أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - دقة المرحلة














المزيد.....

دقة المرحلة


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 4894 - 2015 / 8 / 12 - 15:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العادة ننتخب اولئك الذين يرهنون كل فضاءاتنا، في زمن تتحكم فيه المؤسسات المالية والبنكية، كل القرارات السياسية يجب أن تاخذ في الحسبان شروطها، السياسي الرائع عندنا، ذلك الذي يجلب الاستثمارات، هو ذلك الشخص الذي يحظى بمكانة دولية، مثل هؤلاء الرائعون تضعهم الأحزاب السياسية على قائمة مرشحيها. عمليا الشعب يعي هذه الخرافة الجميلة، شخصية ذات وزن دولي يوكل لها كل مستقبله، هذه الشخصيات بتراتبية معينة على المستوى الوطني أو المستوى الإقليمي هي من تمثلنا في الغرف البرلمانية، تتقن التفاوض في رهن كل شيء جميل في الوطن.. لقد استلهمنا فكرة أساسية مغرضة تماما، يحتاج البرلمان إلى شخصيات ذات مستوى ثقافي معين، شخصيات بقليل من خرير اللغات الناصعة تستوعب تماما الإكراهات السياسية، تلك التي تعقلن الفهم السياسي وفق قناع الإكراهات من خلال المناخ الدولي العام، لقد وضعت لنا العراقيل التي تتطلب فقط التفكير في الخروج منها وهذا أمر كافي تماما لبلورة الإقناع، تناقش الحكومة وبرلمانييها دائما نفس الإشكالية المطروحة: البلد في ضائقة مالية، موازنات الدولة مختلة، الديون يفوق سقفها الإنتاج القومي المحلي فكيف إذن نخرج من بوثقة الأزمة؟؟.
ليس هناك حل آخر غير ترشيد النفقات، يبدو الأمر حكيما جدا، لكن ترشيد النفقات، هذه الجملة الساحرة جدا، ليست في المطاف الأخير سوى اقتطاعات من مكتسبات اجتماعية هي بكل خلاصة العودة إلى زمن العمل البدوي كالحصاد الموسمي: العمل لأجل ضمان القوت اليومي والتجرد من كل ما يمسح فيك صفة المدني باعتبارها عقد اجتماعي يتضمن حقوق وواجبات وتكافل اجتماعي. نفهم عادة، وبحكمة ما، بعفوية الأخلاق الحسنة للمجتمع، نفهم من ترشيد النفقات الجانب الأخلاقي فيها، نوع من التدبير الأخلاقي: محاربة الغش، محاربة الرشوة، تقنين بعض النفقات لموظفي الدولة وإخضاعها لشروط قياسية معقولة، محاربة التبذير وما إلى ذلك.. كل هذه الأمور في الحقيقة تمس الجانب العام الذي له علاقة بأموال الدولة والوظائف العمومية لها، لكنها لا تمس ولو نقطة واحدة بالنسبة للخواص.. والخواص لهم مقاييسهم في الترشيد، هم من جانب مستقلون ذاتيون عن الوطن، وفي نفس الوقت ينتمون إليه بهوية أرقامهم الحسابية، هم من ينتجون في الإقتصاد الوطني عبر استثماراتهم وسقف أرباحهم، في الإعلام الرسمي تنتسب تراكماتهم اليومية للوطن، برغم أنها خاصة، أي أنهم يبذرونها كيفما شاؤوا ويضعونها في الأبناك التي يريدون دون رقيب أو حسيب لأنها ممتلكات خاصة، حين يفلسون، يتوجب على الدولة إنقاذ مشاريعهم ولو بتحمل الدولة القسط الوافر لديونهم، تتحمل الدولة إنقاذ مشاريعهم من ضرائب المواطنين لأنها بذلك تنقذ استثماراتهم التي تعني في الفهم الأخلاقي: إنقاذ عمال معامل هذا المستثمر مثلا من البطالة، إبقاء بعض السيولة المالية في الأسواق المحلية التي تنتمي إليها هذه المعامل وباختصار ما نسميه إنعاش وازدهار المنطقة التي تنتمي إليها هذه المعامل وهي في الحقيقة، الجانب الأكبر في هذه السيولة، هي أجور العامل.. إن المواطن العادي ينظر إلى هذا الإنقاذ الخارقبعين الرضى حيث يرجع الفضل فيه إلى ذلك الذي مثله جهويا في البرلمان الذي صوت هو فيه لصالح إنقاذ تلك الشركة أو تلك المعامل، وطبعا ينسى في لحظة أن أرباح تلك المعامل قد تحولت إلى قدر غيبي كالإفلاس القضائي مثلا..
في كل مرة يصادق البرلمانيون، السياسيون ذوي ربطة العنق على إنقاذ استثمارات الدولة، أو بعبارة مطمسة أكثر استثمارات الوطن باعتبار الخواص مواطنون رائعون أيضا، لكن لم يصادق البرلمانيون ولو مرة واحدة، من واجب الغيرة على الوطن على قانون يجبر أن تكون أرباح تلك المعامل تستثمر في البلد نفسه لخلق نوع من الرخاء عوض خلق نوع من الضيق والخوف على مستقبل أبناء الشعب..
كل مرة يصادقون على مزيد من التقشف، مزيد من حرية استغلال العامل، مزيد من تلك الخرافة الأخرى من حرية تنقل الرأسمال وتدوله.. كم جميل أن يكون لنا أغنياء عالميون..!
هم مدعاة للفخر تماما.. كم جميل أن نستشف بالوهم نشوة وجود مغربي عالمي نذكره بكل حسناتنا البريئة على الرغم من أنه لم يعمل سوى على مراكمة امواله على حساب سواعد العمال.. عمالنا.
كل مراحلنا دقيقة للغاية، وفي كل مرة علينا تقدير هذه المراحل الدقيقة، علينا دائما أن نتفهم ان سواعدنا لا تنتج، اقتصادنا ضعيف، ثرواتنا الطبيعية غير وازنة في الأسواق العالمية.. إنها مشكلة قدرية علينا أن نكون في مستواها من التفكير، وبخلاصة علينا أن نتفهم كل الإقتطاعات والتراجعات في الملفات الإجتماعية لإنقاذ الوطن، يصبح الوطن فجأة مهمتنا أيضا بعد ان كان كومة من خريد التصفيقات ومسرح التمثيل بين ممثلي اليمين واليسار المخزني، هذا هو الخطاب الذي تملكه كل الهيآة السياسية الداعية الآن لانتخاب مرشحيها، وطبيعي انهم بدئيا سيقدمون تفسيرات أخرى لكيفية معالجة مشاكلنا بالتقصيط والجملة وبكل التفصيل الموهمة الأخرى.. حلول جميلة ما أن تصوت لها حتى تخرج لك نفس الهيأة تلك الأسطوانة القديمة: دقة المرحلة، إكراهات اقتصادية دولية وإقليمية، أزمة عالمية ومعنى ذلك ببساطة أنهم سيعملون على تفهم دقة المرحلة.. اقتطاعات..! اقتطاعات..!
هل نحن علينا دائما أن ننتخب مرشحين دقيقون أيضا مهمتهم الأولى هي الاقتطاعات، الثانية تحويل القطاعات العامة إلى خاصة، الثالثة إغراق الدولة بديون أخرى والرابعة والخامسة.. بشكل لا منتهي..! لقد حولوا المدرسة التي فيها أبناؤك يدرسون من تعليم عمومي مجاني إلى تعليم خاص بالدفع، نفس الأمر بالنسبة للصحة، نفس الأمر بالنسبة للطاقة، نفس الامر بالنسبة للنقل ونفس الأمر .. في كل مرة يبدعون في خنقك
لكن تبقى الإشكالية في المغرب مبهرة تماما، فسياسة الدولة يحددها خطاب الملك للبرلمان في أول دورته وبنص دستوري صريح، وهو امر غاية في العملية الإنتخابية يعني ببساطة: كل برنامجك الإنتخابي أيها الحزب السياسي
احترموا قليلا ذاكرة الشعب وانهوا علينا خرير حملتكم المسعورة فدقة المرحلة لا تعني سوى مزيدا من التقشف وشد الخناق علينا..!



