أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - كوسلا ابشن - بلاد ايمازيغن ارض محتلة (الاستعمار لا يسقط بالتقادم ولا بالمسخ الهوياتي )















المزيد.....

بلاد ايمازيغن ارض محتلة (الاستعمار لا يسقط بالتقادم ولا بالمسخ الهوياتي )


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 4788 - 2015 / 4 / 26 - 20:13
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    



لمحة عن الاستعمارالاجنبي والمقاومة المحلية الامازيغية واستمرايتهما في السيرورة التاريخية .
اطلق على ايمازيغن وصف الامة المقاومة , باعتبارها من اكثر الامم التى خاضت الحروب الدفاعية ضد الامم الاستعمارية وفي حقبات تاريخية مختلفة .
عاش الامازيغ الاف السنين احرار في بلادهم تامازغا ( شمال افريقيا ), الى ان سقطت سواحلهم الشمالية في ايدي عصابات الحرب والنهب من قراصنة الرومان بشقيه الغربي والشرقي , لتنطلق الحرب الدفاعية الشعبية الطويلة الامد ضد المحتل وخصوصا الانتفاضة المسلحة (17 م ) بقيادة تاكفاريناس القائد الامازيغي الهارب من الجيش الروماني وبتجربته العسكرية كبد الاستعمار خسائر فادحة باسلوبه حرب العصابات ومع مقتل تاكفاريناس لم تنتهي الثورة الامازيغية ضد المحتل , فقد انجبت الارض الامازيغية ثوارا كثرا قاوموا اكبر جيش استعماري عددا وعدة وفي فترات مختلفة , ومن بين هؤلاء الثوار الاحرار فيرموس الذي قاد الثورة التحررية ضد الرومان سنة 372 ( المروك ) بمؤازرة الدوناتيين , ليصبح المذهب الدوناتي التحرري (نقيض المذهب الكاثوليكي الرسمي لدولة الاحتلال ) هو المهيمن في الجغرافية المحررة وكذا في مناطق اخرى من شمال افريقيا وبالخصوص في الاوساط الشعبية , وبنهاية ثورة فيرموس , ستشتعل ثورة اخرى سنة 385 بقيادة غيلدوس , الجنرال الامازيغي المنشق عن جيش الاحتلال , وما ان تفشل ثورة تحررية الا وان تنتعش مرحلة ثورية جديدة ضد اقوى دولة استعمارية انذاك , و بتوغل الوندال ( 429 ) في المنطقة وحياد ايمازيغن في الحرب الوندالية - الرومانية , الا ان الزمن اظهر حقيقة التوحش الوندالي وبطشه بالاهالي واستعباده , مما اشعل الثورة الشعبية العارمة وخصوصا تحت قيادة القائد الثوري انطالاس , الثورة التي ساهمت بشكل كبير في طرد الوندال من منطقة تونس الحالية وواجهت البزنطيين المحتلين من جديد لبعض المدن الساحلية ومنها قرطاج (533 ) وحاصرهم المقاومون ايمازيغن , حتى بعد القضاء على ثورة انطالاس سنة 548 , لم يستطيع الرومان التوسع خارج قلاعهم في قرطاج وسبته و كان طردهم مما تبقى من المدن المحتلة امر محتوم وتحرير ارض ايمازيغن لم يكن الا مسألة وقت لولا بروز ظروف جديدة اطالت زمن الاحتلال , بالغزو البدوي البربري القادم من ارض الحجاز (647 ) الذي أتخم في القتل والنهب والسبي في المستعمرة الجديدة , ليدرك ايمازيغن انهم امام استعمار متوحش من نوع جديد , وقاوموه ببسالة سواء تحت قيادة كوسلا/ اكسيل قاتل السفاح عقبة ابن نافع , او تحت قيادة تيهيا اول ملكة تدخل التاريخ كقائدة محاربة , انزلت بالجيش البربري البدوي هزائم نكراء , الى ان قتلت غدرا وهي في ساحة الحرب .
لم تنتهي المقاومة الدفاعية الامازيغية بعد مقتلها ولم يختفي ايمازيغن من الوجود بعد الابادة الجماعية والسبي الامازيغي الذي اشار اليه ابن خلدون , فحرب موسى ابن نصير والي القيروان وابن اخيه لوحدهما سبوا 200 الف صبي وصبية ليرسلوا غلمان وجواري الى قصور بني امية والى اسواق النخاسة في دمشق والمدينة ومكة والبصرة.
استمرت المقاومة الامازيغية للدفاع عن الارض والعرض الى ان طرد الاستعمار البربري بعد الانتفاضة المسلحة بقتل الوالي عبيد الله سنة 740 بقيادة مايسرا , الانتفاضة التي شملت كل ربوع ارض ايمازيغن (742 ) لتضع حد للابادة الجماعية والسبي وتحرر ايمازيغن من الاستعمار المتوحش وقيام امارات ومماليك وامبراطوريات محلية مستقلة ومن اشهرها واهمها ( بورغواطة , 744-1058 , الفاطميين ( قبائل كتامة ) 921-1061 , المرابطين 1061-1147 , الموحدين 1147-1269 , المرينيين 1269- 1465 ,الوطاسيين 1465-1554 , السعديين (الدراويش ) 1554-1667 , الحفصيين في تونس 1234-1569 ) , لعبت دورا فاعلا في تاريخ تامازغا وحوض الابيض المتوسط طيلة قرون , كما عرفت المنطقة في هذه الفترات السلمية نموا اقتصاديا وازدهارا ثقافيا وتحسن للاوضاع الاجتماعية .
