أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رشيد الغالب - حكايتي مع الثراء وزوجتي الاولى















المزيد.....

حكايتي مع الثراء وزوجتي الاولى


رشيد الغالب

الحوار المتمدن-العدد: 4860 - 2015 / 7 / 8 - 15:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


حكايتي مع الثراء وزوجتي الاولىnب قلم : رشيد الغالب يكفل القانون العراقي للفائزات والفائزين بمقاعد البرلمان في الحصول على : جواز سفر دبلوماسي ، سيارات فخمة وحمايات ، وهذه الميزات توفر بدورها المقدرة على السكن في بيوت فارهة تدار بأسلوب الحياة المترفة ، والذي يستلزم بدوره وجود عدد من الخادمات ، حيث يؤسس هذا النوع من الحياة التمتع بكهرباء مستمرة ، ومياه شرب صحية عالية الاوكسجين ، والتواجد في عواصم الموضة لشراء الملابس التي تحمل العلامات التجارية العالمية ( ماركة ) ، ومن الطبيعي ان يلحق بهذا كله اجراء عمليات تجميلٍ ، وعنايةٍ بالجسم والبشرة ، وغيرها مما تفرضه متطلبات العالم الجديد (فهم وجوه سينمائية وليسوا سياسيون) ، فالمتمتع بهذه الميزات هي نائبة أو هو نائب ، أي انهما لاينوبان عن الشعب في المحافظة على حقوقهم، مثلما ينوبون عنهم في نهب اموالهم ، فكيف يتعامل هؤلاء مع عالمهم الجديد ؟تسجل استمارة المعلومات المرسلة الى مكتب المعلومات في وزارة الداخلية التي يملؤها المتقدمون للترشح لعضوية البرلمان العراقي تبدلاً ملفتاً في أسماء زوجاتهم ، فقد تضمنت استمارة اكثر من شخصية برلمانية تغيرا في حقل المعلومات الذي يشير الى اسم الزوجة : ففي الاستمارة الاولى كانت الاسماء مثل : جاسمية مطشر ، شكرية محيبس ، هاشمية مطرود لعيبي والمهنة لكل واحدة منهن : ربة بيت اولم تنهي الدراسة الابتدائيه او المتوسطة، أما الاستمارة الثانية للأشخاص انفسهم فقد تبدل اسم الزوجة ومهنتها من جاسمية ربة البيت الى لمى المهندسة ، وكذلك هاشمية هي الاخرى اختفت مع اسمها لتحل بديلة عنها مي عقيل الاستاذة الجامعية .... وغيرها كثير مما تكلمت به تلك الاستمارات لو نطقت ؟ ومن غير المعقول ان يقوم السادة النواب بتزوير المعلومات الخاصة بحياتهم الاجتماعية ، ليس لسبب يتعلق بالنزاهة والشفافية بقدر تعلق الامر بأمور اعظم واكبر تجري عمليات التزوير والتحايل على القانون فيها ، من مثل قضايا تتعلق بالشهادة وطريقة الحصول عليها ، او الكشف عن الذمة المالية وغيرها الكثير مما تطول القائمة عن ذكره ، وتحل مشكلة بسيطة مثل اسم الزوجة المعيب بالزواج بأخرى تليق بالحياة الجديدة على الزوجة القديمة غير الملائمة لها . على الرغم من ان تبدل الحياة المادي والمعنوي هذا يشمل العائلة كلها ، غير ان انقلاباً فكرياً يحدث في عقل الرجل العربي عندما يستيقظ صباحاً ليجد نفسه وقد اصبح شخصية عامة يهرول امامه الموظفين ، وترمى ملايين الدولارات بين اقدامه ، فيقرر جازماً بأنه لاينتمي لعالم جاسمية ، ولامكان لها في حياته المعلنة امام الناس والحل الناجع لهذه المشكلة الزواج بأخرى تحظى بمقبولية الحياة الجديدة ؟ ولايمكن ان يستبدل اسم الزوجة نفسها بأسم مودرن على وفق ما يجيزه القانون العراقي الذي يكفل لكل شخص سواء أكان انثى ام ذكر حق تبديل اسمه ولو لمرة واحدة في حياته على ان تتوفر المسوغات المقبولة لذلك ، بموجب المادة (20)من قانون الاحوال المدنية رقم (65) لسنة 1972 المعدل ، وبإمكان الاثرياء الجدد ان يقوموا بتبديل اسماء زوجاتهم اذا كان مخجلاً ذكره ، غير ان الامر يتعدى عقدة الاسم الى الخجل من الحياة السابقة والتنكر لها التي كان ينتمي لها هؤلاء الاثرياء ،لأن كل من شكرية وجاسمية وهاشمية هن جزء من منظومة من الذكريات المؤلمة لحياة تعسة مشردة قضاها هؤلاء سابقاً وها هم اليوم ينفظون غبار الفقر عنهم بالمليارات التي تنهال عليهم بطرقٍ شتى ، واستبدال الزوجة القديمة بأخرى جديدة هروب الى الامام لحياة فارهة لاصلة لها بالماضي ، لأن من غير المجدي ان يحدث التبدل بالاسم من دون تبديل صاحبته لتبقى مع ممارساتها البدائية وطريقة عيشها غير الارستقراطية لأنها هنا مع كل هذا الثراء الذي هبط عليها فجأة لاتتعلم سوى الانفاق بشراهة ، وصلتها بأساليب الحياة الراقية تكاد تنعدم لأنها لم تتعلمها من الصغر . اذن الامر يتعدى الاسم فقط ، ليتحول الى رمز لما مسكوت عنه في ثقافتنا التي يشوبها الكثير من السلبيات ، فالأسم بحسب ما يفيدنا علماء النفس والاجتماع منظومة اجتماعية وثقافية وعقائدية يتم اختياره وان كان ( بطريقة غير واعية ) وفقاً لمبادىء ومعطيات معرفية ومنهجية ، والاسم الذي نحصل عليه اثناء الولادة يكون نتاجاً لما كان يحف بتلك اللحظة من ظروف تعكس ثقافة مجتمعٍ ما والمنتمين اليه . والاسم ليس له وجود عيني إلا بفضل مرجعيته المتواضع عليها مسبقاً ، وهي بالتأكيد ليست مستقلة عن محطات معرفية وثقافية كثيرة كان لها الاثر الكبير في منح هذا الاسم دون لغيره لفتاة أو صبي لحظة الولادة ، فمن يسمي لمى ليس هو نفسهمن يسمي اختها فخرية مثلاً او شكرية ، فلكل واحدة منهن فضائها الاجتماعي المعبر عنه بالأسم لكونه غاية مقصودة تنفتح على تأريخية زمنية ، وكأن الاسم اختزال لتأريخ اريد له ان يكون جزء من المسكوت عنه في ثقافتنا العربية اولاً ، وفي ثقافة المتأسلمين ثانياً .فما تطرحه الاحزاب المتأسلمة مشاريع لامدنية وهي تزيح من طريقها الآخرين المشاركين لها في السلطة ، لتلغي الاعتراف بوجودهم واحقيتهم في المشاركة الحياتية ، وازاحة الزوجة واستبدالها هو أول الغيث ناهيك عن الزوجات بالسر عندما يسافرون الى بلدان اخرى وتحت مسميات كثيرة من باب وماملكت ايمانكم ، على نقيض ما تقدمه الاحزاب المدنية من نظرية سياسية واجتماعية واقتصادية ، وثقافية عجزت عن طرحها تلك الاحزاب التي اكتفت بالاختباء خلف رداء الدين ، ليس لعدم قدرتها في التباهي بالشعارات الرنانة ، بقدر تعلق الامر بعدم تقديرها واحترامها لجماهيرها . وقد تبنت الاحزاب غير المتأسلمة مشاريع مدنية للدولة الحديثة وحاولت طرحها لتكون موضع دراسة وتطبيق فعلي وحقيقي ، وتكاد الحياة الاجتماعية لهذه الاحزاب ان تكون متسقة مع ما يدعون اليه ، لأن زوجات كثير من سياسييهم مشاركات في العمل السياسي ورفيقات دربٍ ونضال في حياةٍ تدرج كل من الشريكين فيها بما املته ظروف الحياة من مستجدات شملتهما كليهما ، فلم يتركوا هؤلاء زوجاتهم خلفهم ولا حتى تنكروا لحياة الكفاح التي عاشوها معهن ، وهن فاعلات ومشاركات بمجمل تفاصيل الحياة . تنويه : *لم تكن العلة يوماً في دين محمد (ص) الذي انزله الله رحمةً للعالمين ، وانصافاً للمرأة ، بل تكمن في المتأسلمين سارقوا ثمار حرية الشعوب . *عذراً لكل من اسمها : شكرية ، هاشمية ، جاسمية ، لمى .... فالمثل في ثقافتي يضرب ويقاس



