أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الأردن و -داعش-















المزيد.....

الأردن و -داعش-


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4717 - 2015 / 2 / 11 - 23:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




داعش" لم تكن طفرة في المجتمعات العربية او وليدة صدفة او لحظة عابرة،"داعش" وليدة بيئة بترودولاريه وفرت لها كل مقومات الوجود والنمو والتطور والتطرف لعشرات السنين...... "داعش" نمت في صحراء البداوة،وتغذت على فكر ابن تيمية التكفيري،أموال النفط المغدقة عليها وحرية العمل الممنوحة لها،جعلتها تقيم بنية تحتية واسعة من المؤسسات الإغاثية والتعليمية والإجتماعية والدينية،ناهيك عن قنوات ووسائل الإعلام التي تم توظيفها وإنشاءها لخدمة هذا الفكر،حيث جرت صياغة المناهج التعليمية والتربوية في اكثر من بلد عربي ودولة خليجية وفق فكر ابن تيمية الوهابي التكفيري،وهذا الفكر كان ينتقل الى المشرق العربي من خلال العاملين في دول الخليج العربي،أيام الطفرة والوفرة النفطية والعائدين من هناك متخمين بالمال النفطي والفكر التكفيري،يضاف لذلك غض الدولة في الأردن النظر عن انشطتهم في المساجد والمدارس والجامعات،والتي أصبحت بمثابة المفرخة والدفيئات لحملة ودعاة هذا الفكر في وجه دعاة المشروع الوطني والقومي والليبرالي،وتم توظيف تلك الجماعات من أجل بث الرعب والتخويف بين الناس،لكي يتم حرف انظارهم عن الهموم والمشاكل الأساسية من جوع وفقر وبطالة وغياب للحريات ومأسسة للفساد وتدهور الأوضاع الإقتصادية والمعيشية،وشيئا فشيئاً بفعل البترودلاور وما تتلقاه تلك الجماعات من دعم وتمويل،وفي ظل غياب رد الفعل من قبل دعاة النهج الوطني والقومي من ساسة ومفكرين واعلاميين وكتاب وأدباء، بدا المشهد يكتسي سيطرة لهذه الجماعات التكفيرية على الوعي العام.
ولكن الجماعات الإرهابية والتكفيرية،يصعب السيطرة عليها،وتشب على طوق من يربونها ويحتضنونها،كما حصل في القاعدة وجماعات العرب الأفغان الذين وظفتهم أمريكا وعربان مشايخ النفط والكاز الخليجي لضرب الوجود السوفياتي الشيوعي في أفغانستان،حيث انقلب السحر على الساحر و"داعش" وغيرها من المسميات المنتمية لنفس المنبت والجسم من قاعدة ولدت من رحمها "داعش" و"جبهة نصرة" و"جيش الإسلام" المستولدين من "الجبهة الإسلامية" جرى توظيفها من اكثر من طرف عربي وإقليمي ودولي،لكل اهدافه ومصالحه من هذا التوظيف،وإن كانت جميعها تلتقي حول تدمير وتفكيك حوامل المشروع القومي العربي في مفاصله الأساسية كدول مدنية وجيوش وطنية (العراق،سوريا ومصر).
"داعش" أصبحت تشكل تحدي علني للنظام الأردني وسياسته في الجنوب الأردني على وجه الخصوص،وأصبحت تحاول فرض سيطرتها على الوعي العام،وبالذات بين وفي اوساط الشباب وفي المؤسسات التعليمية ودور العبادة والمساجد وحلقات الذكر والدروشة وغيرها.

