|
أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل الثامن
أفنان القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 - 11:44
المحور:
الادب والفن
عندما علمت بمقدم أبي بكر الآشي إلى الإيسكوريال، فهمت لماذا أراد الكاردينال ريفيرا إبعادي عن المكتبة، لئلا ألتقي بالطبيب الخاص للملك، العلامة العالم الفلكي والفيلسوف الذائع الصيت، وليحول دون كشفي له عن أسرار الدير التي وقفت عليها، لكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن. بعد ساعة من وصول أبي بكر الآشي، أرسل أحد مساعديه ليعلمني أن بوده لو أحضر إلى الشقق الملكية. لم أكن أستطيع ترك آميديه الذي كان يموت بين ذراعيّ، فالحمى تلتهمه، والدواء لا يفعل أي أثر فيه. عرضت الحالة اليائسة لطالبي، واعتذرت عن عدم الاستجابة لهذه الدعوة، فتأثر مبعوث أبي بكر تأثرًا كبيرًا، وغادرني مضطربًا. لم يمض كبير وقت حتى وصلتني ضجة في الرواق، فإذا بالكاردينال ريفيرا يفتح الباب على مصراعيه، ليدخل رجل طويل القامة وسيم الطلعة، ومن أمامه فتاة في العشرين من العمر كالقمر في حسنها، تبعهما مبعوث أبي بكر الذي يحمل عدة طبية، وطبيب الدير، وعدد كبير من الحرس لم تسعهم غرفة آميديه، فاضطر قسم منهم إلى البقاء في الرواق. عرفت، بالطبع، في الرجل الوسيم الطويل أبا بكر الآشي، كانت لنا بعض الملامح المشتركة كالصلع في بدايته، والأنف في طوله، أو العينين في وهنهما. اتجه مباشرة إلى سرير آميديه دون أن ينظر إليّ، أخرج سماعته، وراح يفحصه فحصًا دقيقًا. نظر إلى الأدوية المفروشة على الطاولة الصغيرة، وبدافع الغضب، ضرب بها الجدار. طلب من رجاله أن يوقفوا الطبيب، ثم توجه إلى الكاردينال ريفيرا: - هذا الشاب على وشك الموت، بسبب دواء أعطاه طبيب الدير، ونيافتك لا يعلم بذلك! - كيف لي أن أعلم بذلك، تلعثم الكاردينال، وأنا لا أعرف الفرق بين الأسبرو والأسبرين؟ تدخلت الفتاة: - ليس الوقت للدعابة، أيها الكاردينال! هناك خطأ كبير في التشخيص تم ارتكابه، وهو ليس وليد صدفة، يجب معرفة من هم المسؤولون عنه. غمغم الكاردينال ريفيرا: - تحت أمر سموك! تحت أمر سموك! الآن، عرفت في شخصية الفتاة الأميرة إيزابيل، كبرى بنات عاهل البلاد. - اترك هذا المكان في الحال، أيها الكاردينال! أَمَرَتْ، ودع من يفرق بين السُّم والسُّمِين معالجة هذا المريض المسكين. همهم الكاردينال ريفيرا دون توقف: - تحت أمر سموك! تحت أمر سموك! تحت أمر سموك! خلال ذلك، كتب أبو بكر الآشي وصفته، ونادى على مبعوثه: - أنطونيو! - أمر سعادتك! - احضر لي هذه الأدوية! طلب من كل الحاضرين الخروج، باستثناء سمو الأميرة إيزابيل. أردت الخروج بدوري، فاستبقاني: - ابق، بروفسور! معونة سمو الأميرة لا تكفيني. أذعنت. - أطلب منكما، سمو الأميرة إيزابيل وأنت، أن تمسكاه من ذراعيه، وتمنعاه من التحرك. نفذنا ما طلب، وهو يخرج مشرطًا من عدته: - للتخفيف من حُمَّاه، يجب فصده من أذنيه. وفعل، فأطلقت الأميرة إيزابيل صراخات حادة، وهي تغمض عينيها، وتدير رأسها. انتفض آميديه، وأنا أسنده بكل قواي، كي أبقيه ساكنًا. - بإمكانكما تركه الآن، قال الطبيب العلامة، وهو يمسح الدم بالقطن. رجوت سمو الأميرة أن تجلس، بينما عاد أبو بكر إلى فحص آميديه، وجس نبضه. سألتني الأميرة إيزابيل، وهي تأخذ مكانًا: - ما اسمه، طالبك؟ - آميديه. - منذ عدة أيام، وآميديه على هذه الحال، ولم تفعل شيئًا! - الحقيقة... وتوقفتُ على أبي بكر الذي اتجه نحو المغسلة ليبلل الكمادة. - الحقيقة لم يكن بإمكاني أن أفعل غير انتظار معجزة تنقذ آميديه، قلت معترفًا بعجزي، والحمد لله، مجيئكم المعجزة التي انتظرت. فرش أبو بكر الآشي الكمادة على جبين آميديه، وهو يصغي إليّ بانتباه شديد. - لقد أجبروني على تركه هنا ريثما يتعافى، أوضحتُ، غير أنهم بدلاً من أن يعملوا على علاجه عملوا قليلاً قليلاً على قتله. تقدم أبو بكر الآشي مني، وسأل بنبرة قوية: - من هو هذا الشاب؟ لماذا يريدون قتله؟ من هم أولئك؟ - هذا الشاب هو طالبي، سنيور أبو بكر. - أعرف أنه طالبك، بروفسور! لقد وصل خبر بحثك عن الشعر المدنس إلى رحاب القصر، وحيى جلالة الملك، حفيد ألفونس دوبوربون، مثل هذه المبادرة. وأنا تجدني هنا بفضلك واستلهامًا منك، من أجل مشروع آخر سنتحدث عنه فيما بعد. في الوقت الحاضر، أريد أن أعرف من ينوي قتل طالبك ولماذا؟ تدخلت الأميرة إيزابيل، وهي ترى مدى ارتباكي وقلقي على آميديه الذي عاد يئن: - لنترك كل هذا إلى وقت آخر، سنيور أبو بكر! لدى الأستاذ حتمًا الكثير مما يحكيه لنا، واعتبارًا للظروف، من الأفضل تأجيل كل هذا إلى ما بعد. أراحني تدخل الأميرة إيزابيل للغاية. بالفعل، كانت الظروف لا تسمح بشرح طويل، فأرسلت إليها ابتسامة شكر وعرفان حادت عنها بعينيها إلى آميديه. فجأة، تبدلت نبرة أبي بكر من نبرة الآمر إلى نبرة المأمور: - تحت أمر سموك! وفي الوقت ذاته، فتح أنطونيو الباب، وكأنه لم يفتحه، ودخل بكيس الأدوية والإبر، وكأنه لم يدخل. أعطاه لأبي بكر الذي سارع إلى إخراج إبرة ضربها في ذراع آميديه. أفرغت الأميرة ظرف الأدوية، ووضعتها على الطاولة الصغيرة. وتبعًا لتعليمات النطاسي الشهير، ألقمت آميديه، الغائب عن الوعي دومًا، عددًا من الجرعات. بإشارة من أبي بكر، أعاد أنطونيو ترطيب الكمادة، فأخذتها سمو الأميرة، ووضعتها على جبين المريض. جَلَسَتْ على طرف السرير، وبقيت هكذا، وهي تنظر إليه دون أن ترفع عنه عينيها. أخذ أبو بكر الآشي يعقّب على حالته: - في البداية، بروفسور، كانت لطالبك حمى لا فيروس لها، إلا إذا اعتبرنا الصدمة النفسية كفيروس افتراضي، سأسمح لنفسي بهذا التعبير. حقًا، هو فيروس غير عضوي، لكنه أخطر من تلك الجسيمات التي تجد لها ملجأ في جسم الإنسان، هذا الجسم ساحة مفتوحة هو، قابل للاختراق في أي مكان وفي أي وقت. وفي حالة الحمى التي تعقب الصدمة، لا شيء أفضل من الفصد، فهي تغادر مع التفجر. هذا ما مارسته بشكل متأخر بعض الشيء، مع الأسف، فطبيب الدير قد أعطى المريض أدوية لا علاقة لها بمعالجة الحمى التي يقال عنها "نفسية"، حتى ولا تلك العضوية. على العكس، تلك الجرعات ساهمت في الإبقاء عليها، ليتفاقم وضع آميديه، ولا يتعافى من صدمته. سكت قليلاً، وهو يحدق النظر في وجهي، قبل أن يتابع: - لقد أراد هذا الطبيب قتل آميديه، بروفسور! همهمت: - نعم، لقد أراد قتله. - لهذا أمرت بتوقيفه. - لو سمحت، سنيور أبو بكر، سأقول لك كل شيء. - فيما بعد، كما رغبت سمو الأميرة إيزابيل. صاحت الأميرة فجأة: - إنه يهلوس! سمعناه يردد: "زارا... كلارا..." سارع أبو بكر الآشي إلى رفع الكمادة، ووضع يده على جبينه. - هذه إشارة طيبة، قال الطبيب الخاص للملك، الحمى درجات، أعلاها الغيبوبة، وما بعدها الهلوسة، فالصحو، فالسبات، إلى آخر الدورة. الحرارة بدأت تنزل، وها هو ينزل معها بالتدريج نحو الشفاء. طوى عدته، وجعل أنطونيو يحملها. استعد للمغادرة، فنهضت الأميرة إيزابيل، وهي تدير رأسها نحو آميديه. من عتبة الباب، قال لي أبو بكر الآشي: - اطمئن بالاً، بروفسور! سيزول الخطر تمامًا عن طالبك عندما تلد القطة التي توجد على حافة النافذة . اقتربتُ وسمو الأميرة من النافذة، فرأينا بالفعل قطة سوداء حاملاً، لا يبين عليها أنها ستلد قريبًا. حملتها الأميرة إيزابيل بين ذراعيها، وأخذت تداعبها، وتحكي معها، وتقبلها. تنبأ أبو بكر: - هذه القطة ستلد ست قطيطات، ثلاث منها سوداء وثلاث منها بيضاء. - ثلاث سوداء... - نعم، وثلاث بيضاء. قلت: - لن تلد قبل عدة أيام، وآميديه… - ستلد خلال عدة ساعات. - خلال عدة... - في نفس الوقت، سيفتح آميديه عينيه، ويطلب منك كأس ماء، ثم سينام حتى الصباح، فإلى صباح الغد، بروفسور! - إلى صباح الغد، سنيور أبو بكر! - اطمئن بالاً، لن أترك أحدًا يشرف على معالجة طالبك غيري إلى أن يبرأ تمامًا. رجال سمو الأميرة إيزابيل وكذلك رجالي سيسهرون على سلامته وسلامتك. - أشكرك جزيل الشكر، سنيور أبو بكر! أعادت الأميرة إيزابيل القطة برفق إلى مكانها، وبدورها قالت: - إلى صباح الغد، بروفسور! - إلى صباح الغد، يا سمو الأميرة! وأغلق أنطونيو الباب وكأنه لم يغلقه. ما أن سقط الليل حتى سمعت مواء قطيطات وليدة، فقفزت نحو النافذة. كانت القطة تلعق صغيراتها، وصغيراتها ترضع منها. عددتها واحدة واحدة، ولشد ما كانت صغيرة لم أقع على سادستها. كانت تبحث عن ثدي أمها من ناحية ظهرها لا بطنها عاجزة عن تسلقه. حملتها بحذرٍ ابنه الحذر، ووضعتها إلى جانب أخواتها. كانت ست قطيطات، تمامًا كما تنبأ أبو بكر، ثلاث منها بيضاء وثلاث منها سوداء. سماه الناس "أخا الجن"، وهو حقًا أخوهم، إذ فتح آميديه، في تلك اللحظة، عينيه، وطلب كأس ماء أشربته إياه، ثم عاد يغفو. بقيت إلى جانبه، رغم اطمئناني لوجود الشخصية المعروفة وسمو الأميرة في الإيسكوريال، وسهرهما على سلامة آميديه وسلامتي، ولكن كل شيء لم يكن مستحيلاً مع الكاردينال ريفيرا، فهو قادر على القيام بفعل يائس ضدنا، ضد آميديه وضدي. كان يعلم علم اليقين أني قائل لا بد للطبيب الخاص للملك كل ما يجري من أمور غريبة في هذا المكان الذي يعتبره الكل المحراب الثقافي. لهذا السبب، لم أغادر غرفة طالبي المريض. رأيته ينام نومًا عميقًا. نزلت الحرارة، ومع ذلك، جددت الكمادات باستمرار. كان في طريق الشفاء، وطريق العودة إلى مدريد لم تعد في القريب، كما كنت أرجو. كنت أعلم أن مكتب الدراسات على اتصال بالعاهل الإسباني، ومسؤولوه هم الذين أخبروه بموضوع بحثي، فهل أخبروه أيضًا بمرامي آميديه، بعلاقاته بالباسك، وباقي جنونه؟ لم يبد على أبي بكر أي شك، لكنه طبيب قبل أن يكون سياسيًا. أما الأميرة إيزابيل، فلم أر أحدًا من السلالة الملكية أكثر منها تواضعًا. تصرفت كما لو كانت ممرضة لأبي بكر، وعنت بآميديه كما لم يعن به أحد. لاحظت أيضًا نظراتها: لم تكن ملأى بالعطف على مريض عاجز فقط بل ومفعمة بالخوف عليه، الخوف على حبيب مريض. أيكون الحب من أول نظرة؟ القدر الذكيّ؟ الظرف المستحيل؟ ظرف غير معقول أكثر من هذا: لقاء الأميرة وآميديه في غرفة منعزلة من الإيسكوريال لأجل إنقاذه من الموت. كل ميكانيكيا الحب لا تخضع إلا لإرادة واحدة، إرادة العاطفة، فهل يغدو آميديه للأميرة أميرها الساحر؟ رأيت كيف كانت الأميرة إيزابيل تنظر إلى آميديه بعين الود تارة والإعجاب تارة، وبأي شكل كانت تلمس بأصابعها وجنته. توقفت عن الركض بعيدًا أكثر مع أفكاري، ربما كنت على خطأ. وإن لم أكن على خطأ، فهل سيترك "أخو الجن" الأمور تجري بين الشابين كجارح الورد، كخانق العسل، ككاسر الضوء؟ على أي حال، عزمت على أن أحكي له كل شيء عن مصرع كلارا وزارا غدًا عند أول فرصة، كلارا التي أحبت آميديه ليلة واحدة انتهت بالفاجعة، وزارا التي تمنت أن يعيد آميديه مجد أجدادها على أكف الموت، فغدر الموت بها، وكانت أولى ضحايا أمنيتها! نعم، غدًا سأقول لأبي بكر كل شيء... وذهبت في الأريكة نائمًا.
يتبع الفصل التاسع من القسم الأول
#أفنان_القاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل السابع
-
أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل السادس
-
أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل الخامس
-
أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل الرابع
-
أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل الثالث
-
رماد لا يشتعل ردًا على ليندا كبرييل
-
أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل الثاني
-
أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل الأول
-
علاء الأسواني ومرحلة المرآة
-
منيف وجبرا وعقدة الدونية
-
تساؤلات حول شارلي هيبدو
-
مظفر النواب والنمط الأولي
-
سعدي يوسف وعقدة أوديب
-
توفيق زَيَّاد وعقدة الخِصاء
-
فدوى طوقان وعقدة القضيب
-
ملاحظات بلا غضب حول أدب العرب
-
افنان القاسم - المفكر والأديب والناقد - في حوار مفتوح مع الق
...
-
الدين السياسي سرطان الشعوب
-
لم يخلق الله الكون
-
الإسلام دراسة سيميولوجية
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|