مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 4830 - 2015 / 6 / 7 - 11:31
المحور:
الادب والفن
صديقي القديم
(78)
سيدي، أنت هنا أيضا؟
أتساءل إن كنت قد هاجرت مثلي؟
لا طيور في الجوار سوى الغربان يا سيدي. هل ستدّلني الغربان إلى دربي؟
من أجل أن أحافظ على رجاحة عقلي الذي يميّز نفق الأمل من أنفاق الثعابين، عليّ أن أسلّم نفسي إلى هذا الحلم الرائع.
الأحلام دائما تحتفظ لنا بأمل الرجوع إلى البيت. قد يكون الدرب طويلا، وموحشا، ولكن بفضل إرشاداتك سأصل قريبا.
(79)
تركت باب كوخي مفتوحا عمدا؛ كي لا يلوثه الغزاة بأيديهم عند دخولهم.
آب، أغلقت عينيها غير مبالية بعويل النساء، وبكاء الأطفال، وكذلك الشمس لم تهتم بأدعية الرجال الخافتة.
بعد أن سلبوا مني كل شيء رفض جميعهم الاعتذار؛ لأنني فلّاح يغمرني الغبار، وتفوح مني رائحة العرق، وأتيت أنت يا مولاي، ونفضت الغبار عنّي بقبلاتك، فعرفت بأنك أملي الذي أصبو اليه ليل نهار.
(80)
مشرّد أنا في المدن الغريبة، وتتوالى صور أفعالهم الوحشية على ذاكرتي كل يوم. وحيد أنا مع ذاكرتي الممتلئة، وقلبي ينفطر لغيابك كل هذا الوقت.
لا أعرف كيف أقضي أيامي دون أن أنتظرك.
لا يهمني رحيل أحد، مادمت قد أتيت، أعلم بأنك لا تخفي عني شيئا. تريني الوجوه المختلفة للبشر عندما أتكئ على عوزي، ونجوب الشوارع معا عند غروب الشمس. أنت الملاذ الأخير الذي أحتاجه عندما أبحث عمّا فقدته في المدن المزدحمة.
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