|
استلاب الوعي و القهر السياسي لنظام بن علي
رضا لاغة
الحوار المتمدن-العدد: 4733 - 2015 / 2 / 27 - 15:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اتّخذ بيان السابع من نوفمبر وجها بديعا في مبتدئ ظهوره فقد بدا و كأنه فرصة مواتية لتخليص الشعب من الحقبة البورقيبية وما انطوت عليه من كبت للحريات و فرض رؤية سياسية شاملة تتباهى بمنجزات رجل التغيير .و لئن كانت هذه المزاعم قد ضللت بعض الأوساط غير المطلعة من أبناء شعبنا فذلك لان الرجل عندما ظهر في شاشة التلفاز التونسية قدم فضائل مطمئنة فيها فيض يتغنى بالحرية و تحرير الإعلام و التداول على السلطة و دعم حركات التحرر وفي مقدمتها فلسطين التي غدت موضوعا شخصيا له ، فالويل كل الويل لمن يدوس على كرامة الشعب. يجب هنا ألا يستهان بدور السوبرنيطيقا التي مورست على العقول و لسوف نكتفي انصياعا لمقتضى الدقة ذكر هالة الاستقطاب المؤسفة التي وجهت وجدان المواطن البسيط و اعتناق عقيدة التغيير . إنهم اليوم يذرفون الدموع على خيبتهم فصخبهم المحموم دفاعا عن صانع التغيير هو لا محالة تدنيــــس و انتهاك للصورة الاعتبارية للمثقف . وقد كان هناك مآثر ثقافية في أوج إشعاعهم تحوّلوا إلى مقاولي سلطة يحشدون الولاء للحزب من بين أشدّ أفراد المجتمع انتهازية فتحولت مناضد المعرفة لتتدارس المبادئ المثلى التي تشعّ من بيان السابع من نوفمبر .و قد رأينا في واقعنا التربوي من أقيل ظلما من التدريس لأنه لم يقرأ البيان على تلاميذه . لم يلبث القديم ، نظام بورقيبة ،أن يثير الأسف لدى عامة الناس و إن كنا ندرك أن الاستبداد هو نتاج علاقة حتمية بين حقبة بورقيبة و بن علي .هذه الحقيقة لم تكن لتخفى على النخب الثقافية ، فمنها من فضل مصالحه على مصالح وطنه و منها من ظل يناضل إلى أن حل الانعتاق ومنها من دجنت طاقاته فأفرط في اللامبالاة. 1 ـ الهيمنة الإعلامية و تشويه المعارضة إن استنطاق الجانب المسكوت الذي وسم حقبة بن علي يفرض علينا الاعتراف بالمنظور الثقافي التافه الذي تضافر لتكريس القهر الدعائي حول انجازات السابع من نوفمبر فدفعت أموال طائلة للتعبير عن العبث النوفمبري و اعتماده كبراد يقم لدولة الحداثة فانتصر الأدب و القصة لبن علي فطبعت الكتــــــــب و نشرت الصحف و تربع على الإعلام عند نشر الخبر و زوّقت المحلات و الإدارات بصوره ذات المغزى العميق . باختصار كانت الحبكة الدرامية تمثل مرورا من ثقافة الاختلاف إلى ثقافة سردية البطل الملحمي. و ما يهمّنا هنا هو تحليل آثار المصادر المقحمة في الإعلام كوعاء معرفي يبث خطابا قادرا على تمثيل معنى معاكس للتعددية و الاختلاف و الديمقراطية لأنه يعتمد ذات الرؤية المطلقة التي تؤدي إلى مزيد تهميش إرادة الشعب . هذا التداعي أفرز عالما شديد الهشاشة تتكشف فيه عدمية سياسة بن علي ومن أجل تفريغ وتيرة المعارضة تأسست أكاديمية لتكوين كوادر تجمعية يقوم خطابهم على توجيه سلسلة من الأماني التي تساور كل مواطن عن طريق المطويّات أو النشريات أو الملتقيات الفاخرة في النزل أو وحدات الإنتاج الصوتي أو البث الفضائي لقناة 21 ... و حين انتهت المدة الرئاسية ناشد الشعب و باسم الثورة أن يمدد للرئيس دورة ثانية ، فالشعب أعطى ثقته للرئيس المفدى فمن يجرؤ على أن يصادر حق الشعب . ومن اليسير أن نتعرف على الآراء المذهبية التي ضمّنها أبناء التجمع حول استمرار بن علي في السلطة ، فهو الصانع الذي جاء لتخليص النفوس من الغبن و الحيف السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي.إن من يأتلف مع انجازات السابع يمسي عاجزا أن يذيع تبرّمه في اقتضاء ملكوت بن علي إلى الأبد. فهو الخلاص وهو الرجاء الذي يرفع الشعب إلى مصير أفضل. هذه النزعة النوفمبرية و بكل ما يخالطها من قهر دعائي تحولت إلى ما يشبه الربوبية السياسية المؤهلة لتخطي أخطار الأزمنة الحديثة (الفقر،البطالة،الرشوة). وإننا لنذكر التعليل المجسّم في شكل هبات رئاسية من قبيل منح منازل للمعوزين و إدخال الماء الصالح للشراب في المناطق النائية أو الكهرباء أو التبرع بحافلات لغرض العناية بالشباب مع الحرص على تدوين عبارة هدية رئيس الجهورية على الواجهة؛ فصرنا نشاهد في كل الأمكنة خصوبة التغيير التي ليس لها من غاية سوى الخير البشري الأعظم ،فابتكرت صندوق 26/26 راية الوفاق الوطني الممكن لا بين أبناء تونس فحسب و إنما بين الإنسانية قاطبة. ولكي تبقى الوشائج موصولة بين أبناء الشعب، تحول التجمع إلى رؤية شاملة تنعقد أواصرها من كل الأجيال و تتناظم وفق تسلسل هرمي يلوذ فيه المتطفل و الانتهازي و المنافق و الجبان و الفاســــــــق و الماجن ... و قد تولّدت من هذا التمازج وحدة عجيبة تكدّس جميع الفضائل حول بن علي و منهم من يستدل بالتاريخ فزهد الرجل للحكم شاهد فما كان له أن يتعاقب طوال هذه السنين لولا مشيئة الشعب . إنه قبل تصديقا للواجب الذي منحه له الشعب ، فما اعتاد تسفيه رعيته .إنه المتكلف لتلبية نداء القدر الذي اصطفاه للعناية بالشعب .أو يدع أن تؤدى هذه القدرية بعلة غيره ! كيف له أن يتحاشى أنظار الشعب وهو يستصرخه خوفا من قبضة الفاقة. لنا أن نتصور كم سيكون شاقا على الرجل أن يلوح الاستبداد و يتأذى الشعب و لا يحامي عن غبطته و تحرره. كيف لا وقد نصب نفسه أمينا على الشعب. وقد يطيب له أن يلجأ إلى الغلظة التي تمتص مخالفة إرادة الشعب فيسعى لانتزاع الشفاء ممن ذاع صيته في المعارضة فجميعهم تعساء أشقياء و للدواء العنيف فوائده فاهتدى إلى التقيد بمنابر الوعظ فقيّض الإعلام لتوكيد التضامن ضمن مقالة تنصص على أن تحقق نزاهة النية يستلزم طاعة صانع التغيير. فكان ذاك عبارة عن ميثاق عظيم يرجم كل طائفة تفتعل قضايا توتر السلم المدني في البلاد . و تثبيتا لاستحقاقات التغيير لا مناص من سن التشريعات لتعاقب بلا هوادة من يتهاون في إشهار الطاعة .إن جواز حدوث ذلك هو تدنيس لما يمليه النظام الجمهوري فنصّبت المحاكم بغير رابط أخلاقي فمزّقت أوصال من اصطنعوا عوالم مغايرة بمعزل عن خطيئة التغيير . انتشرت الاعتقالات و المحاكم التي حامت كلها حول شبهة الإرهاب فسطّر في الخطاب الإعلامي أن أخلاق الشدّة مع هؤلاء الشراذم هو شفاء و مناعة لتونس. إن هذا الفكر الاحتفالي كان متوثبا لتعطيل الثقافة المقترنة بالرفض في رمزيتها ضمن منطق يعتمد المواجهة و التحدي و سلطة ينهمر منها وعي يلهج بالكراهية لكل طموح