القاضي منير حداد
الحوار المتمدن-العدد: 4859 - 2015 / 7 / 7 - 03:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
120
"دماء لن تجف"
موسوعة شهداء العراق
الحلقة العشرون بعد المائة
الشهيدة زهراء هندي برغوث
{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة "دماء لن تجف" في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
القاضي منير حداد
هزم الطاغية المقبور في غزوه دولة الكويت الشقيقة، مستخذيا.. حد الاذلال.. أمام قوات الإئتلاف الدولي التي حسمت معركة التحرير، لكنه بالغ في قمع الشعب العراقي المنتفض، أولا لأجل التضاد مع الحرب، تشبثا بحلم السلام، الذي أقصاه الطاغية، وأحل كابوسا في عيش العراقيين، وثانيا إستهجانا لغزو دولة شقيقة.. جارة مسالمة ومتحضرة، فتبلور ذلك آخذا شكل إنتفاضة نشبت خلال آذار 1991، في أعقاب الهزيمة، سارية كالنار في هشيم بلد أكلته الحروب وحماقات همجية هوجاء...
هاجس
لم يرَ صدام أمامه بشرا، حين إنفلت زمام الحرب من يده، خاسئا عن الاحتفاظ بالكويت، وإنتفض الشعب عليه؛ فراح يقصف المدن الهائجة ضده، بصواريخ الـ (أرض – ارض) من دون مراعاة لمنطقة سكنية او مستشفى او مدرسة، والجيش الفئوي الذي كان (يعلفه) مدخرا لمثل هذا اليوم، لم يرعَ حرمة لشيخ او عاجز، في الجنوب، تحت هاجس: "هؤلاء العجم لا يستحقون الرحمة".
والامر ذاته تكرر في كردستان الشمال، حيث وقعت مآسٍ مفزعة للإبرياء مخزية لرفعة الفرسان...
وتحت هذا الهاجس، إستحصل صدام تعاطفا إقليميا، أسفر عن التواطئ معه في القمع الفظيع للشعب الأعزل، إذ شاءت الارادات الدولية المتحكمة بمصائر الشعوب.. "صدام ضعيف خير من...".
حمامة
من بين ضحايا فوضى الصواريخ الماطرة، الشهيدة زهراء هندي برغوث، من ميسان، لاقت ربها، ولها تسع سنوات من عمر غض.. لم تكمل عقدا من الاعوام، تعلقه في جيد حمامة الجنة التي ستكونها.
ألقي جثمان الشهيدة زهراء، منتشر الأشلاء بلا رحمة، سحقت مع آلاف المسحوقين لتثبيت سلطة صدام، قهرا للعراقيين.
زهراء وردة في مطلع صباح تفتحها.. "وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت" ما زالت في الثالث الابتدائي، طالها القصف العشوائي الذي حرث مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان، بمخالب شيطان رجيم!
#القاضي_منير_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