محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4821 - 2015 / 5 / 29 - 07:02
المحور:
الادب والفن
تجلس بالأسود الرصين أمام كاميرات التلفاز.
تغبطها مقدمة البرنامج الرشيقة لأنها أم الشهيد، وتطرح عليها الكثير من الأسئلة، وهي تتحدث بتهيب وبإيجاز شديد، لأن تلك هي المرة الأولى، وربما كانت الأخيرة، التي تجلس فيها أمام الكاميرات. وهي، علاوة على ذلك، لا تجيد الكلام المنمق من على شاشة التلفاز.
تصمت شاردة الذهن، ومقدمة البرنامج تمعن في وصف لحظات العذاب التي عاشها الطفل، كما شاهدتها على شاشة التلفاز، والرصاص يئز من حول جسده الصغير، وتمعن في الحديث عن جسده الصغير بعد أن مزقه الرصاص، ثم تعطي الفرصة لبعض السادة المشاهدين الذين هاتفوها، كي يعبروا عن مشاعرهم تجاه أم الشهيد، والأم تصغي، وهي تكتم ألماً يفيض من تقاطيع الوجه البهي، ومن مساحة العينين الواسعتين.
والكلام الحزين يمتد وقتاً،
والأم تؤنب نفسها في قرارة نفسها،
لأنها لن تتمكن هذا المساء، من زيارة قبره، مثلما اعتادت أن تفعل، ولا بد من أنه يفتقدها في هذه اللحظة بالذات.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