"داعش" إرتكبت جريمتها الدنيئة والخارجة عن كل القيم والمعايير والتقاليد التي لها علاقة بالإنسانية والبشرية،وقتلت الطيار الأردني الكساسبة حرقاً وهو حي،وجاءت تلك الجريمة التي ما زلنا نرى بأن النظام الأردني يتحمل مسؤولية في حصولها،كونه رعى ويرعى مثل تلك الجماعات الإرهابية،ويسمح بمرورها وعبورها الى سوريا،ويوفر لها الدعم اللوجستي وتدير عملياتها في الشام من خلال غرفة عمليات موجودة في الأردن.
النظام وظف تلك الجريمة البشعة من أجل تحقيق جملة من الأهداف، الخادمة له ولسياساته،فهو يوظف تلك العملية من أجل تعزيز مشروعية دوره في خدمة السياسة الأمريكية،تهيئة الشباب الأردني من اجل الإنخراط في مشروع ما يسمى بالتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب،والتمهيد للمشاركة في الحرب البرية على الإرهاب في العراق وسوريا،في جيش ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية،وقوده الجيوش العربية منها الجيش الأردني،وهناك هدف آخر هو طمس وإسكات أية أصوات وطنية وقومية أردنية تعترض على الإنخراط الأردني في المشروع الأمريكي لمحاربة الإرهاب،بإتهامها بالتخوين وعدم المسؤولية،فهي لا تريد الثأر من "داعش" على جريمتها بقتل الطيار الأردني الكساسبة،أي كلمة حق يراد بها باطل،فالأردن المعني بمحاربة الإرهاب،لا يعقل ان يحارب"داعش" في شرق سوريا والعراق،ويدعم ما يسمى بالنصرة في جنوب سوريا،وانخراط الأردن في المشروع الأمريكي للحرب على داعش،لا يحقق مصلحة لا الأردن ولا الأمة العربية،بل يحقق المصلحة الأمريكية اولاً قبل أي شيء آخر،ومثل هذه المشاركة في الحرب البرية،قد تعمل على تفسيخ وزعزعة الإستقرار في الأردن،وهناك رغبة أمريكية في إضعاف الجيش الأردني،لأهداف لها علاقة بشق الوحدة الوطنية والمجتمعية في الأردن،تمهيداً لتنفيذ مشروع الوطن البديل،الذي يطرحه أقطاب الحكومة الإسرائيلية الحالية من قوى اليمين الصهيوني المتطرف،معتقدين بأن انهيار الحالة العربية ودخولها في حروب وصراعات مذهبية وأثنية،وكذلك تعطل الإرادة الدولية،قد تمكنهم من فرض مشروعهم للوطن البديل.

على الأردن أن يدرك بأنه سيدفع ثمن سياساته الخاطئة غالياً،وخصوصاً اذا ما انخرط في ما يسمى بالمشروع الأمريكي – الدولي لمحاربة الإرهاب،فهذه التحالفات قامت ليس من أجل محاربة الإرهاب،بل من أجل دعم هذا الإرهاب وتسعير نيرانه في سوريا والعراق ومصر وحتى الأردن نفسها،فهناك مشروع سياسي أمريكي للمنطقة عنوانه التفتيت والتفكيك وإعادة التركيب على أساس دويلات هشه مذهبية وطائفية،ومحاربة الأردن للإرهاب الحقيقية ومصلحته توجد في الإصطفاف الى جانب سوريا وجيشها الذين يحاربون الإرهاب حقيقة ويدفعون ثمن ذلك دماً وتضحيات وخسائر كبيرة في إقتصادهم وبنيتهم التحتية ومقومات وجودهم،وأنه لا إجتثاث للإرهاب تحت المظلة الأميركية،تلك المظلة التي تدعم إرهاب الدولة الصهيونية المنظم ضد الشعب الفلسطيني والأمة العربية.
واضح ان هناك من مشيخات النفط والكاز وبالتحديد السعودية من يريدون توريط الأردن في الحرب البرية،في إطار حقدهم على النظام السوري،النظام الذي وصفهم بعد الحرب العدوانية على حزب الله والمقاومة اللبنانية في تموز/2006 بأشباه الرجال،وهذا ما نلمسه في كتابات الراشد والحميد والخاشقجي في جريدة الشرق الوسط السعودية،فالذين يقولون للأردن بأن طريقه الى داعش تمر عبر بشار،يريدون أن يأخذوا الأردن الى طريق صعب محفوف بالمخاطر،قد يدفع الأردن ثمنها وحدته الوطنية والمجتمعية وإستقراره.
القدس المحتلة – فلسطين

11/2/205
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسقاط الطائرة الأردنية وحرق الطيار الأردني مخطط مدروس
- هل حسمت حماس تأرجحها..؟؟
- عقلية واحدة حرقت الشهيدين أبو خضير والكساسبة
- -داعش- تتغول في الإرهاب
- هل يجد الإرهابيون أنفسهم في بطالة ..؟؟
- هل وصلت رسائل السيد حسن نصر الله..؟؟
- عملية شبعا رد.....أم بداية رد.....؟؟
- القنيطرة والرد...بسيط إستراتيجي وفتاك
- السعودية ما بعد الملك عبد الله ..؟؟
- سماحة الشيخ حسن نصر الله وضوح في الموق وثبات على المبادىء
- غزة إما معالجة بحكمة....أو إنفجار مدمر
- في جريمة صحيفة شارلي ايبدو -أصابع اسرائيلية- خفية
- اسرائيل وتفكيك السلطة الفلسطينية
- أطفال غزة وسوريا ضحايا الحصار والإنقسام والكاز العربي
- المقدسيون والعام الجديد
- ما بعد الفشل..؟؟
- لماذا يستهدف جبل المكبر...؟؟
- حصاد عام مضى
- حماس....والمصالحة المصرية -القطرية
- القدس تغيب عن القرار الفلسطيني- العربي في مجلس الأمن


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الأردن و -داعش-