بلهلول الكظماوي
الحوار المتمدن-العدد: 1328 - 2005 / 9 / 25 - 13:24
المحور:
كتابات ساخرة
( بغداديات )
مقدّمة :
أستميح القرّاء الكرام عذراً عن بعض العبارات الغير لائقة التي سوف ترد في موضوعي اليوم , حيث إن اختصاصي الذي انتهجه هو البحث في الموروث الشعبي ( التراثي ) العراقي , ويتضمّن هذا الموروث حكم و أمثال مرويّة عن الشارع الشعبي , وهذا لا يخلو من نكت و طرائف و تعليقات لا ذعة قد ترد فيها ألفاظ غليظة أو مخدشة للحياء أو يراها القارئ إنها مخلة بالذوق العام .
أما قصدي من إيرادها فهو للعبرة و الاتّعاظ لمطابقة ما يرد فيها مع الواقع المعاش ليس اكثر , والاّ و أنا بهذا العمر لست بهاوي أو ( غاوي ) بذاءة أو تجريح بقدر انطباق ما ارويه مع الموروث الشعبي على الواقع المعاش في أيامنا العصيبة هذه .
البغداديّة :
خطب أحد شباب عائلة ( بيت شلفاطة ) امرأة احبها , فتمّت اجراءآت الخطبة حسب الأعراف العادات و التقاليد الجارية على احسن ما يرام .
و لمّا حان موعد الدخلة في ليلتها فكان الزفاف و دخل العروسان إلى مخدع الزوجيّة وباشر العروسان عملية الدخلة في فراش الزوجية .
وإذا بالعروس لم تتحمّل قوّة احتضان عريسها لها ففلتت منها ( ظرطة ) اجل الله القارئين و السامعين .
المهم مضى كل شيء على ما يرام تلك الليلة , ولكن ظلّت الخيبة و الخجل من الفضيحة تساور الفتاة العروس , وباتت ليلتها تضرب الأخماس بالأسداس تفتّش عن عذر لعلّه يقيها تلك الفلتة التي أفلتتها .
انتظرت العروس حتى نام زوجها من التعب و الإرهاق فتسلّلت من غرفتها لتجد الطريق مفتوحاً لها حيث أصحاب الدار كلّهم مستغرقون في سبات عميق بعد ليلة صاخبة متعبة .
ذهبت رأساً إلى حيث المطبخ لتجلب منه بيضة تعزل من بياضها الصفار و لتقفل راجعة إلى مخدع الزوجيّة حيث زوجها ( نايم جفي ) مستغرقاً بالنوم على وجهه و قفاه الى الاعلى ,
اتت العروس بصفار البيض لتسكبه على مؤخّرته ( مؤخرة زوجها العريس ) ما بين فتحة شرجه ( اجل الله القارئين و السامعين ) ثم لتخلد إلى النوم مرتاحة البال و الخاطر لأنها صنعت ما يقيها ( التصجيم ) التعيير و الغمز و اللمز من قبل زوجها مستقبلاً بانها قد فلت منها صوت الريح في ليلة الدخلة .
أفاق الزوج المسكين صباح اليوم التالي ليتحسّس شيئاً لزجاً بين طيّات مؤخّرته .
ولمّا وقع نظره بنظر زوجته العروس , آخذت تلاطفه بخبث و دهاء قائلة له :
( ولا يهمّك يا ابن عمّي :
احنه يسمّونه بيت شلفاطه ..... الرجّال خرّاي ... و المره ظرّاطه ( اجلّ الله القارئين و السامعين ).
وألآن عزيزي القارئ الكريم :
ما يدور في منطقتنا العربية اليوم من أحداث أزكمت روائحها النتنة الأنوف و اشمئزّت منها النفوس و اقشعرّت منها الابدان .
1- ابتداءً باللقاء الحميم بين وزيري خارجيتي قطر و إسرائيل ودعوة و زير خارجية قطر هذا المجاهد المناظل , دعوته إلى كافة الدول العربية أن تحذو حذوه و تحسّن علاقتها بإسرائيل , في حال قناته الفضائية ( الجزيرة ) المدعومة و الممولة من اليهودي (ديفيد كمحي ) تدعم و تدعوا للجهاد في العراق ولإبادة الشعب العراقي .