لم يستطيع الامازيغ الحفاظ على استقلاليتهم وحريتهم والتصدي لموجة بربرية همجية جديدة تمثلت في الاستعمار السلجوقي العثماني ( ليبيا , تونس والجزائر ) في اواسط القرن 16 ويحافظ المروك على استقلاليته على جميع اراضيه حتى اواسط القرن 17 لتسقط حواضره في ايدي عصابات اجرامية عروبية الثقافة , لينقسم المروك بين اراضي مخزنية محتلة وبين اراضي الاهالي المحافظة على استقلاليتها وحريتها .
السياسة الاستعمارية العثمانية او العروبية لم تختلفا في وحشيتهما واضطهادهما للامازيغ قوميا واجتماعيا , مما ولد من انتفاضات اجتماعية وقومية أدت لحتمية اضعاف القوتين الاستعماريتين ومهدت للتدخل الامبريالي الغربي الايطالي في ليبيا والفرنسي في تونس والجزائر وبطلب العصابة العلوية ستتدخل فرنسا ( كان هذا منتظر بعد اتفاقية الجزيرة الخضراء 1905) في المروك لحماية السلطة اللقيطة العروبية الثقافة .
التدخل الاستعماري الاوروبي ( ارومي ) سيواجه بقوة وسيتكبد خسائر فادحة في الارواح والعتاد وخصوصا في المناطق الجبلية والوعرة مثل منطقة لقبايل ومقاومة اهالها بزعامة حفيدة تيهيا القائدة (ثمغاث ) فاضمة نسومر التي الحقت بالاحتلال الفرنسي هزائم متتالية وخسائر كبيرة , وفي جبال الريف هزت المقاومة الشرسة بقيادة الرئيس محند ع. الكريم الخطابي عروش الاستعمار في افريقيا واسيا واجبرت الاحتلال الاسباني بالانسحاب من اغلبية الارض المحتلة , وتوجت بقيام جمهورية الريف (1921-1926 ) , الا ان التحالف الامبريالي - البيدق العروبي اجهض دولة الاستقلال , لكنه لم يفلح في ازالة مشروع الدولة المستقلة من العقل الامازيغي القابع تحت الاحتلال .
انسحب الاستعمار الاوروبي في واسط القرن العشرين ليحل محله الاستعمار الاستطاني العروبي , لتستمر السياسة الاستعمارية القديمة - الجديدة في النهب ثروات ايمازيغن ومصادرة اراضي الافراد والجماعات وممارسة التمييز العرقي والاستلاب الثقافي والتعريب القهري , الذي ابتدأ في العصور القديمة بالتعريب اللغوي المؤسساتي واستمر حتى تحت الاستعمار العثماني والاوروبي لينتهي بالتحول الجنسي ( حسب الاخ بودهان ) والمسخ الهوياتي في القرن العشرين.
ملخص تاريخي يبين استمرارية الوجود الاستعماري في ارض ايمازيغن حتى يومنا هذا , واستمراية النضال الامازيغي التحرري الذي لا ينتهي الا بنهاية العروبة الاستعمارية .
الاستعمار الاستطاني العروبي اهدافه ليس مجرد نهب الثرواة الطبيعية والمواد الاولية واستغلال الاهالي بل استراتيجيته اخطر من ذلك تهدف الى الاستلاء على الارض والاستطان ونشر ثقافة المستطون وتدمير الثقافة المحلية والنتيجة تغيير هوية المستعمر ( فتح الميم ) الى هوية المستعمر ( كسر الميم ) وبالتالي تحويل بلاد ايمازيغن الى بلاد العرب .
لا شرعية للاستعمار الاستطاني العروبي القادم من الحجاز والنجد او ما يسمى بالجزيرة العربية و بغض النظر عن تقدمه او تخلفه وبغض النظر كذلك عن عرقه او دينه , كذا لا شرعية لسياسته الاستعمارية وان اختلفت المبررات والاهداف .
لكل قوم الحق الطبيعي والشرعي في تقرير مصيره بنفسه فوق ارض اجداده و في جغرافيته التاريخية , كما حققت شعوب وامم كثيرة هذا الحق سواء في اواسط القرن المنصرم او في الالفية الجديدة , ويبقى المشروع التحرري الامازيغي ينتظرالجيل المخلص للامة لاعلان اللحظة الحاسمة و الترجمة الميدانية للتحرر من قبضة الاستعمار وبناء الدولة الامازيغية المتحررة و المستقلة مع احترام ثقافات الاقليات الغير امازيغية المقيمة في المجتمع الامازيغي .



