علاء الصفار
الحوار المتمدن-العدد: 4856 - 2015 / 7 / 4 - 03:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حرب العولمة و عملاء أمريكا في السعودية و قطر و الأردن و الخليج و الأداة داعش و الأقلام الصهيونية الناقدة للإسلام!
مذابح العراق وسوريا و دور إيران ليس لها علاقة بالدين الإسلامي! التفجيرات الأخيرة في باريس و الكويت و غيرها هي بركات أمريكا في الحروب و الإرهاب بمساعدة الرجعية السعودية الوهابية و جهاز داعش!
هل يحق للعراق و سوريا و إيران الاجتماع و البحث في أمر إرهاب داعش أم لا ؟
لقد كتبت مقالين قبل أسابيع تتناول دور الدين في حياة كل البشر في العالم. ثم تطرقت إلى جرائم رجال الدين و رجال العلمانية في تلك المقالين. سبب التنويه هو استشراف رؤية لواقع غزو أمريكا و موت البشر على يد داعش, وشكل الصراع الدولي و الديني لطمس الصراع الطبقي و دور للأنتليجسيا لخدمة مشرع غزو العولمة و للحط من المسلمين.
نص المقالين على الحوار المتمدن!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=472953
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=473944
في الرابع عشر من تموز 1958قام الضباط الأحرار و بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم بتحرير العراق من الاستعمار البريطاني ليخطو العراق خطوات حثيثة نحو التقدم لكن أمريكا اختارت قوى الإرهاب فتم اغتيال الجمهورية. كل التهاني لشعب العراق في يوم التحرير الوطني.
قصة غزو العولمة و بداية فصول الإرهاب في العراق و ليبيا و سوريا. انقسمت أحزاب العراقيين إلى شقين, شق كان مع غزو أمريكا للعراق في عام 2003 فدعوه تحرير و شق آخر خرج مع شعوب العالم في بريطانيا و أمريكا و غيرها, ضد حرب أمريكا على العراق, دعوه غزو أمريكي خالي من شرعية دولية, لتتلاحق التهم في أكذوبة أسلحة الدمار الشامل.
السعودية و الكويت من أستقبل جحافل الجيش الأمريكي و البريطاني و المصري وغيرها للهجوم على العراق, و دعي هذا الخليط البربري بقوى التحالف. هذا تصاحب مع انهيار الاتحاد السوفيتي و صعود الامبريالية الأمريكية الفاتحة للعصر الأمريكي في تصعيد الإرهاب و القتل في العالم.
كانت الرؤى باهتة لمعرفة الدور الذي ستلعبه أمريكا في قيادة العالم بسياسة غزو العولمة للنهب!
دعاة التحرير نافقوا بأن أمريكا جاءت للتغيير الديمقراطي! فنعقوا و عوا في الإذاعات و الصحف و صفحات الفيسبوك بعقيرة الحرية, في المقابل كان صوتاً محاصر يصرخ هذه مؤامرة!
فصمتت كل أحزاب اليسار التعبان من دكاكين سياسية و مرتزقة هاربين لأمريكا و الأردن و السعودية و معهم فصيل اليمين الشيوعي الذي انخرط مع البيت الأبيض الأمريكي والبلاط الملكي السعودي الوهابي في تجربة ديمقراطية الإرهاب و الموت في العراق و ليبيا و سوريا!
كانت السعودية و الكويت و الأردن و مصر و كل خنازير الخليج مع نظام صدام حسين الفاشي العميل, فبرز اسم صدام حسين في العراق و الخليج و المغرب العربي حتى سور الصين العظيم, ففي العراق صار صدام بطل التحرير القومي و في أمريكا و السعودية و روسيا صار صدام قاهر المد و مانع التصدير للثورة الإيرانية.
و كان أحرار العراق بأضيق حلقات الحراك, فمنفاهم مشروط في عدد من البلدان و أخذ شكل الأوراق السياسية لمدة عقود الفاشية. فاستقبلت روسيا الاشتراكية الشيوعيين الهاربين و هرب مختلف قادة الأحزاب إلى سوريا و الجزائر و اليمن غداة الهجمة الفاشية على العراق, فاستقبلت إيران القادة الإسلاميين و مع استقبال اللاجئين العراقيين الهاربين من الحرب, ليكون للعراقيين تنظيمات مختلفة في إيران, منها العلني كالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية بقيادة السيد باقر الحكيم أم تنظيمات حزب الدعوة و منظمة العمل الإسلامي و الحزب الديمقراطي الكردستاني, مع تواجد شبه سري للحزب الشيوعي حيث كان يحصل على أوراق من الحزب الديمقراطي الكردستاني من اجل التحرك في إيران.
لقد كانت سوريا و لعقود الفاشية حاضنةً لكل الأحزاب العراقية, من يسارية و شيوعية و أحزاب كردية قومية وعربية و كل الأحزاب الإسلامية.
لا بد من التنويه إلى أنه كانت هناك جالية عراقية كبيرة في إيران حيث قام نظام صدام, بإبعاد مئات الألوف من العراقيين بحجة أنهم أكراد فيلية أو بشر ذو أصول إيرانية كانوا قد جاءوا للعراق من زمن الدولة الصفوية أي قبل مئات السنين, بسياسة التهجير و التفرقة التي ستدخل العراق إلى مأزقه المميت في بث الوعي العنصري و الطائفي في العراق.
ليكون العراق دولة مستعمَرة في عام 2003. لتعكس جرائم البربرية الأمريكية متجسدة بالكتل و الأحزاب و القوى السياسية. إذ قامت أمريكا بعملية سياسية اعتماداً على أحزاب و قوى و شخصيات فاسدة وعلى تمرير الإرهاب من اجل دفع الفوضى إلى أقصى مداها ليتم نهب العراق. تخلت أمريكا عن دولة صدام حسين الذي يسودها القانون الفاشي, لتحويل العراق إلى غابة بلا قانون يسودها الموت و الإرهاب.
الأحزاب السياسية العراقية التي انجرت في اللعبة السياسية للغزو الأمريكي تتحمل المسؤولية الكاملة رغم ادعاءات للقيادة اليمينية للحزب الشيوعي بأنها أدانت الغزو. فيبقى العمل مع الشخصيات العميلة ( أياد علاوي و أحمد جلبي) والأحزاب الإسلامية و الكردية التي باركت الغزو الأمريكي, و صمت عار إذ أن هذه الأحزاب انتهازية تعاملت مع الإرهاب الأمريكي. فأُنجزتْ دولة الفساد و نشر الخراب و الخرافة الدينية في العراق و المنطقة.
العراق يحمل على كف عفريت كما يقال, فهو يطوقه الأعداء من الخارج دائماً. فقد ناصبت العداء للعراق تركيا الناتو ومملكة شاه إيران و السعودية و الأردن الرجعية و سوريا و حتى مصر, لجمهورية 1958العراقية التحررية و تم سحقها بمساعدة قوة الإرهاب في الداخل و قدوم دولة صدام الفاشية بعد حكومة محمد عارف القومجية بمجازر شباط 1963.
اليوم العراق تحاصره ذات القوى الرجعية في السعودية و الخليج و مع دولة تركيا التي تسعى لاستعادة ماضيها الإمبراطوري الدامي بمجازرها ضد الأرمن و العرب و مع حضور ناشط لقطر و دور بارز للسعودية, في قيادة الأحزاب البرجوازية الرجعية و منظمات الإرهاب بشقيها ( القاعدة و ابنتها داعش) و بتحالف مفضوح مع الامبريالية الأمريكية.
مأزق الدولة الطائفية تتلاطم فيه الصراعات الإقليمية, ليتم إدارة الصراع في العراق ليكون طريقه باتجاه التحطيم و حسب خطة خارطة الشرق الأوسط الجديد. فقد عانت أمريكا من وجود العراق سواء بنظام صدام و تلاعبه في السياسة الدولية فمرة في حضن السوفيت و أخرى في حضن الغرب فأخرى في التقارب لروسيا وسوريا و إيران حين انفراط الحلف المقدس بين نظام صدام حسين و أمريكا بعد اجتياح الكويت.
فالعراق بتاريخه العريق و ثرواته الجبارة و شعبه المقدام يجب أن يحطم فهو مركز العالم القديم, أثبت لأن يكون قادر على القفز و التطور في العصر الحديث, كما غيره من الشعوب العريقة كالصيني و الإيراني و الياباني ليكون له دور طليعي في المنطقة العربية و ليكون المعادل المواجه لدويلة إسرائيل.
