سوسن محمد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4803 - 2015 / 5 / 11 - 12:44
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
بالأمس كان لدينا مريضة من المهجرات..وهذا ليس بغريب فنحن منذ حزيران الأسود نعالج العشرات من المهجرات ولم أنوي يوما أن اتحدث بهذا الموضوع لأنه بات أمرا طبيعيا وجزء من عملنا اليومي أن نعالجهم ونستمع لعشرات القصص الأنسانية
التي تدمي القلب وتكسرالروح...لكن هذه القصة كانت متميزة وفريدة ليس في الجهد الذي بذلته هذه المراة فقط بل في صبرها وعزيمتها التي تحدت بها الصعاب .لقد مشت هذه المرأة ثلاث أيام على قدميها وهي حامل في شهرها التاسع من مدينتهاالى مشفانا هربا من أتون حرب لا تعرف لها أول ولا آخر.
بدأت المراة تسرد معاناتها فبدى واضحاأنها كفرت بكل رجال السياسة والدين والمافيات الذين أوصلوها لهذه اللحظة المصيرية في حياتها وبينما أخذالبعض بالبكاء على ما مرت به من مآسي كان همنا هو أنقاذ حياتها وأجراء عملية مستعجلة تأتت خطورتها من تعقد وضعية المريضة وأنعدام أي أوراق وتحاليل نراها ضرورية قبل أجراء العمليةو قبل أن يداهمنا الوقت .. أنجزت العملية. خرج الطفل صارخا محتجا على دموعنا وسط ذهول الجميع فهو حي ومفعم بالنشاط ويريد من ينتظره على بوابة الحياة بود وفرح .ضحكنا لقد أنتصرت هذه المرأة على قساوة الحرب وبشاعة الجرائم التي خلفتها..أما أنا فقد شعرت بالحنق والأستياء من كل الرجال الذين مروا في حياة هذه المرأة على الصعيد العام والخاص وكانوا سببا في ما هي فيه .
#سوسن_محمد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