حشاني رابح
الحوار المتمدن-العدد: 4803 - 2015 / 5 / 11 - 00:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أضحكني كثيرا عندما نسمع ونشاهد في نشرات الإخبارية العربية و الأجنبية ، عن تنظيم الدولة اسمه "داعش" ، وهو يتغلغل ويفسد في بعض الدول العربية الشقيقة باٍسم الإسلام ، وكأن داعش روحا طاهرة نزلت من السماء ، نزلت و كلفت نفسها أن تحاسب وتطبق العدل على الأراضي العربية.
وأضحكني أكثر عندما يطل علينا الإعلامي وهو جاد يحاور المحللين السياسيين على القناة عن هذه الأضحوكة ، وهم يحللون ويناقشون ويتصارعون حول مفهوم التنظيم و عن تبنيه لتلك التفجيرات الواقعة هنا وهناك ، وعن تكاثف وجهود دول العالم في التصدي ومحاربة الإرهاب بشتى أشكاله ، وعن استراتيجيات مبنية على تبادل المعلومات الاستخباراتية في ظل العولمة المعلوماتية وزمن الانترنيت ، و أيضا عن مصطلحات سياسية وأمنية تتخللها دغدغة خفيفة و غزل باطني لجهة ما .
يذكرني هذا الضحك بمسرحية شهيرة "شاهد ما شافش حاجة " للممثل عادل إمام ، أصبح فيها الممثل شاهدا بعدما كان متهما رسميا في جريمة القتل ، هكذا حال التنظيم ا الذي يصبح في يوما ما شاهدا ، و يتغذى من التحليلات والمناقشات التي تدور بين المحللين السياسيين في البلاطو أمام المشاهدين ، وعبر شاشات العالم وعبر صحف وجرائد الغرض منها تظليل الرأي العالم العالمي ، تارة باللوم والاتهام وتارة أخرى بغض النظر وتارة أخرى ........... .
وذكرني أكثر بتنظيم القاعدة وأيام أسامة بن لادن ،الذي زادت شهرته قي القنوات الفضائية والصحف واجتماعات الأمم المتحدة ، وانتقلت هذه الشهرة إلى عالم الفكاهة وذوق الأفلام السينمائية و حرارة الأفلام الايروتيك والجنس ، صوروه تارة بطل قومي وهو يحارب أعداء الغرب وتارة أخرى إرهابي كبير ومسجل خطر وهو يعادي اكبر دول العالم .
وأبكاني أكثر على الحال الأظلم للأمة العربية ، و أدهشني أكثر و هي تعيش دوامة بقايا بن لادن ، وخوف وفزع من جلباب و عباءة داعش ، وراية الدلع المر الأمريكي والحنان الزائف الفرنسي ، والوشوشة الطويلة الإسرائيلية ، وهم تائهين بتحليل وتفسير ظواهر التنظيم الجديد خلافة للقاعدة ، ويتناسون في كل مناسبة كيف ومتى وأين نشأ هذا النوع من التنظيمات ؟ ومن هم من ورائه .
#حشاني_رابح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