الجوار العربي اليوم راكعاً لأمريكا و القوى السياسية في الحكومة العراقية تطحنها زوايا مظلمة في الانحراف السياسي و الطائفي, و بدولة فساد بامتياز, ثم بصراعات المركز و الإقليم و مع تواجد أمريكي و إسرائيلي صهيوني كبير في العراق.
و أخيراً تم تعميد داعش في العراق بعد عقد قران جهاز القاعدة مع فلول البعث الصدامي و برعاية السفارة الأمريكية, فظهر الصهيوني أبو بكر البغدادي فتم انتزاع الموصل من العراق و كما المحاولة على الأنبار و تكريت.
لأتوجه بالسؤال إلى كل السياسيين و في حديثِ صريح من جل تاريخ العراق الحديث و من صفحات التآمر و صفحات التاريخ الثوري في العراق.
كيف لسياسيي العراق من مختلف المشارب السياسية و الانحياز القومي و الطائفي أن يوجدوا الطريق القويمة لانتشال العراق من التركة الثقيلة لعهد الفاشية بموروث عنصري و طائفي للبعث مع وجود واقع الغزو والشكل الجديد للسلطة, و الأدوار المتلاحقة لأمريكا و السعودية و تركيا و المتجه دوماً نحو تدمير العراق بكل أطيافه القومية و الطائفية.
و لطرح هذا السؤال: مَنْ هي القوة المهددة لوجود العراق كوحدة وطنية, ذات تاريخ بالعيش المتسامح و النضال المشترك ضد القوى الإقليمية و الاستعمارية بكل صنوفها التاريخية من موجات مغول التتار و الغزو التركي العثماني و من ثم غزو بريطانيا للعراق في عام 1919و إلى سحق جمهورية العراق الحرة لعام 1958 التي تم اغتيالها و إلى الغزو الأمريكي الأخير عام 2003.
لا يمكن للعراق أن يعادي كل المحيط المتآمر فحتى السوفيت من اجل الحفاظ على كيانه وقع على حلف بريست _ليتوفسك, و حتى أمريكا و السوفيت تعاونوا مع نظام صدام حسين من اجل مصالحهما المشتركة في الحرب العراقية _الإيرانية, و حتى المسيح جاء ب دع ما لقيصر لقيصر و لله ما لله, و حتى النبي محمد وقع صلح الحديبية مع كفار قريش من اجل مشروعه دولته الدينية.
أليست السعودية و الكويت و قطر و كل المشايخ, مَنْ وفر الأرض و القواعد العسكرية. أليس الجيش المصري للدكتاتور حسني مبارك من جاء مع طلائع الغزو الامبريالي للعراق, و مع تأهب إسرائيل و تركيا في الدرجات القصوى لفتح سماء الجحيم على العراق.
بالعربي فصيح أن أمريكا هي بلد غزو و تخريب و من ثم أن أمريكا بلد رعاية قوى الثورة المضادة و الإرهاب الدولي في العالم. ليبيا تم تدميرها بمساعدة السعودية و قطر بحجة تحريرها و اليوم لا توجد ليبيا على الخارطة, ثم كذلك المحاولة على مصر و دعم اوباما و هيلاري كلنتون لحزب الأخوان من اجل تمزيق مصر الذي انتفض الشعب المصري فاسقط مؤامرة أمريكا, ليترك أمريكا و حزب الأخوان تتباكى على شرعية الانتخاب.
ثم الهجمة البربرية على سوريا و لمدة 4 أعوام, حيث باتت رائحة الدم و الأكباد المشوية نراها و نشمها من صفحات القاعدة و داعش في الفيسبوك من اجل الترويع للبشر و من ثم من اجل الهجوم على دين الشعوب التي ذبحتها الدبابة الأمريكية المنطلقة من أرض العهر الإرهابي الوهابية ثم ضربات حمم الطائرات بلا طيار أم الصواريخ العابرة للقارات التي يرميها الناتو على الشعوب و باسم التحرير, و كلنا يعرف أنه لا تحرير و لا بطيخ بل أنه غزواً, نميط اللثام عنه إما غباءً إما ارتزاق و عمالة.
هذا هو زمن الامبريالية الأمريكية الوحشية بكل تداعيات الأزمة الاقتصادية الرأسمالية و بكل سقوطها القيمي المتجسد بالتعاون مع مملكة السعودية و قطر التي تمثل أقبح شكل للسلطة و الإرهاب المُتلحف بالدين, مع سكوت الغرب الرأسمالي الدا عر عن جرائم المملكة الغارقة في الرجعية بتكميم المرأة و قتل الأحرار, ما دام السعودية تقدم الامتيازات لأمريكا دون الروس و الصين.
فحين ظهرت داعش أماطت أوربا العا هر اللثام, و حين عطت رائحة الدم و الأكباد سارعت هيلاري كلنتون لامتصاص النقمة بانتقاد سياسة أمريكا في دعم بن لادن وعرجت بشكل باهت على رفيقها الصهيوني في داعش ( ابو بكر البغدادي ) في طريقة عمله على تقسيم العراق, فأدانت دين المسلمين, و سراً ترمي أمريكا السلاح ل (داعش ) في سوريا و العراق.
إذ اتضح لأمريكا و السعودية و تركيا, أن غزو العراق انتهى لصالح نفوذ إيران المرتبطة بمحور روسيا و الصين وحلفائها في المنطقة سوريا وحزب الله. فصارت داعش لا إله إلا الله هي الرد المؤثر بيد الغرب و أمريكا وحلفائها الإقليميين لضرب النفوذ الإيراني ومحورها العالمي. فداعش من صلب الصراع الإقليمي و العالمي و معترك المصالح و النفوذ. لكن الإرهاب يدعى زوراً إسلامي.
لأسأل: مَنْ هي الدولة الأكثر خطراً على العراق في الجوار الإقليمي؟
ماذا قدمت الأحزاب العراقية للشعب العراقي بعد ما جاءت للسلطة التي أسسها بول بريمر و ما المواقف التي قدمتها هذه السلطة تجاه الشعوب في سوريا أو إيران أم الجزائر أو اليمن؟
و لأتساءل! مَنْ هي القوى و الأحزاب التي هربت إلى السعودية و الخليج؟
أليسوا هم أفراد الجيش من قادة عسكر كبار ملطخة أياديهم بدماء الشعب العراقي من كرد و يساريين و شيوعيين و بجرائم الكيمياوي في كردستان (حلبجة و الأنفال ) و أهوار جنوب العراق؟
أليس هم الرتب العالية من جهاز المخابرات العراقية التي تمتلك جهاز البعث الصدامي هي من تتواجد في السعودية و قطر!
أليس تنظيم داعش هو من يقوم بالسير على تنفيذ مخطط التقسيم للعراق؟
أليست السعودية من جندت جيش القاعدة من اجل الحرب على الشيوعيين في أفغانستان. أليس أول تفجير في العراق كان من قبل القاعدة الواردة من السعودية؟ بعد تقديم الزهور للجيش الأمريكي من قبل الأغبياء في العراق! فكانت القنابل المفخخات هي هدية السعودية و أمريكا للمغفلين في العراق.
أترك المقال بيد القراء, و أتمنى أن نباهة القراء و نزاهتهم السياسية, أن تحدد مَنْ هم أعداء العراق الحقيقيون سواء في الداخل أم مَنْ هي الدول الإقليمية المعادية للعراق اليوم و تشكل خطر أقوى على مصير العراق. و مع إشارة عن الدول التي وقفت يوما ما موقف مشرف لضحايا العراق المشردين, و من ثم فتحت بلدانها لكل السياسيين و الأحرار العراقيين للعيش و التنقل في بلدانها لا بل لنقل السلاح من أراضيها لمحاربة الفاشية لنظام صدام حسين.
لِمَ الجوار العربي للعراق من الأردن و الكويت و السعودية, في حالة عداء للعراق؟ لِمَ نظام صدام حسين و بحزب البعث كان معادي لإيران و ليتحول إلى معادي للكويت و السعودية و مصر؟ هل سبب الخلاف مجرد نزوة عبثية أم لوثة جنون عظمة و عدم حكمة و طيش و استهتار للرئيس صدام حسين أو معمر القذافي و من لف لفهم في العالم؟
السبب ببساطة, أن السلطة في البلدان العربية تعيش في حالة أزمة البرجوازية الطفيلية العميلة لأمريكا و هي تعيش في وادي و الشعب الكادح الفقير يعيش في وادي آخر, ثم الطبقة البرجوازية سواء بالدكتاتور صدام أم فيما بعده سواء في العراق أم ليبيا ومصر و غيرها لا تستطيع أن تخرج عن الحلقة المفرغة المتمثلة بضيق أفق البرجوازية وتفريطها بالمصالح الوطنية, إذ تقلصت المصلحة القومية لمصلحة حزب السلطة ثم لتتقلص لتكون هي مصلحة الرئيس و حاشيته من وزراء وعشيرة وأفراد عائلة, فهذا أحط درك للسلطة البرجوازية العربية, حيث لم تعد هناك مصلحة قومية وطنية عليا.
