أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - الأوجلانيون وقصة الموت مجاناً














المزيد.....

الأوجلانيون وقصة الموت مجاناً


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4803 - 2015 / 5 / 11 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الإنسانية هي ألا يتم التضحية بإنسانٍ في سبيل غاية"
ألبرت شفايتزر
يبدو أن من بعض فوائد الجهات المتضادة هي إغناء الساحة بالتساؤلات، وإشغال المُتابع بمقارناتٍ لم تكن لتخطر على البال لولا تزامن وجود تلك الجهات في فضاءٍ أو زمانٍ واحد، ومن هذه الجهات التنظيمات الاسلامية وتحديداً المتطرفة منها، ومن جهة أخرى الرافد الأوجلاني في سوريا، أي حزب الاتحاد الديمقراطي بزعامة صالح مسلم التابع لحزب العمال الكردستاني، ذا التوجه الهُلامي الذي لا يُعرف له طعم ولا رائحة حتى يُضحي الانسانُ بذائقته الوجودية من أجل رغبة ساسته.
إذ بات معروفاً لدى عامة الناس أن تنظيم داعش لديه مشروع علني وواضح، و بغض النظر ان كان التنظيم يتبع هذه الجهة الاستخباراتية أو تلك، فهو بالنهاية يعمل من أجل تحقيق أهدافه القريبة التي تتضمن السيطرة على المناطق التي ستقع ضمن حدودها، والأسباب البعيدة المتضمنة بتشكيل خلافة اسلامية تُحاكي التجارب التاريخية القديمة فيما يتعلق بالحكم، وحتى الأحزاب الأقل تطرفاً كجماعة الاخوان المسلمين الذين لا يخفون ذلك الحلم ولو أنهم لا يجاهرون بما يبطنونه لأسبابٍ سياسية، إذ لكلٍ مشروعه الواضح الذي يدافع عنه بكل ما يملك من القوة لأجل بلوغه، ويسعون الى تحقيقه بكل فخرٍ واعتزاز، إلا حزب الاتحاد الديمقراطي فلا أحد يعرف ماذا يريدون، لا الذي يُقتل في الميادين يعرف لماذا ومن أجل أية قضية عليه أن يموت، طالما ما من قضية ظاهرة أو استراتيجية معلنة لحزبه توصله الى الايمان الكلي بالحزب والقضية، ولا الراصد يُدرك ماهية النضال الذي يخوضه الانسان الكردي المنتسب لذلك الفصيل الذي التنظيم الام في قنديل، باعتباره رافد من روافد الأوجلانية في تركيا، تلك المنظمة التي ضحت بعشرات الآلاف من الناس وبسبب مشروعهم الوقتي دُمرت آلاف القرى وكله بدعوى تحرير وتوحيد كردستان تركيا، وفي الأخير بيّن أوجلان وأتباعه بأنهم تجاوزوا حالة الدولة القومية التي بسبب زعم قيامها قُتل ما يقارب الأربعين ألف انسان، ويبدو أن حزب الاتحاد الديمقراطي وفيٌ جداً لمدرسته ويتبع خطى قادتها بحذافيرها، ويمكننا في هذا الصد إيراد ما صرّح به منذ أيام عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي الكردي في سوريا فؤاد عليكو قائلاً: بأن حزب الاتحاد الديمقراطي لا يعتبر نفسه جزءً من الحركة السياسية الكردية، وليس له مطالب قومية فهو حزب يرى نفسه فوق الحالة القومية ويعتبر الحالة القومية جزء من الماضي، ونظرية الأمة الديمقراطية التي يتبجح بها ذلك الحزب لها فلسفتها الخاصة بها وتصورها الخاص للمجتمع الكردي والإقليمي وحتى الدولي .
وذلك ما أكده أيضاً رئس الحزب صالح مسلم في أكثر من مناسبة عن أن الأكراد تخلوا عن حلم الدولة الكردية، وأنهم يريدون حسب قوله نموذجاً مشابها للنموذج الألماني في التعامل مع أوروبا، حيث لا تتغير الحدود المرسومة، لكن مع المحافظة على الروابط القومية، مشدداً على أن الأكراد كانوا تاريخياً جنود الآخرين، واليوم قرروا أن يتوقفوا عن ذلك، مع أنه لا يزال هو وحزبه جنوداً للآخرين حتى الساعة، بل وراح مسلم يزيد من تشطيحه السياسي قائلاً بأن النموذج الذي رسمه الأكراد في مناطقهم يصلح لأن تكون عليه صورة سوريا المستقبلية، أي النموذج الذي خلّقه حافظ الأسد والِد الدكتاتور بشار تحت مسمى الادارة المحلية، والذي تم إحداث تغيير طفيف جداً في التسمية ليكون الاسم المُستحدث والمُضاف إليه بعضاً من روائح الفلسفة الأوجلانية قادراً على خِداع الكرد عموماً وأنصار حزبه بوجهٍ خاص.
