أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكريا كردي - المسلمون والنداء الحداثي الأخير ..














المزيد.....

المسلمون والنداء الحداثي الأخير ..


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 4801 - 2015 / 5 / 9 - 23:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل ياترى ولوج المجتمعات العربية الاسلامية إلى الحداثة سيكون التغيير الحداثي الأصعب في التاريخ الإنساني..؟!
يعتقد كثير من المفكرين وعلماء الإجتماع ان الحداثة لا تظهر في كل البلدان في اوقات محددة حتماً، لكن بالضرورة يكون لها ملامح معينة مميزة، تنبئ أن هذا المجتمع أو ذاك، في حالة مخاض لاستيلاد حداثته الخاصة إن جاز التعبير، ليحبو على طريق تقبل وفهم حقائق العلم التجريبي، ثم المشي في مسالك الدراسة والإضافة لها، وتكريسها في عقول وسلوكيات أبناء هذا المجتمع ، ضمن ظروفه وواقعه الخاص .
بالرغم ان البشرية دخلت الألفية الثالثة، إلا أن المجتمعات العربية الاسلامية، ودون عن كل شعوب الأرض ، مازالت تعتبر مجتمعات ما قبل الحداثة بامتياز، لكونها ماتزال تعتمد على الدين والفكر الديني في تفسير وفهم الكثير من جميع مناحي الحياة، بل تكاد الحياة الفكرية الحالية عند المسلمين، موات شبه تام، يقوم على الإشترار للنصوص والفتاوى والعبارات الفارغة أو الاشعار السخيفة لهذا الإمام أو ذاك ..موات خال من أي وجه ثقافي حقيقي.
لذلك لا غرابة أن يخرج علينا اليوم فقهاء في الإسلام لينكروا دوران الأرض حول الشمس استناداً على نقل، ولا عجب أن يدمر مسلمون ملتزمون آثار التاريخ والحضارة الانسانية أيضا بناءً على نقل.. بل من المعتاد أن تجد مهندسون وأطباء ومخبريون ومعلمون مسلمون يرفضون نظرية التطور، بل وعلم النفس وأثر اللاوعي في تفسير الأحلام ، هذه هي حياة المسلمين المعرفية والثقافية الآن، انها حياة استبد بها النقل فأكل منها كل رأي حصيف ، وأبقى على الجيف الفكرية .
واللافت في الأمر ، أنه برغم كل ما حدث ويحدث من تقدم في ميادين العلم المختلفة، لا يريد المسلمون أن يصدقوا أن العلم قد قوَّضَ كثيرًا من الأفكار التي كانت السبب في المحافظة على الدِّين على نحو تقليدي، بل و ربما لا يريدون أن يدركوا أن الحداثة أجبرت وستجبر الثقافات على مواجهة نتائج نشأة العلوم الطبيعية الحديثة وأشكال الإنتاج والتبادل الجديدة. وهي نتائج شعر منها المسلمون بتهديد جدّي للكثير من يقينيات عقيدتهم وقيمها، فانبرى بعض عياري العلم وأنصاف الفقهاء بموجة من الدجل ظهرت تحت مسمى الإعجاز العلمي الديني .. فاخرجوا الطب النبوي والعلم النبوي...الخ لكن كما نعلم جميعاً كل تلك المحاولات في أسلمة العلوم لم تزد في المسلمين إلا جهلاً ..
وليس بخافٍ على أحد، أن التقدم المتسارع للعلم، وضع المسلمون الملتزمون تحت تأثيرات صادمة جرّاء كشوف العلوم الجديدة (الهندسة الوراثية) والاكتشافات (علم الفلك والثورة المعلوماتية)، مما جعل الكثيرَ من المسلمين يقومون بردة فعل تحمي لهم الوجود والهوية، فذهب الكثير منهم يتمسك أكثر بمفاهيم الدين الجامدة، كنوع من تأكيد الذات والتمسك بالهوية والتمايز عن الآخر الكافر والمتعلم، وبدا أن إظهار العقيدة على الناس كافة ، والاعتصام بحبل الله هو الخلاص الوحيد، حتى ولو اضطر الأمر إلى إحياء قيم همجية القرون الوسطى، ثم سعوا في الأرض، وكل ديدنهم معارضة التغيُّرات التي ينطوي عليها قيم الحداثة في النظام العالمي الجديد، دون أن يدركوا أنهم – هم بالذات - بأمس الحاجة الى تلك التغييرات والمبتكرات التي تأتي بها تلك التغييرات...