فبعد السقوط لنظام صدام حسين و القذافي, جاءت قوى هشة بلا أي قاعدة حزبية أم جماهيرية و لو حتى شكلية. وهي , القوى البرجوازية العربية, و خاصة في العراق و ليبيا في حالة ذل و بلا أي رصيد في إسقاط الدكتاتورية, فهي صارت في موقف شكر للامبريالية الأمريكية. و أمريكا تعرف من أين تؤكل الكتف كما معروف, فصارت قوة مرعبة يخافها الرؤساء العرب أجمعين, خاصة بعد غزو العراق و شنق الدكتاتور صدام حسين أم برمي القذافي و بن لادن إلى الرعاع لتقطيعه.
البرجوازية العربية اليوم في أتعس حالة, فهي قوى عميلة في أقصى درجات الانحطاط السياسي و الفكري و الأخلاقي لذا صارت ليبيا بلا شكل للدولة و العراق بلد مستعمر من قبل أمريكا و تلعب فيه السعودية و الكويت كرة قدم, وتركيا تحلم بابتلاع مدن العراق و إسرائيل تبحث عن قبر النبي يونس في شمال العراق و إيران تطمح بأن يكون العراق منطقة نفوذ لها و سوق لبضائعها.
أعود و أقول أن السبب الرئيسي لمأساة العراق ليس دول الجيران وحده بل أن سبب مأساة العراق كشعب, هي أن البرجوازية الطفيلية العراقية, هي قوى قومية عشائرية,عربية و كردية, و بأحزاب إسلامية في أدنى درك من التنظيم و الخبرة سياسية و الانتماء الوطني و لا بأي برنامج اقتصادي بل بلا أي خطاب سياسي ليجمع الشعب العراقي بأسس الدولة الوطنية العلمانية.
فالدولة في العراق برمَجَها الأمريكان بعد الغزو على يد بول برايمر الصهيوني, لتقوده قوى برجوازية مخصية بحكومة محاصصة قومية و طائفية تقود لحرب الطوائف و الأديان و الأقوام, لتحقق أمريكا أملها لنحر العراق بالحروب الطائفية و القومية و العشائرية.
ها قد مر أكثر من عقد و التفجيرات مستمرة, و أمريكا من حدد و من اليوم الأول لنشوء الحكومة الكسيحة أن إعادة الطاقة الكهربائية لا يمكن شروع العمل فيه إلا بعد عام 2017, و كل المشاريع في العراق فاشلة و بعمليات نهب و تخريب اقتصادي منظم, فيكفي التذكير عن اختفاء عن 40 مليار من خزينة العراق و بوجود بول برايمر في العراق, ثم ترك العراق لقمة سائغة لكل الدول الرجعية العربية المجاورة ثم تحت رحمة تركيا, لذا تجري عمليات الدعم و التدريب و الشحن لقوى الجريمة عبر تركيا للعراق و سوريا.
أتمنى لا يقول لي أحد و على مقالي المتواضع هذا, أن دور أمريكا و السعودية و إسرائيل كان شريفاً تجاه الشعب العراقي, إذ هنا لَمْ يكن لي صبراً و لا لي فسحة من الحلم في الرد المجامل. و لا يكن في وسعي إلا الازدراء للتبجح وخواء الشرف و الضمير! فقد أعذر من أنذر!
و أتمنى لا يقول لي أحد أن سبب التفجيرات في العراق هو آيات القرآن و النبي محمد الذي اقر نبوة النبي موسى و المسيح عليه السلام!
أقول كفكفوا الدموع على ضحايا باريس و الكويت فضحايا العراق لغزو أمريكا بشر منسين, و ضحاياه خلاف لفرنسا والكويت هي يومية و على مدى ثلاثة عشر عام!
سؤال أخير!
كم هو عدد الضحايا المسلمين على يد داعش, و مع الأهداف الأمريكية القذرة في تأسيس داعش؟
كم عدد الضحايا الغربيين و الأمريكيين المسيحيين على يد داعش؟
على الوئام و السلام العالمي ألقاكم!
#علاء_الصفار (هاشتاغ)