أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح2














المزيد.....

من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4742 - 2015 / 3 / 8 - 00:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد أصبح مثلا على الفيلسوف أن يمتلك قاعدة عظمى من وسائل البحث ومناهج التفكير ومفردات أسية وأساسية من علوم أخرى , على أن يعتمد في دراسة أي ظاهرة من خلال الرصيد المتراكم من مفردات تتعلق بها الظاهرة من جهة وبالعلوم التي تنتمي لها من جهة أخرى ,هذا الرصيد مقنن ومفروز ومهيأ أصلا ومتوافر بدرجة كبيرة من الحرية ,مما يعني أن الفلسفة لم تعد بحاجة إلى التجميع والتراكم المعرفي الذهني والبحث العميق بين المصادر.
فقد حررها هذا الخزين المؤرشف والمنمط والممنهج من إشكالية الربط والتواصل والاختيار وأتاح لدارس الفلسفة المزيد من الوقت والكثير من الخيارات والمساحة الواسعة والمهمة في أن يبحث بعمق ورؤية أكثر قدرة على الاكتشاف من ذي قبل ,هنا صار للفلسفة يد أطول لتناول أكثر المواضيع إشكالية بأقل الجهد وبوسعه هائلة وغير مسبوقة من الوسائل.
•كما لم يعد مجديا أن تبقى الفلسفة تدرس الحال وتمارس وعيها الفكري بعيدا عن الواقع وعليها مغادرة معراجها الأسطوري وأن تعود للواقع ليس فقط بالطريق الافتراضي بل بحقيقة أن تعي أن حركة المجتمع كثيرا ما تتسارع بالقاع قبل أن تصل حركتها للأفق المنظور ,الزمن اليوم يتحرك بقوة في الجزئيات وجزئيات الجزئيات التي في تراكمها من أشياء لا مرئية ولا محسوسة لتتحول مع التراكم إلى ظواهر ونزعات وخطوط تماس للصراع بين اللحظة واللحظة القادمة.
هذا الصراع اليوم غير محكوم بدراسة جادة ولم تتناوله الفلسفة بالدراسة أولا كظاهرة جديدة تعلن عن نفسها بالعصر التقني فائق الجزئية والنانوية ولم يسجل له الفكر مثال سابق ,كما لا تتناوله الفلسفة بالدراسة كموضوع ذاتي قابل للفحص والفرز والتقرير وإخضاعه لمنطق أو استنباط منطق مناسب ومتناسب معها ,هذا المنطق هو الذي يبين لنا اتجاهات التجزئة ومسارات حركة الزمن له , هنا لدينا حاجة وضرورة فكرية وفلسفية أكيدة ومهمة لدراسة ظاهرة الجزئية والتجزؤ.
•حاجة الفلسفة اليوم إلى فضاء من الحرية في أستخدم الوسائل وفي تبسيط استخدامها لتكون أكثر التصاقا بمحل الدراسة ,لم تعد تنفع الرطانة والرصانة الكلاسيكية القديمة والتي تمظهرت بها الفلسفة وأفردت لها مكانة مميزة بين العلوم والفنون والمعارف الإنسانية ,هذا القول لا يعني أن تتحول الفلسفة إلى دراسة شعبية ولا تعني أبدا أن نجعلها مادة يمكن تناولها من العامة والخاصة بحد متساو , إنما نعني أن نعطي للفهم الفلسفي مجال للوصول بصورة ما إلى القواعد الفكرية التي كانت ترى فيها نتيجة عدم قدرتها على فهم الموضوع الفلسفي المحاط بهالة من الغموض المتعمد والصرامة الجادة في تغريب المصطلحات والمفاهيم على أنها ترف فكري لا جدوى منه ,على الفلسفة أن تخاطب الإنسان بلغة ذات وجهين الأول ترتقي به فهما وفكرا وثانيا تشعره أنه جزء من هموم الفلسفة وعليه أن ينتمي لها كما هي منتمية له.
الفلسفة اليوم مهتمة أكثر بدراسة وملاحقة الظواهر والنزعات التي تحكم السيرورة الوجودية في محاولة منها للفهم إلا أنها تصبح على كم أخر من الإشكاليات التي نتجت بالأمس وولدت اليوم كم أخر من نفس نمطية الإشكالية التي لم تنهي أصلا من دراستها مما أعيا الكثيرون من ملاحقة ما يجري ,هنا انكشفت عورة الفلسفة وخاصة في المجتمعات التي لم تصحو بعد من تأثيرات صدمة الحداثة والعولمة وما نتج منها وعنها ,وبصورة أقل حدة وإن كانت أكثر تأثيرات في مجتمعات أخرى تجاوزت وانتقلت من هذه المفاهيم إلى موضوع الما بعد.
