المغرب - فرنسا : مدينة (نصر) تبدد مخاوف بعض المغاربة

التهامي صفاح

الحوار المتمدن-العدد: 4848 - 2015 / 6 / 25 - 15:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

شعارنا حرية – مساواة – أخوة
من البديهيات في عالم السياسة والمال أن رؤوس الأموال والمشاريع الضخمة لا يمكن أن يُلقي بها أصحابها هكذا في النيران أو تُقام في المناطق الزلزالية أوالبركانية خصوصا الفرنسيين منهم إلا إذا كانوا مجانين فعلا وهذا مستحيل .
يتعلق الأمر هنا بالإتفاقية الصناعية المغربية الفرنسية التي تم توقيعها في العاصمة المغربية الرباط هذه الأيام من أجل إقامة المعامل الضخمة لمجموعة بوجو سيتروين Peugeot-Citroen الفرنسية لصناعة السيارات في الجهة الشمالية الغربية للمغرب و بالضبط على بُعد بضع كيلومترات من مدينة القنيطرة المغربية نحوالشرق .
هذا المشروع الضخم الذي سيوفرفرص عمل كثيرة تفوق 25000 لاحقا بالنسبة لسكان المنطقة و الذي يُعد سابقة حقيقة و خطوة جبارة لم تشهد المدينة مثلها منذ عشرات السنين سينقل المنطقة لتحول نحو العصرنة الفعلية خصوصا إذا علمنا أن المشاريع الأخرى المترتبة عن أو التي يتطلبها هذا المشروع تستلزم توسيع الميناء القديم و الذي سيتم إستبداله كلية بميناء جديد و ضخم هو أيضا أُطلق عليه إسم (ميناء الأطلسي) حسب ما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة و توسيع للطرقات و تجهيز الملحقات بالمشروع على طول المسافة التي تفصل مكان المشروع و ميناء القنيطرة الذي من المتوقع أن يعرف رواجا هائلا و يوفر فرص شغل إضافية إذا ما تم الإخلاص في النية والعمل .
دون الدخول في تفاصيله الكثيرة التي قد تصيب القارئ في رمضان بالملل ، يستهدف هذا المشروع الذي يقام لأول مرة في شمال إفريقيا المستهلكين المغاربة و شمال إفريقيا بل إفريقيا كلها من خلال بداية صنع أكثر من 90 ألف محرك سنويا في البداية ليصل لأكثر من مائتي ألف محرك لاحقا و ستسهر عليه أطر فرنسية غاية في الكفاءة ، ليس هبلا فرنسيا بل مدعوم من طرف دولة فرنسية تُعد مهندسا للسياسة في شمال إفريقيا و الشرق الأوسط والعالم أيضا .إذن الثقة التي حظي بها المغرب و في هذا الوقت المضطرب في أماكن أخرى من أجل إقامة هذا المشروع الصناعي الكبير ليست مبنية على الفراغ أو المغامرة و إنما على معطيات علمية و سياسية قد لا يعرفها كثيرون .و هي جواب بطريقة المعلمين على بعض المغاربة الذين يقلقون على مصير بلدهم تخوفا من هواة (باقية و تتمدد) أي مخربي داعش الذين يقال هذه الأيام أنهم وصلوا إلى مدينة سرت بليبيا على بعد 3 آلاف كيلومتر تقريبا من الحدود الشرقية للمغرب .
إذن يمكن للمغاربة الساكنين في المنطقة و نواحيها أن يشعروا بالأمل في إمكانية تحقق تغيير حياتهم للافضل أو على الأقل أن يشعروا بالثقة التامة في الساهرين على أجهزتهم الأمنية و العسكرية المتيقظة التي تعلن بين الفينة والأخرى وضع يدها على بعض مجانين الخلايا الارهابية الذين لا تكوين لهم ويعتقدون رغم ذلك أنهم يستطيعون محو جبل من الوجود فقط بالصفير وتقول لهم بعد توقيع هذا المشروع الصناعي الكبير:إيه يا جبل ما يهزك ريح .كما يمكن للذين يقومون بزفير مر هذه الأيام تجاه بعض المسؤولين الذين يبقون بني آدمين في كل الأحوال و حتى لو تقلدوا مسؤوليات رسمية و أخطأوا فهذا لا يعني أن لديهم أوامر للخطأ مثل ما توحي به بعض الكتابات هذه الايام .عليهم أن يتعقلوا و يعرفوا أـن أي أمنيات بتخريب البلد سيجرفهم هم الأوائل قبل الآخرين في حال حصوله الذي يقترب إحتماله من الصفر.
إذن بهذه المشاريع ستصير مدينة القنيطرة المغربية مدينة ))النصر(( على الإرهاب و التخريب و تخويف الآمنين و الثرثرة الفارغة بالبناء و التشييد ونفع الناس و إعادة الأمل في المستقبل بالأعمال الصالحة ليس في القنيطرة فحسب بل في كل المغرب و شمال افريقيا .
و إذا كان إسم هذه المدينة في الماضي هو (ميناء ليوطي Port lyautey ) إبان فترة تواجد الفرنسيين في المغرب ، فياريت مع إعلان مشاريع تجديد المدينة أن يسميها المسؤولون اليوم ((مدينة نصر)) رسميا كإشارة للنصر المذكور أعلاه و الذي هو حقيقة لا غبار عليها و في نفس الوقت لرفع اللبس إلى الأبد عن المدينة لتشابه إسمها مع مدينة القنيطرة السورية التي تشهد تسيبا في التطاحن بين المجانين ثم أخيرا للدلالة على أن المدينة ليست قنطرة صغيرة فحسب بل مدينة كبيرة شاهدة بمشاريعها العملاقة على الصمود و الإنتصار في وجه التخريب و دعاة الكربون ، كبيرة بسكانها المتواضعين الطيبين الذين يستحقون كل إحترام ومجهود و خير . و أخيرا للدلالة على أن المسؤولين المغاربة يتغيرون و يتطورون مثل ما يجبر على ذلك القانون الإلهي الذي يقول أن كل شيء يتغير عبر الزمان و أنهم يأخذون بهذا القانون لأنهم يعرفونه و ليسوا جهلة مثل أولئك الذين يقولون : إننا هنا قابضون على جمر التخلف و ثبات الأمورالذي لا وجود له إلا في مخيلتهم للأسف. و لِمَ لا ؟ أليس المغاربة عباقرة ؟ .........بلى إنهم كذلك .
و تحياتي للجميع و هنيئا للناجحين في إمتحانات الباكالوريا المغربية -;-

#التهامي_صفاح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات