التقسيم أم تصحيح ما قسمه سايكس بيكو ؟.

عبدالجبار شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 4836 - 2015 / 6 / 13 - 17:28
المحور: القضية الكردية
    

هناك من يسميه التقسيم ولكن الأصح هو تصحيح وتصويب الخطأ التاريخي الذي ارتكبته اتفاقية سايكس - بيكو بحق شعوب المنطقة وجزأت جغرافيتها وفقاً لمصالح الدولتان الراعيتان لتلك الإتفاقية على حساب مصالح شعوب المنطقة التي تعيش آلام ومآسي تلك الاتفاقية منذ ما يقارب قرناً من الزمن .
من الناحية العملية في العراق جرى تصحيح تلك الاتفاقية منذ بداية التسعينيات من القرن المنصرم عندما أعلنت القوات الدولية حدود خط العرض ٣-;-٦-;- كمنطقة حظر جوي والتي كانت تضم جغرافية إقليم كردستان ومنذ ذلك الوقت إقليم كردستان شبه محرر من آثار تلك الاتفاقية المشؤومة .

سوريا ايضاً مقسمة الآن عملياً ، مناطق تحت سيطرة داعش وأخرى تحت سيطرة فصائل عسكرية إسلامية مهيئة وذوات أرضية خصبة للتطرف والارهاب والمناطق الكردية تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي وما تبقى تحت سيطرة النظام فمن الناحية العملية جرى التقسيم وما يحدث الآن هو عبارة عن رسم للحدود بين تلك القوى المسيطرة على الأرض والمتناقضة فكرياً وعقائدياً وكذلك عرقياً هذه التناقضات التي تجعل العيش المشترك بعد الآن من المستحيل .

لكي يكتمل تصويب سايكس - بيكو سورياً فلا بد من تحرير الجيوب الجغرافية التي اصطنعت عمداً لتفصل الجغرافية الكردية عن بعضها ، وهنا تكمن أهمية تحرير تل ابيض المنطقة التي صادرت فيها حقوق الكرد حتى المدنية منها وذلك عدم السماح للكرد بحق التملك لأي عقار كان وتشجيع العرب من المناطق الأخرى بشراء العقارات هناك وتطويبها بكل سهولة ويسر .

والأمر بالنسبة لمنطقة جرابلس الكردستانية "وذلك حسب موقع المعاني ومعجم الوسيط اللذان يعتبران منطقة جرابلس تقع داخل كردستان - سوريا " التي تفصل بين كوباني والريف الكردي من منطقة باب الذي يتواصل الى ريف عفرين لتكون جغرافية متصلة ببعضها ، هذه الجغرافية التي تم زرع المكونات الأخرى فيها عمداً لغاية واحدة دنيئة وخبيثة التي لا معنى لها سوى قطع أوصال الجغرافية الكردية للقضاء على مقومات بناء كيان خاص بالكرد على أرضه التاريخية . فمن بعد تحرير تل ابيض لا بد من تحرير جرابلس الكردستانية وتوصيل المناطق الكردية ببعضها من أقصى قرية في عفرين إلى حدود إقليم كردستان وهنا لا بد من التلاحم والتكاتف الكردي للدفاع المشترك عن جغرافيته وحمايتها من الطامعين والارهابيين الحاليين والمستقبلين .

#عبدالجبار_شاهين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات