أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصعب وليد - شواغر ولا وظائف!














المزيد.....

شواغر ولا وظائف!


مصعب وليد

الحوار المتمدن-العدد: 4895 - 2015 / 8 / 13 - 23:35
المحور: الادب والفن
    


"دقت ساعة العمل!"، هذه أول مرة أقتبس "القذافي" في عُمري المتناقص، ولستُ أبالي، بصفة وجودية، إن فسرتها على هواي. وشواغر تملأ حقول العمل، ولا عمل بالتحديد يساوي فرصة عمل بارزة، وأنا أشكو من صرعٍ تمحور في وظيفة جادة تقيني صوتَ أمي من على سريرها الذي يُمثل محور الدوران لبيتنا المُكعبّي؛ "إنهض وتوكل على الله ولا تيأس في البحث عن العمل"، وكسل الإستيقاظ في صباح مُفترض متكرر تتجاوز ساعته الواحدة والنصف بعد الظهر، حيث لا هواءً ندياً ولا صوتُ "فيروز" في سيارات "العمومي" يبرهن للعامة أن الصباح لم يكتمل ولم ينتهي بعد.

"شواغر"، ولا غرفة عمل، بصورة عامة، خالية من التصرّف؛ "شواغر"، وإزديداد نسبي في مُعدل المُتقدمين لوظائفٍ مختلفة في شتى المجالات، وإن أصابت الوظيفة أحداً فليس حكراً بالتأكيد أن أكون أنا. "شواغر" بتردد وبلا تردد وبلا رأي أو رأي آخر. "شواغر" ولسوء حظي أنني أهملت ذقناً يُشبه بالضرورة لحى "داعش"، فقبل أن أجلس للمقابلة في جريدة "اليوم" المحلية، طُرح سؤالٌ، كان لا بد من طرحه، على طاولة ناقصة الأضلاع: "ذقن داعشي أم موضة؟" وكان تحولاً مباشراً قد طرأ على أجواء الغرفة، كانت الإبتسامة تعم وجهي آنذاك، وشيءٌ من الإرتباك زال لمجرد طرحه موضوع الذقن؛ تحولتُ بالكاد الى شخص آخر بوجه مُجَهَّم. ففضلتُ، بالضرورة، أن أكون مرحاً في إجابتي: "داعشي، بتردد وبلا تردد!" فجائني الرد السريع على صيغة "إيميل" ساخن: "نعتذر عن قبولك، لا يوجد لدينا وظائف!"، رغم إعلانهم عن وجود شواغر قبل أيام؛ فأدركت حينها فحوى الرسالة الغامضة.

حاولت أن أوقظ الذي قابلني للوظيفة الموعودة، وأسعى به الى مصدر فلسفتي، فقد يُعزى كل ما حدث لي للفلسفة الوجودية التي غلبني إليها "سارتر"؛ فإعتبرتُ نفسي لوهلة "كومة من الكائنين المنزعجين، المرتبكين بأنفسنا، ولم أملك أي سبب لأكون هنا، لا أنا ولا الآخرون..." وكنت أحس بأنني كائن مضطرب يحس نفسه زائداً على اللزوم بالنسبة للآخرين! فلم يلقي المُقابِل لها بالاً، كنت على يقين بأنه سيغير وجهة نظره لو عرف ما أرمي إليه؛ اللحية؟ يا رَجُل، تخلص من الصور النمطية في عقلك... هذه الصلة الوحيدة التي أستطيع أن أقيمها بين لحيتي وفلسفة الحياة...

هل تكون اللحية بحد ذاتها فلسفة للحياة؟ ليست كذلك، ولكنني إعتبرتها لوهلة كذلك؛ لا تهتم لشيء ولا بشيء؛ لا بذقنك ولا بأي أمرٍ قد يعتبره الناس طبيعياً، بل كنت أود أن أكون شخصاً خارقاً للطبيعة التي يدّعون بها. اللباس الرسمي؟ لا ألبس لباساً رسمياً، وكيف لا يكون ذلك طبيعياً بالنسبة لهم! أليست هذه الفكرة بالذات مستوردة من الخارج، كذلك أمر اللحية، لكن لنفترض أنها لم تكن ولنفترض أن كل العاملين يلبسون ثياباً رسمية كي يتمكنوا من ممارسة عملهم... الأمر أصبح فوق طاقتي، فلو كان "ماركس" هُنا لخرج بمصطلح جديد يُسمى "عبودية اللباس الرسمي"!

"شواغر" لفلسفتي، ولا "وظائف" لها في العالم الواقعي؛ "شواغر" وغرفة المسؤولين مكتظة بصورٍ فلسفية برمجها عقلي بشكلٍ لا إدراكي؛ منفظة سجائر خالية إلا من بقايا سجائري، صورة فارغة لمسؤولٍ مات قبل قرنين، هو و"ديكتاتوريته"، فنجان قهوة فارغ وفاتر لأسباب متعلقة بـ"البيروقراطيين"؛ أهمها "طيلة البال"، صورتي الغير واضحة على مرآة الحائط داخل المكتب وتعكس بالضرورة شخصية "أنطون روكنتان" في ملامح وجهي التي تُشير بالضرورة الى "الغثيان"... المكتب مكتظ بكل ذلك؛ شواغر، ووظائف لم توجد بعد!



#مصعب_وليد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل الفقير الى الحكومة!
- نبض الضفة... يهدأ أو يعلنها ثورة!
- -الأسد أو لا أحد!-
- الليبرالية والعنف المُمَأسس في مسلسل (إختلال ضال - Breaking ...
- الرفيق المؤمن الكادح
- فوضى
- مَكْنونات مُمِلة!
- القاعدة و-داعش- صنيعة أمريكية بامتياز
- غداً يومٌ ..قد يكونُ أفضل!
- فيروز مادة إجبارية!
- -ليش مكشِّر؟!-
- حالي بعد سؤالها!
- قُبيل السفر؛ إشْتَهَيْتُكِ أكثر!
- لَوْ
- إنتفاضة على الأطلال!
- هل فَقَدَ الفلسطينيون الأمل؟!


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصعب وليد - شواغر ولا وظائف!