الفلسفة عليها أنت تنتقل العالم وهي من حيزها القديم ومن مسمياتها وقواعدها وأسسها ومدار الفلك الذي تسير به إلى مدار الما بعدية إلى ما يسمى مدار الاستشراف والسبق والتنبؤ وفهم حركة الزمن في اللحظة القادمة وما بعدها والتحرر من لباسها التقليدي وأن تقترب من الإنسان أكثر وأن تتحول من الصورة الترفيه المتزمتة إلى ساحة العمل الفكري الصانع والخالق للظروف والرؤى والنزعات وسوقها نحو غائية المصير الإنساني أولا والوجودي ثانيا .
وأن تنزل في تشابك وتكامل وتضافر مع بقية المجموعة المعرفية لمواجهة الانهيار الفوضوي للقيم والتطلعات الإنسانية الأساسية والحد من ظاهرة تقنية الشعور الإنساني وفرض العزلة عليه وللحد الأهم والمهم من نزعة جنون الإنسان الذي يسير بسرعة فائقة نحو المجهول الكوني معتمدا على ما جناه من أساسيات التقنية التي منحته قسطا من الراحة لكنها سلبته الكثير مما هو أساسي في وجود الإنسان.
هذا القول لا أظنه تشاؤم ولا ميل نحو التغريب الذاتي إنما هو وصف لواقع حال تشترك به الفلسفة كما يشترك به الإنسان المسحوق تحت عجلة الزمن , قد تكون حاجة مجتمعنا اليوم إلى هذه النظرية أكثر وأمس وأعمق من غيرها من المجتمعات لكن لا ننكر أنها كعموم هم إنساني واحد , وإنها كتشخيص لواقع الفلسفة لم ندع به لوحدنا بل سبقنا إليه الكثيرون .
هناك من نعى الفلسفة أصلا وأعلن موتها وضرورة دفن كل المسميات التي تنتمي لها أو ترتبط بها وهناك من قال بعدم حاجة المجتمع للفلسفة طالما أن الواقع والزمن هما من يصوغا النظرية وأن الإنسان مجرد متلق فقط غير قادر على ممارسة تأثيره الخلاق كالسابق ,الإنسان اليوم هو ضحية الزمن وضحية التقنية وضحية أخلاقيات ما بعد العولمة وعالم الحداثة وما بعد الحداثة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجدانيات ..... أخرى
- المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ...
- المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ...
- هل العقل قادر على ممارسة القيادة الوجودية
- أزمة فكر أم أزمة تفكير ؟.
- القراءة بوصفها هدف
- الإنسان والبصمة الأولى
- بين مفهومي الجنة والنار أو الخير والشر
- مذكرات إنسان في أخر الطريق
- ما نريد من الله ؟. ح1
- أنتصار العقل الإنساني
- مستقبل رأس المال ح2
- مادليون ...مدينة الريح والرماد ح1 .......قصة فصيرة
- مستقبل رأس المال
- المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح2
- المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح1
- فاكهة ممنوعة
- القاعدة الحيوية القابلة لمبدأ التثمير
- الحاجات والمطالب الضرورية وبالتدرج الواقعي
- نظرية رأس المال


المزيد.....




- شاهد ما حدث عندما تم اختراق إشارات مرور في شوارع واشنطن
- طالب لـCNN عن منفذ إطلاق النار بجامعة فلوريدا: طُلب منه مغاد ...
- السعودية: فيديو القبض على 4 يمنيين في مكة والأمن العام يكشف ...
- ماذا يعني منح جائزة DW لحرية الرأي والتعبير لأرملة نافلني؟
- دراسة: الأطعمة فائقة المعالجة تترك بصمتها في دماغك!
- روسيا تسجن صحفيين سابقين في DW بسبب المعارض الراحل نافالني ...
- تهديدات ترامب ورسائل إيران المتضاربة تربك جولة المباحثات الث ...
- المكسيك تسجل أول إصابة بشرية بـ-داء الدودة الحلزونية-
- تونس.. أحكام بالسجن تصل إلى 66 عاما في -قضية التآمر على أمن ...
- شبه جزيرة القرم تحتفل اليوم بانضمامها إلى روسيا


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح2