كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 4862 - 2015 / 7 / 10 - 00:30
المحور:
الادب والفن
فاتحة:
"مَــنْ يُهْدِينِي سُقُوطَ الفَــجْرِ
أزْهَـــارَا؟
مَــنْ يَــدْحُــونِي أنْهَــارَا؟
ورُفَــاتُ العِشْقِ
بَيْــنَ أنِيـــنِ الطَّــيْــرِ
وانْمِحَـــاءِ البَــرْقِ؟"
أَخْبَــرُوهَــا أنَّ رِوَاقَ الحُبِّ
-مِثْلَ وَجْهِ اللَّهِ والرُّعْبِ-
لَيْسَ لَــهُ ضِــدُّ؛
أضْحَــكَتْهُمْ حِيــنَ قَــالَتْ:
- لَيْسَ لَــهُ عِنْـــدِي
إِلاَّ الحِقْـــدُ
وَصَــفِيحٌ طَــافِحٌ بالصَــدِّ،
سَخِــرُوا حِينَ أذَاعَتْ
جُوعَ ضَــغَــائِنِهَـــا للْمَــحْقِ؛
قَــالَ الأَوَّلُ:
- اللَّــهُ والحُبُّ سِيَـــــــان
كَــثْرَةٌ لاَ يَــحْفَــظُهَــا النِّسْيَـــان،
قالَ الثَّـــانِـــي:
- وَالحُبُّ لِلرُّعْـــبِ الحَقِّ
شِــقٌّ. إنَّهُمَــا شَــرْقَـــان
قال الثالثُ:
- بَــلْ غُــرُوبٌ دُونَ قَــرَار.
امْــرَأَةٌ تَــرْتِقُ جُرْحًا فِي صَمْتٍ.
قال الخَــامِسُ:
- إمَّـــا أنَّــكِ أَحْبَـــبْتِ وَإمَّــا ...
عَقَّبَ الأَوَّلُ:
- أنَّــكِ خَبَّــأْتِ أقْــوَاسَــهُ
جَــمْــرًا يُضْنِيكِ كالحُمَّــى،
- قَــدْ كَــرِهْتُ الغَوْصَ فِي شَهْــدِهِ،
هَــكَــذَا قَـــالَتْ،
وكَرِهْتُ الجَزْرَ كالمَــدِّ
وكَــرِهْتُ البَرْزَخَ الزَّاخِرَ فِي زِنْدِهِ
وعُطُــورِي وهْيَ تَجْرِي
وشِفَـــاهِي تَرْجُفُ كالورْدِ
كُــلَّــمَــا مَسَّتْ أنْــفَــاسَــهُ..
لَيْسَ لَــهُ عِنْــدِي
إلاَّ الكــُرْهُ والــرَّدُّ...
المَرْأةُ السَّكْرَى بالذِّكْــرَى
تَــتَــدَفَّــقُ:
- طُـــوبَى للْـــمَــكْرُوهِ !
فَــلَــهُ فِي أرْضِ الفُــلِّ حَقْلُ،
صَــدَّقَ الأوَّلُ:
- إذَنْ فَــهْــوَ لِقَيْسٍ نَسْـــلُ،
قَــهْقَــهَ الثالثُ
دُونَ تَــعْلِيق؛
قال الثاني:
- الحُبُّ
يا سَيَّــــدَتِي
جِــذْرُهُ مِـــرْآةٌ
وَمَـــدَاهُ قَـــتْلُ،
فَــهْــوَ كالقَــهْرِ
قَــدْ يَــهْمِي لَهُ الدَّمْعُ
لَــكِنْ
لَيْسَ لَــهُ جَــمْعُ،
قَــالَتْ:
- هَــلْ تَــصِفُ الزَّنْبَــقَ
فِي خَــدِّي؟
أمْ تُـــرَاكَ
تَـــعْجِــنُ الزِّئْـــبَقَ
فِي نَـــهْــــــــــــدِي؟
قَــالَ: - لاَ هَــذَا وَلاَ ذَاكَ...
ثُــمَّ ذَابُــوا فِي كَفَّيْــهَــا
مِنْ وَطْـــأَةِ الوَجْـــدِ...
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