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى متى سيبقى الربيع الامازيغي مجرد ذكرى للتاريخ ؟؟؟
- قوانين استبدادية لحماية الله من العقل البشري
- منطقة الريف بين الاستقلال التام والاستقلال الذاتي
- التمييز العنصري ضد المرأة الامازيغية
- الوحدة , الانفصال والاستقلال
- الايديولوجية الدينية اقوى من السلاح الدمار الشامل (النموذج ا ...
- كوردستان وتامازغا , شعوب بدون سيادة ( قضية واحدة وهدف واحد )
- لا حرية ولا سلام و لا تعايش مع تعاليم ّ دين الحق ّ
- مشكل الصحراء المصطنع بين المصالح الاقتصادية والايديولوجية
- الظهير العروبي: اكس ليبان
- المانيا من خليفة كابلان الى شرطة الشريعة
- لعروبيون و الاسلاميون يدمرون ليبيا
- عودة نموذج دولة الارهاب الاسلامي ولو مؤقتا
- ايبولا وكورونا على ابواب المروك
- احياء الحروب المقدسة للعروبة – اسلام
- التقارب والتحالف مع الجماعة الاسلامية العروبية تكتيك خاطئ
- حرية التعبير في ظل هيمنة ثقافة الاستبداد
- الاستلاب الايديولوجي الاسلامي
- حتمية فشل خطط الوحدات الاستعمارية
- ميتافيزيقية ّ الوطن العربي ّ والانصهار القهري للاوطان


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - كوسلا ابشن - بلاد ايمازيغن ارض محتلة (الاستعمار لا يسقط بالتقادم ولا بالمسخ الهوياتي )