عايد سعيد السراج
الحوار المتمدن-العدد: 4899 - 2015 / 8 / 17 - 08:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هم الجالسون على أرنبة أنوفهم ، كأنهم صيادوا ، لغة الفراغ ، وأولئك هم شاخصة أعـْرَافـُهم ، يُدركون ما خفي منها وما بطن ، فهم يَجْرون وراء سيّدهم ، ككلاب ٍ عضّها الجوع ُ ، وراحت تَلْهَث ُ وراء ما بخُسَ من الطعام ، همّازون لماّزون ، حملوا رؤوساً على شاكلتهم ،عافها الغباء والخِسـَّة ، فَوَطِئَ كل شيء فيهم ، ما عدا أقدامهم ، لا يَلوون على شيء ٍ ، فكل َ ما ثـَـمُـن َ أضحى غاية الوصول ، أذلوا أرواحهم واجسادهم ، وهم يتعاركون على خدمة الرجل الوضيع سيد الكرامات ، وَكُلـَّما تمكنوا من ذلك ، أو تمكن هو منهم ، كانوا قيعاناً تُداس، لم يُـذِلّوا النَفَسَ والتّنفْسَ ، بل مَلـَؤُوا المحيط بروائح العفن ، وأنت دائماً تتساءل لماذا ؟ ألا للوضاعة ِ من نهاية ؟ التفاخر الكاذب والإدعاء يُجدّد عليهم وضاعات ٍ جديدة ٍ ، ويتركهم في عالم السفاهة يتباهون ، كيف يذرف الدمعَ رجل ٌ غالت أحقاده كل ّ أترابه ؟
فراح يتباهى عليهم رَفْعَة ً واقتدارا في ابتكار أسباب ٍ للنفاق جديدة !! وهو لم يعد مُخَرّباً ، بل أضحى مُخرِّباً ، وسيداً في الفتنة وزرع الشقاق، كيف لهؤلاء المتباهين بالأكاذيب والدجل اليومي ، أن أصْبحَوا تجاراً للأخلاق ، ومزاودين على الجميع في العلن ؟ أية أشياء لاتهمهم سوى ما يبيضون به على زبانيتهم ، ولَمّةَ العفن كرائحة البيض الفاسد
فهم يوزعون لك وعليك كل ّ ما أنتجته عقولهم الخربة ، وما بطن من أساليب المكر ، ويزاودون في كل صغيرة ٍ وكبيرة ٍ ، فلا يهمهم إن نـَـهشـُوا الأعراض والكرامات ، إذ هم في بروج الأقداس ، يوزعون الغيم ، إذ ْ دوّخهم الوسواس الخنّاس ، وراحوا يقذفون ما أنتجته عقولهم المريضة التي غصّتْ بالحقد والإدعاء الكاذب ، وهـَرَبت ْ من جحورها المليئة بأنفسهم المذعورة ، بفعل نمطية الحالة الجبانة ، الذليلة ، والمُستنْعبة ، يرمون بسهامهم في كل الاتجاهات ، وكل الذين لا يشبهونهم ، حيث تحول هؤلاء إلى حالة ٍ مرضيّة مستعصية ٍ ليس على الحل فقط ، بل وعلى الفهم أحياناً ، مدادهم في ذلك الحالة المستنعبة ، وعفونة المكان ، فهل من إصلاح ٍ لشرائح واسعة ٍ من مدّعي ْ الثقافة والقيميّن على الانحطاط الاجتماعي والأخلاقي ، الذين يتصيّدون أخطاء الناس ، ولا ينفضون الأرْمَاسَ التي فرّخت صِئباناً للشَرِّ في عقولهم فمن يدري ؟ هؤلاء المتباكين على ذوات ٍ شريرة ٍ لا تشبه إلا ذواتهم ،فهل يعقلون ؟
#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