أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين البوتاني - أراقبه بحسرة















المزيد.....


أراقبه بحسرة


جوزفين البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 4908 - 2015 / 8 / 26 - 08:36
المحور: الادب والفن
    




اراقبه بحسرة متشردة بحيرة امرأة فضولية , هذا الذي يآت كل يوم ويحتسي القهوة بهدوء ويشغل نفسه بمطالعة صحفية مالية انه يهتم بأخبار البورصة فهذا كل همه وانا القادمة من وطن النكبات انساها حتى نفسها فكل ما اطالعه هو اعلام ملفق مرتب وفق الاذواق حسب التسلسل الزمني الذي خطط لاستمالة النفوس التي تهتم بالاعلام اكثر مما تهتم بواقع الحال تعيش على المعونة (اي تآكل من ماعون الاجئين ) وتترقب كل ما يدور حولها بفضول وحسد .كم تمنيت لو انه وضع صحيفته جانبا كما وضعت انا كل شيء جانبا بعد ان فقدت الامل في استعادتها ولو بعد حين.

دخلت اختي التي ليست بالرضاعة وانما اختي بالغربة وهي تتأفأف فهذا حالها كلما سمعت اخبار سيئة عن بلدها الاول والاخير لبنان كما تقول :انها هنا ضيفة منذ اربعين عام قالت متذمرة تصوري منذ عقود ولبنان يعاني من ازمة الرئيس منذ عقود والكرسي الرئاسةشاغرا, قلت لها نحن بعكسكم فأن لدينا رؤساء بعدد الدول التي في العالم وممكن ان يستعين بلدك منا ريئسا او بأمكاننا ان نهديكم واحدا ف الخير عندنا كثير وحق العرب على العرب كما حق الجار على الجار ف نحن يا سيدتي لكل كتلة لدينا ريئس لكل عشيرة لدينا ريئس لكل مجموعة لدينا ريئس ولكل عدد من الافراد ايضا لدينا ريئس ولكل قبيلة ولانعرف من اي افخاذ وكيف دخلت علينا المهم لديها ريئس علما لا نعرف هدفهم او صلتهم بنا المهم هم يشكلون فئة ولديها رئيس ماذا يريدون لا نعرف ما هي غايتهم لا نعرف من ممولهم لا نعرف كيف تكونوا ومتى ايضا لا نعرف لو ان بلدي فكر بتصديرهم فانا واثقة سيسيتغنى عن النفط ويكتفي بهم لان بأمكان البلد ان يغطي كل تكاليفه بهم وقد يغطي تصديرهم رواتب الموظفين ايضا علما نصف موظفينا فائضون عن الحاجة لان البلد اصلا لم يعد يعمل فكيف موظفيه وضحكنا معا على( بلاوينا) وشر البلية ما يضحك وضحكتي رنت بأذنيه

هذا الذي لا شيء يهمه سوى اسعار البورصة وفرقه الرياضية هل تقدمت على الفرق الاخرى ام لا كم تمنيت لو انه يسألني من اين اتيت لكن هنا لا احد يسأل احد فكل في فلكه يدور قرصتني اختي وهي قائلة اليوم سأخرج مع صديقي بعد شهور من الصد كما تعلمين كلما كان صدك محكما كلما كان الرجل تحت متناول يدك واي هذا يعني انك ستحتفظين به اطول مدة ممكنة لانه كما تعلمين الرجال عندنا يحبون المرأة الصعبة المنيعة وبما اننا فهمنا ان اللعبة هي غروره تجدين معظم النساء يتعاملون بهذه الطريقة وصديقي عربي وصعب المراس وانا امرأة اعرف قيمتي اي احسسه بأنني غالية وهناك ورقة يجب ان يوقعها اي (سلم واستلم)استغربت من طريقة فكرها اذن المرأة ابرع من الرجل في التلوين والتلين اي تشد وترخي قلت ولا اعرف ان مازحة ام صادقة اهنئك يا عزيزتي لكن لو كنت انااذا اختارته روحي في الحال كنت سأتجيب له . ردت هذا يعني ينالك بسهولة وبعدها ينفض يديه عنك ويمضي باحثا عن امرأة عصية انت لست خبير ة في شوؤن الرجال انت مجرد امرأة ريفية فأن صراحتك وصدقك ضعيهم في افرب سلة مهملات عزيزتي.
تنهدت وقلت انا لا احتاج احدا لقد تمت تصفية مشاعري من زمنا ولم اعد اؤمن في مقولة اتبع قلبك اطمئني انا بخير وانا في منجى عن كل المغريات وغادرتني وهي على عجلة من امرها لتلحق بصديقها الصعب جدا وهي تلك المرأة العصية جدا .

