتص الدماء و البترول.

ليظهر نافق مرائي ليقول أن سبب التخلف هو آيات الإسلام, ليطنب طنين نقد واحتقار الدين و ليمجدوا الغزو الأمريكي و جرائمه, وهم في الحقيقة لا يقوموا إلا بإهانة الشعوب المسلمة, من خلال إبراز ظاهرة التخلف الاقتصادي و الاجتماعي, التي هي نتيجة الغزو و النهب الرأسمالي لإمبراطورية العصر الحديث. ولتزحف تعليقات ماكرة بكلمة نحن العرب و المسلمين, سبب الكوارث على شعوبنا و على الحضارة في الغرب لا بل يقول البعض الديماغوجي, نحن العرب أهل الخيانة, فنحن الذي لا يعرف الاتحاد و العيش بسلام, فكل هذه التعليقات تخرج من عباءة الرجعية و فلك الصهيونية.

فالغزو الأمريكي للعراق لَمْ يحدث ما لِمْ أمريكا حشدت ليس الجيوش و القنابل الذرية فحسب, بل أمريكا عملت لعقود على جمع العملاء من أمثال احمد الجلبي وأياد علاوي و جعلتهم مقيمين في أمريكا جمعوا حولهم إنتليجيسيا مأجورة صورت الغزو, تحرير, و عليه سيكون العراق واحة للحرية. ليتم قصفه باليورانيوم و تحويله إلى بلد تفجير دامي, و لتميط الأقلام المأجورة اللثام عن العراق. اليوم التوجه المشبوه يسير للهجوم على شعب سوريا, أنه اللوبي الصهيوني الذي يسير مع الغزو الأمريكي, و ليذر الرماد في عيون البشر, فيصور المسلمين و نبيهم سبب الخراب في العراق, ليبيا وسوريا لا بل الإسلام يهدد الحضارة الغربية, و ليست أمريكا الذرية هي الخطر على الكوكب.

و يقارن النقد المأجور بين الحياة في الغرب و البلدان العربية, فهذه المقارنة جداً دعية لكن تنطلي فقط على السذج, فنحن نعرف أن أوربا الإقطاعية هي أسوء من أوربا الرأسمالية, لتؤكد بعض الأقلام أن المسلمين بسبب الدين هم متخلفين, لكن في المقابل نحن نعرف أن دول مسيحية هي دول متخلفة و دول مجاعة, و أن الكثير من الدول الغير الإسلامية يحدث فيها الفساد و العنف. بل هتلر قاد حرب فاشية و لَمْ (هو عربي مسلم) وقبله جاء نابليون صاحب أكذوبة نحن محررين لا فاتحين. ليتناسى البعض صراع الكاثوليك و البروتستان, أي العرب المسلمين لَمْ يشذوا في الصراع الطائفي و الطبقي كما ينافق البعض على أن العرب متآمرين على بعضهم و على الحضارة الغربية.

فتُطمس التعليقات المشوهة العلاقة الخفية التي أشبهها بعلاقة البعوضة(أمريكا) بالمستنقع ( السعودية), فأمريكا هي من تدعم الملك الوهابي و تقدم التدريب لجيش القاعدة الذي ينتجه الملك و القرضاوي في الجوامع سواء في السعودية أم في الغرب, فالجميع يعرف أن الجوامع تغذى من قبل السعودية و يسمح الغرب بتنظيم الإرهابيين وإرسالهم إلى أفغانستان كما حدث في القرن الماضي, واليوم يعرف الجميع أن بريطانيا و فرنسا تعطي تأشيرات للإرهابيين للسفر للعراق و سوريا, لكن النقد المأجورة يدين آيات القرآن في الدعوة للعنف, لكن قتل الملايين في اليابان و جيلي والعراق و الجزائر بسبب الحرب الاستعمارية يُطمس. لأسأل: هل البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة!

فالذين يطمسوا أمر التطور الاقتصادي و الثورة البرجوازية لا يعملوا على التنوير. فتعليقاتهم سذاجة ببؤس النصوص التوراتية و الأحاديث النبوية من قال فلان و طبع نصوص و آيات قتل المنافقين, أي أعمدة التعليقات واحدة و الجميع يعرف أن النصوص والآيات تتحدث عن صراع مجتمع العبودية. لكن البعض يؤكد أن القاعدة و داعش هي من محتوى القرآن, وليست تنظيمات من أنتاج المملكة الوهابية الغارقة في العمالة لأمريكا, التي ترى في السعودية أداة لتحطيم العراق وسوريا وغيرها. ليتناسى الطرح المنافق كم من أحرار الشعوب (من نسل المسلم) يموت في سجون الجلادين و شوارع المدن من المحيط إلى الخليج و بسكوت أمريكا صاحبة حضارة الغزو والنهب, شرفاء روما.

ليبرر القلم المناصر لمصالح أمريكا ب( قصف العراق و ليبيا). فهو عقلٌ يقطر سماً و دماً و باسم التنوير الذي يهاجم آيات القرآن و لا يدين جرائم أمريكا لعصرنا الحديث. لأتساءل هل حقاً هذا يدخل في مجال التنوير أم الظلامية العلمانية الاستعمارية؟ فيرون دماء الشعوب المسلمة و ثرواتهم تنهب ليذكرونا( أن لأمريكا مصالح في العراق وسوريا و اليمن) لتكون مهاجمة آيات قتل المشركين لما قبل 1450عام, و ليكون غفوراً رحيم أمام جرائم أمريكا لقتل البشر باليورانيوم.

فالصراع الذي يجري في المنطقة العربية هو امتداد للصراع الذي يجري في دول العالم, ألا وهو الصراع الطبقي, بسلطة الرأسمالية المتسلطة على الغرب و أمريكا, و هي سلطة زحفت من جلد الإقطاع من اجل السيطرة على التجارة العالمية و التطور الصناعي, فالأسواق هي المحرك لاقتصاد الدول الرأسمالية و من أجله تم حربين عالمتين فمن اجل تطوير الصناعة يجب الحصول على المواد الخام و الأيدي العاملة الرخيصة, أي أن الهجوم المأجور يكذب باسم التنوير حين يقول أن العنف يكمن في آيات النبي محمد, فالعنف الحضاري يمكن في السلطة الرأسمالية.إذ ألقت أمريكا القنابل الذرية على اليابان التي لا فيها آيات قرآن النبي محمد, ثم هاجم هتلر السوفيت الأرثذوكسي و الشيوعي, أي أن نظام الرأسمالية هو نظام حروب.

فكل شيء يلبس في إصبعه خاتم الزوال, فهكذا يتم اليوم انفضاح المشروع الأمريكي في العراق بأكذوبة الحرية فإلى تفجيرات القاعدة و داعش, و إلى صمود الشعب الإيراني و انتصاره ضد الحرب الأمريكية و إلى صمود الشعب السوري ضد جيش القاعدة و داعش و تركيا و ضد الدولار السعودي القطري. لينحسر اليوم نجم القاعدة و داعش لتعي الشعوب المسلمة الفقيرة زيف رجال السلطة العملاء و زيف رجال الدين, و بأن دين هؤلاء لا علاقة له بدين الشعب الفقير, بل أنها هرطقات مشابهة لهرطقات صكوك الغفران في أوربا, ليتعرى خداع الهجوم على آيات القرآن, و التطنيش عن مهاجمة القصف الذري للعراق, و في وقت يجري صراع ثوري في مصر ضد الأخوان و ضد فساد سلطة العراق, ليفضح دور الرجعية العربية (سعودية و قطر) و القوى الإرهابية (داعش) و زعيمتهم أمريكا.

فداعش أداة أمريكا لتحطيم الشعوب في مراحلها الانتقالية في العراق و مصر ليمكن دفعها لأوكرانيا و نحو المثلث الهندي الصيني. أي القضية ليست إرهاب الإسلام, فداعش تحقق مصالح أمريكا التي يتباكى عليها المناصرون. فداعش صارت أداة لفرض التسوية في إيران و العراق و تصعيد ضرباتها في سوريا, وفق توازنات إقليمية, فتركيا الناتو من خلال داعش تحقق طموحها في السيطرة على المنطقة بضرب الحركة الكردية وتحقق نجاحات اقتصادية بالحصول على النفط.

يهاجم البعض رؤيتي السياسية على أساس أني اجعل أمريكا شماعة لتعليق سبب تحطم العراق!أقول أن القوى المعادية لشعوب المنطقة, هي تنافق فترى جرائم أمريكا و تبحث عن شماعة آيات الأنبياء لتعليق خراب العراق و ليبيا وسوريا ومصر واليمن عليها. فشعوب المنطقة تهاجم الأحزاب الإسلامية. ففي العراق يهاجم الشعب مخططات أمريكا التي جاءت بحكومة فساد طائفية مزقت العراق بعد تحطيم البنى التحتية, كتحطيم الطاقة الكهربائية (عصب التطور الصناعي ناهيك قصف اليورانيوم و ثلويث التربة و المياه). ليخرج شعب العراق اليوم ضد النظام محاصصة أسسته أمريكا, ببرجوازية دينية رجعية, وهو, الشعب مؤمن بالله و الدين. كما شعوب أوربا زمن ثورتها على حكم الكنيسة.

فأقول لمهاجمي الإسلام و المسيحية! أتركوا الأنبياء تنام في قبروها بسلام. و يا أحرار العالم من هنود حمر وثنين ومسلمين وبوذيين ويزيديين و مسيحيين و صابئة و ملحدين هاجموا العدوان الأمريكي بمعية تركيا و السعودية على شعوب العراق و سوريا و مصر وليبيا و تونس و لبنان و اليمن و أوكرانيا!
حقائق دامغة على حافات المقال:
جذر الإرهاب و أسراره ابعد من أمر الدين بل يرجع إلى مخطط تدمير الشعوب المسلمة أساساً:
http://l.facebook.com/l.php?u=http%3A%2F%2Fwww.spiegel.de%2Finternational%2Fworld%2Fislamic-state-files-show-structure-of-islamist-terror-group-a-1029274.html&h=VAQFHBJQI&s=1
فيديو:مدينة مقدسة في العراق ضد الفساد والطائفية, التي أسسها بول بريمر الصهيوني و ضد خبث الغزو الأمريكي! مسلمو العراق ليسوا متآمرون على بعضهم وعلى الحضارة الغربية و الأمريكية كما يدعي العنصريون!
https://www.facebook.com/Shakeralnaseri/videos/898846800192559/?fref=nf
الشيوعية اليهودية العراقية لا تهين المسلمين!!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=480151
الغرب يناقش بعقلية حرة وبلا تحقير دين المسلم مع فضح آيات الإرهاب الأمريكية: فمع المناضل جورج غالاوي!
https://www.facebook.com/NooooooNameeeeee1/videos/1597900077135050/
شعب العراق لم يؤخره الإسلام بل غزو أمريكا للنهب و قصف اليورانيوم و تحطيم الطاقة الكهربائية و تلويث البيئة:
https://www.youtube.com/watch?v=12w_7zHVjZw
مصر والعراق واليمن و تونس أمثلة دول إسلامية, تتحدى السماء بملايين الجياع!
https://www.facebook.com/l.php?u=https%3A%2F%2Fwww.youtube.com%2Fwatch%3Fv%
3DWJbvnZDYl6c&h=QAQH_hTWH&s=1

إلى زوال عنف الامبريالية و إلى غد الاشتراكية نصبوا!



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجوم العنصري على الدين الإسلامي ليس تنوير
- فحيح نقد الدين و الابتذال السياسي لزمن العولمة
- أمريكا و المثقف البراق الناعق ضد الدين
- هل الإسلام خطر على الديمقراطية أم أمريكا
- ( داعش ) إرهاب أمريكي يقتل المسلمين و يصرخ الله اكبر
- هل نظام العلمانية أفضل من الدين الإسلامي وغيره
- هل الإسلام محرك العنف أم أمريكا دولة إرهاب عالمي
- لمساة تحريف الماركسية لفؤاد النمري
- الحرب الأمريكية على العراق لازالت مستمرة
- دين وهابي همجي يعانق بربرية أمريكا ( آل سعود لجلد الشعوب )
- المملكة الوهابية جلادة شعوب المنطقة الحضارية
- أمريكا و فضيحة تسليح داعش في العراق
- دعم البرجوازية الاسلامية بعد سقوط الدولة القومية
- نفاق العلمانية الغربية و جرائم الامبريالية الأمريكية
- اضواء على تفجيرات باريس
- الانحطاط الاخلاقي للفكر اللاهوتي و عظم الاخلاق للملحدين
- تدمير الإسلام و العرب, هو الحل!
- أمريكا و الزيف في الحرب على الإرهاب ( داعش )
- انهيار القيم الثورية و صعود الانتهازيين و قوى الشعوذة الوهاب ...
- دولة الإرهاب الدولي و العلاقة بالدول العميلة و المنظمات الإر ...


المزيد.....




- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...
- الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا ...
- فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز ...
- سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه ...
- مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال ...
- جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
- البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة ...
- مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
- -الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد ...


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - مهاجمة آيات النبي محمد أم الهجوم على داعش أمريكا