من هنا يمكن القول : أنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر والعمليات الإرهابية اللاحقة من مدريد ولندن وبومباي وباريس ..الخ تأكد المجتمع الانساني الدولي، أن المشكلة في الإسلام كدين غير مهيأ بشكل جيد لإحياء وتجديد نفسه ، وهو بوضعه النقلي الحالي، لا يتفق ومعايير القرن الحادي العشرين، وأن المسلمون لن يتغيروا من تلقاء أنفسهم، ولن يستطيعوا انجاز نموذجهم الخاص في الاصلاح الديني لوحدهم دون مساعدة الآخرين .. ولاشك أن هذا سيتطلب وقتاً طويلاً وجهوداً ضخمة، لإحداث التغييرات المطلوبة فيه، ليصبح الإسلام عصرياً ، وليأخذ له مقعداً – ولو الأخير- في قاطرة المجتمع الإنساني، والالتحاق بركب مجتمع العلم والحداثة والحضارة الانسانية ، وحتى وإن فعلوا أي المسلمون تلك التغييرات سريعاً الآن ، مؤكد سيكونون آخر الشعوب الانسانية تقريباً، التي لم تشرق عليها أنوار الحداثة بعد، أو مازالت تعيش على مخلفات القرون الوسطى.
ومن خلال تبصر أخيرٍ لحال المسلمين بشكل عام، ومراقبة الأحداث العنفية الأخيرة، في سوريا والعراق، والسلوكيات الارهابية التي تصدر عن أبناء الشعوب الاسلامية، ضد باقي الشعوب والأمم ، يمكن للمبصر أنه بالفعل بدأت تتداعى عليهم كما يتداعى الأكلة على قصعتها، بحسب التعبير النبوي، مما يؤكد مرة أخرى، ان انتقال المسلمين وولوجهم إلى عالم الإنسانية المعاصرة، بما وصلت من رقي وتقدم فكري وأخلاقي، لن يحدث دون وقوع ضحايا وخسائر بشرية ومادية، وربما حصول أحداث كارثية تجعل من هذا الانتقال ضرورةً لا مفرَّ منها... لكن مؤلمة بالتأكيد..



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العنف كتاب (حنّه آرندت) - فهم ومراجعة
- قناصو الوهم ..!
- التملق مركب الحقيقة الأفضل
- يعيشون بين ظهرانينا..!
- المسلمون يواجهون ...أزمة نص لا أزمة شخص..


المزيد.....




- إسبانيا تدين اقتحام بن غفير لباحات المسجد الأقصى
- ياعيني على الاستحمام?????? تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024. ...
- إسبانيا تدين اقتحام بن غفير لباحات المسجد الأقصى
- ابسطي عيالك ونزلي ليهم تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ...
- التردد الأحدث.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات وعربس ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- نفيسة خويص مرابطة مقدسية يلاحقها الإبعاد عن المسجد الأقصى
- وادي الجوز.. حي تحيط به المعالم التاريخية والدينية بالقدس
- أجدد أغاني البيبي.. تردد قناة طيور الجنة بيبي عبر أقمار النا ...
- رفض اسلامي وتنديد أممي وانتقاد أميركي لاقتحام الأقصى


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكريا كردي - المسلمون والنداء الحداثي الأخير ..