عموماً المتطرف الاسلامي يُغادر الدنيا بناءً على قناعات ومقدسات يموت من أجلها وهو مقتنع وراضٍ عن فعله بل ومتشوق إليه، بما اًن لديه غاية ماورائية سامية، وهو مستعد أن يموت كل لحظة من أجل الوصول الى مشارفها، تلك الغاية المتعلقة بالفردوس وما يتضمنه من مُتع وملذات مؤجلة، وإن لم يمت فلديه أيضاً هدف أرضي مهم ألا وهو قيام الخلافة الاسلامية، أما ذلك الذي يُفدي بدمه من أنصار حزب الاتحاد الديمقراطي فهل من سببٍ مُقنع لموته وتضحيته، طالما لا هدف ماورائي لديهم كفئة عسكرية تابعين لحزبٍ سياسي وجودي، ولا الحصول على الحقوق الأرضية تشغل حزبهم، باعتبار أن حزبهم لا يزال متخبطاً في التسميات البديهية فكيف بالأهداف الكبرى، وبناءً على تصريحات قادته هنا وهناك خصوصاً ما صرح به صالح مسلم في موسكو حيث ظهر بأنه لا يريد شيئاً سياسياً، وما من استراتيجية علنية أو مضمرة لديه تتعلق بالقضية الكردية في سوريا، وأمام هذه الضبابية من قِبل حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي تتبعه وحدات الحماية الشعبية التي تزج بالأكراد في الحربِ مع هذه الجهة أو تلك منذ أكثر من عامين، من غير أن يعرفوا لماذا عليهم أن يُقتلوا؟ وما الغاية الحقيقية من وراء قتالهم لهذا الفصيل أو ذاك على امتداد حدود المناطق الكردية خاصةً وباقي المناطق السورية بوجهٍ عام؟ والتساؤل الذي يراود أهالي وذوي وحدات الحماية الشعبية هو كالتالي فمعلومٌ أن الشعب السوري برمته يخوض ثورته من أجل التخلص من نظام الاستبداد، أما الكردي في سوريا فهل عليه أن يبقى ضحية مجانية كما هو حاله الآن؟ طالما ما من هدفٍ آني ولا من استراتيجية مستقبلية واضحة لدى الرافد الأوجلاني حتى يُفدي المرءُ بروحه من أجل خطه وأهدافه السياسية، وذلك بخلاف كل الاسلاميين أصحاب المشاريع العلنية والواضحة والذين يعرفون لماذا يعملون ولما يُقتلون، وذلك منذ أن قوي نفوذهم على امتداد الخارطة السورية، بخلاف عناصر وحدات الحماية الشعبية الذين الى الآن تسوقهم الشعارات الى حتوفهم من أجل غاياتٍ سياسية لا تمتُ لأهدافهم النبيلة ولا لواقعهم بأية صلة.
ـــــــــــــــــــ
الأوجلانيون: أنصار ومريدي زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انزياحات المفاهيم في مديح الحرية الشخصية
- ابحثوا عمن جعلني الطاغوت
- التضحية كُرمى المتخيل والتهرب عن أداء واجب الموجود
- ما بعد الاغتصاب
- جراثيم الأسد
- السكوت علامة الرفض
- صورة من صور الحقائق المشوهة (3)
- صورة من صور الحقائق المشوهة(2)
- صورة من صور الحقائق المشوهة (1)
- مسؤولية الارتكاس الثوري
- لو أني امرأة
- اسطورة كردية
- مبعوث السخائم
- اليوم معكم وغداً عليكم
- كوباني غراد
- المقدام
- استراتيجية الحقد والتسامح
- سرطان التطرف في سوريا وعقدة كوباني
- كوباني تغيِّر المعادلات
- ما قدسية ضريح سليمان شاه بالنسبة لتنظيم داعش؟


المزيد.....




- ماكرون يقبل استقالة الحكومة الفرنسية ويدعوها لتصريف الأعمال ...
- ماذا تعني المشاركة في مسابقة للجمال في الصومال؟
- وزير خارجية جنوب إفريقيا: حل النزاع في أوكرانيا دون مشاركة ر ...
- بوروشينكو: سلطات كييف لا تتخذ أي إجراءات لاستعادة توليد الطا ...
- مقتل 3 أطفال سوريين في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان
- الخارجية الأمريكية: لا أحد في أوروبا يهدد روسيا
- روسيا.. ابتكار مصدر بديل للطاقة من القش
- لماذا أقر جيش إسرائيل بالنقص بدباباته؟
- رصد انفجارات للصواريخ الإسرائيلية الاعتراضية في أجواء الحدود ...
- مصر.. إغلاق ضريح مسجد الحسين.. والأوقاف تنفي ارتباطه بذكرى ع ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - الأوجلانيون وقصة الموت مجاناً