يهدم أحلام التغيير . فما عدنا في حاجة إلى الضحك إلا خلسة. و رغم احتفالية مواسم السابع من نوفمبر قصد صناعة الفرجة فان الحبكة الضارية التي استضاءت أدب التغيير وطّنت الخوف في النفوس فانتشر جو تأثيره اقترب على نحو مطرد من عامة الناس يصادر الالتحام بين فئات الشعب و ذلك لخطورة التجمهر. يمكن لكل منا أن يتلذّذ بالمتستّر المحظور بداخله ؛ أما أن يهب ضحكه و حيرته القاسية التي يفوح منها العزم على التحدي علنا فان كلابا وديعة تحمله إلى الزنزانة و تطعمه اشد ألوان العذاب . و الحق يقال أن أقبية السجون قد غصت بالشباب و لست ادري الإحزان الأليمة و الطراز الجنائزي الذي برع فيه قوم لا يتورعون بالتضحية في سبيل الوطن بسرقة حياة و سعادة العذارى من الشباب. وقد وصلتنا أنباء متلاحقة عن مجــــــــموعة جرجيس و قبلي، و... وزعت أقدارهم بأمر من قضاء لم يصن حرمتهم وتطلعت شهيته لان يكون سلاحا بلاغيا لإعلام إبليسي ينتقم من فرائس صاحب كل فكر مضاد . و الأهم من هذا كله أننا في هذه الفترة كنا نكافح بعذاباتنا في فضاءات ممكنة فتألفت موزاييك فريدة تضمنت توافقا متنوعا داخل الاتحاد العام التونسي للشغل بين ذوات تحمل غليانا متأصلا لتخطي الحدود التي فرضها نظـــــام بن علي و العبور نحو عالم آخر عجز عن إنتاجه .و لن يغيب عن اهتمامنا مناقشة هذه الفكرة بطريقة تبسيطية تسهل عليــنا فيما بعد رصد منشـــأ التمويه بين مفهـــــوم التحزب أو التمذهب السياسي لدى إخوة نقابيين و المعالجة الأمنية التي يراد أن يسلكها الاتحاد بوصفه تحول إلى فضاء يؤم اللاجئين السياسيين .لذلك فإننا نرى أن ارتهان الاتحاد للمطلبية الضيقة و التفاوض عبر سلطة الوساطة هو توخّي لمنهج محافظ يطمح إلى تدجين المنظمة ؛ وهنا مكمن الفشل الذي مني به نظام بن علي وهو ما سنفصل القول فيه لاحقا . 2 ـ الاستبداد و شبقية المال الحرام تتحدد مصائر البشر بما يبدونه من ميل مجبول على الفداء و البذل من أجل كسب الرزق الحلال فالاغتناء بما يتنافى مع العقيدة ضلال و بهتان .تلكم هي الفضائل الخلقية التي ينبغي أن يعلن الإنسان العربي اقتياده بها. و من يجرّ نفسه إلى شهوة متاجرة الضمائر أمسى معبودا للمحرّم .وقد لا نخطئ إن قلنا أن العقلية الذرائعية غدت موصولة بتعاليم سياسية لعائلة الطرابلسية التي طأطأ لها الغني والفقير ،النبيل و الشحاذ ،القاضي و المتهم ،المعلم و الملاح ...و الأرجح أن الرّداء يتّسع لكل من يسخّر جهده لمعاضدة سؤددها؛ فأضحى تيارا فتك فيه الغوغاء بالمثقف و العالم و التاجر و الوطني فاشتهر أجهل الناس و أحاطت بهم أرهاط متحذلقة في الملاعب الرياضية و الحرم الجامعي و المنتزهات. و كان جدلهم مقتضبا حول الإصلاح و التنمية المستدامة و التشغيل. و بسبب المال المنهوب والنفوذ الماكر اتضحت ملامحهم ذات الشكل المهيب و صرامة التعبير ؛ فأضحى الحديث في البيت و المدرسة والشارع يدور حول شخصيات مكتنزة بالمال .و إن كنا نعجز أن نعلل مصدر هوس هذا الثراء وفق نسب إحصائية دقيقة فيمكننا أن نتساءل : لماذا وقع التفريط في مؤسسات عمومية وطنية ذات إنتاجية عالية و بمعلوم بخس من ذلك معمل الاسمنت بقابس و المولّد الكهربائي براد س و الاتصالات ...؟ هل أضيفت معا ليمها إلى الميزانية أم أنها نهبت و ألحقت بأرصدة للحساب الخاص ؟هل ثمة متابعة شفافة و أمينة على الأموال المنزوعة قسرا من المواطنين بحجة التضامن الوطني ؟ إن أكبر مصادر التهديد التي تتربص بشعبنا هي أن نبيع الوطن و مقدراته بدوافع مصطنعة تروّج للعالم الذي غدا شبيها بقرية صغيرة يحيا فيها مواطنا عالميا مستقلاّ بذاته يزدري كل ما هو عتيق كالوطــــــنية و القومية و الإنسانية و لكنه على ماله حقيق أمين فهو أوثق له من أسرته و فلذة الكبد. هكذا غرق عامة الناس حيال ديانة كاذبة سنتعرف في خلاصة مقتضبة على قيمها الكريهة و أبرزها الرشوة و الاحتيال . عرف د- أكرم زيدان الرشوة بأنها " مرض اجتماعي لا تبيحه الأعراف الدينية أو الأخلاقية " . و تعني اصطلاحا المصانعة و الرياء و المحاباة .إنها سلوك بغيض دوافعه إبطال حق أو إحقاق باطل .وفي محاولة لتبويب البواعث النفسية و الاجتماعية لسلوك الرشوة يستعرض الكاتب أربعة أسباب: _ نقص فرص الاختيار و الوسائل المشروعة لتحقيق الأهداف . _ اللا معيارية و اضطراب نسق القيم . _ الافتقار إلى الضمير المهني. _ عدم فهم الدلالة الأخلاقية للعمل . لو سحبنا هذه المعاني مجتمعة في حقبة بن علي لوجدنا أننا نعيش بحق أزمة أخلاقية خانقة لها ما يبررها .و لعل أقوى عامل تجفيف المنابع و الحملة العشواء على الدين . فأوصدت المساجد و حذفت السيرة النبوية الشريفة من البرامج التعليمية فأضحى" الكوارجي" النموذج الإرشادي الذي تحاكيه الناشئة ، فظهر الجشع بدل القناعة و الانتهازية عوض التعفف و الفردية محل الغيرية . ينتهي المؤلف إلى حقيقة مفادها أن سلوك الرشوة يفضي إلى تشويه الوعي القيمي "فوعي المرتشي لا وعي فيه والقيم لديه لا قيمة لها " . هذه الحقيقة الجليّة يمكن معاينتها إذا ما تفحصنا قطاع التعليم ، رمز القيم ، و كيف تحوّل إلى بؤرة لتدافع المرتشين للحصول على انتداب يكلّف ألاف الدنانير من وراء ستارة "الكابس" التي حفّزت همّة الارتزاق؛ فلم يعد خافيا على أحد أن الوسيط كفّارة ذنب تنهش أجور أولياء ارتموا عنوة في فخاخ اللعب العشوائي فاقترضوا المال و ثابروا في الإلحاح على الراشي اجتنابا للخصومة . وعرفنا مما يحكى لــــــؤم البعض و حوادث مؤلمة للغفّل من بسطاء الناس الذين لاموا حظّهم العاثر الذي أوقعهم في شـــراك من لا يرحم . و ثمة من لفظ أنفاسه قهرا و حسرة . و على العكس من ذلك يشيع تعاظم تــــرف و رخاء أرباب الرشوة من الطرابلسية ومن لف لفّهم فملئت خزائنهم وأفرغت خزائن الدولة و أضحى كل مستثمر عرضة للابــتزاز و كثر تغريم النزهاء منهم فيضطرون إما إلى الهجرة أو التواطؤ اجـــــــتنابا للانتقام .و لكم أن تتصوّروا أيّها الأحبّة أننا لا ندرك ما نحتاجه في الذهن من عبارات لنرسم شظف الحياة العارم الذي جلبته عصابة الطرابلسية حتى أن مصير الشعب برمّته صار يتحدد تبعا لأهوائها . لقد تحوّلت العصابات المفيوزية إلى عقبة فعلية في وجه التنمية و الرقي الأخلاقي والسلم المدني .و إني أستطيع أن أقول أن أفعال الناس بلغت حدا من الإثارة فلاذوا بأعدائهم الذين داسوهم بأقدامهم حتى كادوا يهلكوا من بربريتهم . لقد أضحت تونس بلد المظلومين و المعدمين لا يجدي معــها أي إصــــلاح ، فالشعــب أنهكـه الجــــــوع و الضرائب تؤخذ منه عنوة و عواطف الانتقام تدفعه إلى ملاعب الكرة حيث الطبول التي تحرّك مباهجه على النسيان . و ما أعظم سروره حين يكون مع حاشية الفريق التي تدرّ عليه العطف فتشحن فيه زوائد الإثارة العصبية. ومن أراد أن يذكر ما أشتهر به خيالنا السياسي سيجد أن بئس القوم هم ساستنا . فهم لا يتناهون عن منكر إلا و فعلوه و يمتدحون اقتدارهم و لا يعجبهم في إسناد المناصب إلا الصم و العميان و من كان أكثر الناس ذيوعا في الحماقة و كراهية للعلم و المعرفة ،عدى أزلام من المثقفين الذين طعــــــــــموا التملق فيكذبون و يزوّرون بصفاقة لا يضاهيها صفاقة أي صفيق . و على الأرجح أنهم اليوم قد ذاقوا و بال أمرهم ؛ فمنهم نادم منكسر و منهم عدو يحارب ضد الثورة عسى أن يدبّ العنف و تنتشر الفوضى . و ما يبعث الراحة في النفوس أن هناك نخب ثقافية استحقت التبجيل و التقدير فلم تتوان عن إعلان سخطها مما يكتنف الواقع من قمع و فساد مالي و سياسي . و لو أننا انتهجنا أقصر السبل لتوصيف الحالة التي تردى فيها شعبنا لقلنا إن الجريمة ملاطــــــفة مـؤسفة و الشتم الجارح حلم ما دام لم يهلك ضحيته . فأنت تستطيع أن تقتل خصمك اللدود و حين تسأل ، تحرّر برهان براءتك بشعوذة المال فتنتقل حمى الانتقام إلى الضحية الذي يستحق سخطا مضادا . المهم ألا يترك الجاني بدون عقاب .هكذا كان القضاء حصنا يتنعم منه من كان نسبه و مبلغ علمه مدفونا في أرض مجهولة ،فتجسد في عهد بن علي ما لا يتجسد من خسة جمعت بين عنف عصابي وجهل لا تؤتمن عواقبه . و سوف يبقى سلطان هذه الظاهرة عصيا على الفهم فلا ندري كيف اجتمعت هكذا تناقضات في زمن ليست السياسة فيه سوى طريدة يضاجعها اللئام . و ما يشوقنا بعد الثورة هو أن نعرف مساحة الحرية التي يمكن أن تسبح فيها الأنا في طريق بناء غيرية راشدة نحبها و نألف وجودها في صراع حافل بعطر التسامح و الوفاق لتكون عراقة دم الشهداء لها معنى، إيقاعاته زهو بالتحرر و الانعتاق . المراجع: *سلوكيّة المال الحرام، الفصل الخامس ، سلسلة عالم المعرفة *نفس المصدر ص70
#رضا_لاغة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطريق من الجريمة إلى الأنثروبولوجيا
-
الحرب: أزمة قيم أم أنثروبولوجيا؟
-
التصوف تحت مجهر علم النفس خال ينمّ عن عقدة بلوغ أوج القمّة
-
الإرهاب و الثورة : أزمة عصر أم ميلاد عصر جديد؟
-
نوابض خفيّة للصورة
المزيد.....
-
مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-.
...
-
إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
-
صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق
...
-
الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف
...
-
سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
-
ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي
...
-
مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا
...
-
أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
-
كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|