ضحكت بصوت مكتوم على هذه المهزلة اي كل يضحك على الاخر وعدت الى وحدتي الى عالمي الفضولي ومع تخمناتي التي دائما اجدها في محلها رفعت رأسي كان صديقي صاحب صحيفة البورصة قد غادر وغضبت منه لانه لم يحييني كأنه فعلا كان جالسا معي غادر دون استئذان وضحكت على نفسي وعدت اكمل رواية (طشارى لانعام كججي )واغوص معها في هموم البلد وطيبته واهله الطيبين ونسيت المكان وصاحب البورصة وعينيه الرماديتين الحزينتين والمؤدبتين للغاية وفي اليوم التالي اتصلت اختي بعد ان عادت من موعدها الاول قالت لي اسبقيني اود ان اراك وحملت نفسي الوحيدة وذهبت وعند دخولي الى المقهى انتبهت ان صديقي لم يكن في مكانه المعهود كما هي العادة .لا ادري لماذا حزنت عليه وقلت في سري اخشى ان يكون مريضا او لعل هناك هبوطا في اسعار البورصة عادة مثل هؤلاء حالتهم تتوقف على ما يدور عن البورصة اذا ارتفعت
الاسهم ترتفع معنوياتهم واذا هبطت تراها تهبط الى درجة قد يكون مكانهم الانعاش لكنه طل فجأة وجلس في مكانه المعهود اذن البورصة بخير والعافيا طالما البلدان الغارقة بالنفط والغارقة بدماء بعضها هم من يجعلون الشركات تعمل بهمة وكما ان سراق النعم لديهم اسبابهم لجعل هذه البلدان ان تبقى مشتعلة
(هه هه)
نهض مجتازا اياي كي يحضر قهوته وحين عاد حياني بلطف ثم قدم نفسه
--انا جون
تلعثمت وتراخت اوصالي اذن كان يعرف انني اراقبه او ربما احس بفضولي , قلت وانا فلانة اجاب: اسمك جميل مثلك... ثم اضاف : اتمانعين لو انني شاركتك الطاولة ام انك بانتظار صديقتك لان انت لست ممن ينتظرون احدا وان جاءك احدا انت لن تحضري سماتك تقول لي هذا انت قوية ...ولا اعرف ان كان اطراءا ام اهانة لي بأن لا اكترث لاحد حسب رأيه بي .
--من اي بلد سيدتي
قلت بفخر من العراق
--آه اعتذر عما يحدث لكم
اجبت بحرقة امرأة بارعة بأخفاء الحقائق:
بلدي جنة تحت اقدام الدخلاء فلم يعد جنة تحت اقدامنا نحن الامهات ابتلعتها الغربة وباتت على الطرقات تنتظر رحمة الغرباء كي ينقذوها .بلد ي جنة تحت اقدام الغرباء تحت اقدام المتلاعبين في الدين
كاد يقول لي وان كان وطنك جنة اذا لماذا انت هنا لكنه يجيد فن واداب السلوك واصول الحديث يتجنب تجريحي وانه يرى بنظرة رجل طيب ان جروحي عميقة الظاهرة امامه انا التي اعتقدت انها مخفية حتى علي
ثم قال بأدب : اتمنى ان تعود المياه الى مجاريها ويعم الامن في وطنك.
ثم عاد الى طاولته كي يطمئن على اخبار بورصته تاركا اياي كي اطمئن على ما تبقيا لي من عزة النفس التي احملها معي كوشم في صدري .عادت صديقتي فرحة وقالت لي واخيرا استطعت ان اكسر انفه ذلك المتكبر انه الان رهن اشارتي استغربت كي تصف حبها بهذا الشكل وهذا الرجل الذي حسب ادعاءها انه حلمها بهذا الرخص وتركتها تثرثر وغصت انا في قاعي باحثة عن لمسة يدك الباردة كيف كانت تهز بدني ولا تزال هي غادرت وبقيت انا مع افكاري وغادر صاحبي وهو يودعني وانا ارد باستعلاء لان هذا كل ما املكه, الاستعلاء , وبماذا يهمه استعلائي هذه التي تمضي طيلة الوقت في متابعة اخبار بلدها الجريح هذا البلد الذي ولدمن رحم المستحيل وليته لم يولد لان منذ ولادته وهو لا يكبر كما انه لا يتغير كأنه يعاني من تخلف في النمو
ربما لان ولادته كانت عسيرة
الله اعلم
لا احد يعرف السبب !

جوزفين



#جوزفين_البوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين البوتاني - أراقبه بحسرة