2- و مروراً بالعاهل الأردني , ذلك الملك العربي الهاشمي و قبوله , بل تعهّده للأب الروحي جورج بوش بزيارة اسرائيل و لقائه بعمّه السامي ( ارئيل شارون ) و توقيع اتفاقيات و معاهدات و عقود شرف مع دولة اسرائيل رائدة العالم في الديمقراطية .
هذا الشبل الهاشمي بن ذلك الأسد الذي حمى و احتضن الفريق أول الركن حسين كامل مع ملياراته الثلاث من الدولارات , و المعروف عن حسين كامل انّه صاحب اكبر حرب إبادة جماعية في النجف و كربلاء ابان انتفاضة شعبنا سنة 1991 التي دخلها ليأتي إلى قبر الحسين (ع) و يضع قدمه القذرة على ضريحه الشريف قائلاً له : آنت حسين و أنا حسين فاخرج لي إن كنت قادرا على قتالي .
و اليوم يكرّر شبل ذلك الأسد الهاشمي مليك الأردن الحالي ليحتضن ( حرامي بغداد الجديد ) و المناضل البعثي الأستاذ حازم الشعلان بملياراته الاثنين من الدولارات , هارباً من موقعه في المجلس الوطني الذي فرضه فيه المرحوم ( بول بريمر ) , وليرجع الشعلان إلى المليك الهاشمي طالباً معونة أسياده الأمريكان للدفاع عنه لانه لا يثق بلجنة النزاهة العراقية .
3-أما المشهد الثالث و ليس الأخير , فهو منظر حماتنا الطيبين أبناء بريطانيا العظمى التي ومع الاسف غربت الشمس ليس عن مستعمراتها فحسب , بل حتى عن عاصمتها لندن , منظر هؤلاء الجنود الطيبين وهم لابسين الملابس العربية كي لا يعلم بهم احد انهم يحسنون الينا ( فهم قد تربّوا على إخفاء احسانهم , وعلى صدقة السرّ , و عدم الإعلان عن مسارعتهم بالخيرات خوفاً من الوقوع في الرياء و العياذ بالله ) .
لقد قدم هؤلاء المساكين لإنقاذ اكثر من مائة و خمسين ارهابياً ( عفواً مائة و خمسين مجاحداً ) من موقف الجرائم الكبرى بالبصرة و لما شكت بهم الشرطة العراقية و اعتدوا على كرامتهم و اعتقلتهم بحجة حيازتهم لاجهزة تجسس و عبوات متفجرة , هبّ لنجدتهم احفاد الجنرال مود و السير برسي كوكس و السير ولسن , وببطولة لا متناهية كسروا السجن بدباباتهم ليحرروا المائة والخمسين ارهابياً عفواً المائة والخمسين مجاحداً .
و الكل يعرف آن العراقيين أصحاب مروءة و نخوة و شهامة فارادوا أن يردوا الجميل لهؤلاء الانكليز الأبطال فاستقبلوهم بالحلوى و السكاكر الحجرية الصلبة , كما اشعلوا لاجلهم الالعاب النارية , ولكن للاسف الشديد كما هي العادة دائماًفي الافراح و الاعراس الوطنية تذهب بعض الضحايا نتيجة سوء استخدام هذه اللالعاب النارية فاحرقت لاخوتنا الانكليز ثلاثة دبابات و بضعة أفراد من طواقمها , فلا حول و لا قوة الاّ بالله العلي العظيم .
وألآن عزيزي القارئ الكريم :
بعد هذا السرد البسيط الذي أوردناه لهذه النماذج الثلاث الوارده اعلاه .... ! ألا يحقّ لنا أن نشبّههم بـ ( بيت شلفاطه ) أم لا ...؟.
اترك شرح ذلك و تحليله و الحكم عليه الى القارئ الكريم الذي لا اشك بذكائه و فطنته .
و دمتم لأخيكم : بهلول الكظماوي .
#بلهلول_الكظماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