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة في الباتيرا 2
- رحلة في الباتيرا
- احترام المسلم للإختلاف لا يعدو أكثر من نكتة سمجة
- التدين جريمة في حق الإنسانية
- اللينينية هي الثورية (نقد ذاتي حول مقالاتي السابقة حول اليسا ...
- -النص السياسي- والمتلقي العربي (أزمة اليونان نموذجا) محاولة ...
- علاقة اليسار الجديد بالقديم هي علاقة قطيعة وليست علاقة تماثل
- مؤذن الجزيرة القطرية
- دولة التسيب
- إسبانيا على أبواب فجر جديد
- وجهة نظر حول تداعيات فيلم -الزين اللي فيك-
- كابوس الجهوية بالمغرب
- قرأنة ماركس، شكل لإلغاء طابع الثورية في الماركسية
- حول قرأنة ماركس
- مشكل العلمانية في دول المشرق وشمال إفريقيا
- قوانين في المغرب تمهيدا لدوعشته
- الخبز والياسمين وما بينهما
- مساهمة في الجدل حول علمية الدياليكتيك
- يقظة ضمير
- حول العلمانية


المزيد.....




- وزير الخارجية البولندي لروسيا: أليس لديكم ما يكفي من الأراضي ...
- عباس يحض حماس على تسليم الرهائن وارتفاع عدد قتلى قصف إسرائيل ...
- صحيفة: مسؤولون أوكرانيون يخشون قطع ترامب للمساعدات العسكرية ...
- معطلة منذ أكثر من 10 سنوات.. البرلمان التونسي يسحب مشروع قان ...
- وزير العدل الجزائري: عقوبة المضاربة ستمتد من 30 سنة حتى المؤ ...
- مئات الشاحنات والآليات العسكرية الأمريكية تغادر قواعدها من س ...
- حرائق الغابات تجتاح مشارق القدس والسلطات الإسرائيلية تعلن ال ...
- مراسل RT: ست غارات أمريكية على منطقة آل سالم بمحافظة صعدة
- من -الحسم الكامل- إلى التهدئة المشروطة.. الجيش الإسرائيلي يض ...
- بيان مصري يحدد المسموح لهم بالسفر إلى السعودية ودخول مكة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - دقة المرحلة