#رشيد_الغالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب واوربا
- الشعب العراقي...والنمور فى اليوم العاشر
- سوالف سياسية ودينية عن العراق
- جريمة فى بيت دعارة وجرائم فى وزارة التجارة.........
- الاقليات بين التعصب القومى الاعمى ...والتطرف الدينى الاحمق.. ...
- ظواهر اخرى ..تضاف الى قوائم الفساد فى الدولة العراقية ..!!
- حكايات متفرقة .....القران..ابراهيم كبة...ماركس...عيد ميلاد ح ...
- المفهوم العام للدين ...وفتاوى رجال الدين واجتهادهم الخاطئ وت ...
- عذرا عزيزى رحيم الغالبى....ليست كذبة رمضان وانما.........
- أيها البرلمانيون ...أياكم والنفاق,,,,
- في العقد الاجتماعى لجان جاك روسو...
- اضحكنى جدا وزير الكهرباء
- بغداد الحضارة والتمدن سابقا
- متى يصحى الضمير ياسادة ياوزراء
- لماذا هذة الانظمة معادية لشعوبها
- لماذا هذة الانظمة تعادى شعوبها


المزيد.....




- احمي نفسك من الاستغلال
- تعرف على قصة نحر امرأة كوردية نازحة في حلب بيد الإرهابيين
- www anem.dz التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت الجزائر 20 ...
- حادثة اغتصاب جماعي في موريتانيا، تعيد ملف العدالة والحماية ا ...
- ” العنف وآثاره النفسية والاجتماعية على المرأة والطفل “
- حفرة ضخمة وامرأة مفقودة.. هل أودت قطة بحياة إليزابيث بولارد؟ ...
- جدل في مصر.. خبيرة اقتصادية تؤكد أن 60 دولارا كافية لإدارة م ...
- إيران: -ثمن النضال ليس فقط التعذيب والسجن-... نرجس محمدي ناش ...
- مرام أسامة.. العنف الأسري يقتل
- مصر.. السجن 15 عامًا لأب اغتصب بناته الثلاث


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رشيد الغالب - حكايتي مع الثراء وزوجتي الاولى