اليونان ورهان ترتيب قواعد الإشتباك الجديدة في أوروبا .

بسام الرياحي

الحوار المتمدن-العدد: 4714 - 2015 / 2 / 8 - 18:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تتجدد صعوبات المجموعة الأوروبية ، مع الحصار الإقتصادي على موسكو والذي ظهر فيه القرار الأوروبي مرتبك أمام إرادة الولايات المتحدة تفتح اليونان بعد صعود اليسار أبواب التحدي على أقوى تكتل إقتصادي في العصور الحديثة .وضع ألكسيس تسيبراس زعيم حزب سيريزا اليساري الراديكالي خطة إنقاذ اليونان من التقشف التي أزعجت الأوروبيين كثيرا وربما الحليف الأمريكي وأنعشت سبات الأمممية في أوروبا .أوروبا من جديد تحت واقع الجذب المزدوج بين منظومة قديمة ليبرالية راسخة ولديها توازناتها مع الخارج ورياح التجديد الناجمة عن صعود تيارات ظنت أوروبا قبرها خاصة النازيين الجدد ، هو نفسه الطريق الذي مرّ منه سيريزا لضبط إيقاع إجتماعي أكثر مرونة من يمين تفرخت عنه العنصرية ...
سيريزا لن يعيد فقط ترتيب أوراق أوروبا الداخلية خاصة فيما يهم السياسة الإقتصادية المشتركة وإنما الأوراق الجيوسياسية لأوروبا خاصة في ظل الأوضاع الأوكرانية المتفجرة في الشرق وتوتر العلاقات مع الروس بعد هدوء ليس بطويل ، فترة من الترقب بعد فوز سيبراس وإندفاع الراديكاليين من داخل سيريزا نحو خطوات عملية تهم السياسة المالية مع الإتحاد الأوروبي . وزير المالية اليوناني كان في جولة أخيرا على العواصم القاطرات في الإتحاد الإقتصادي منها باريس وبرلين ، الغاية إيجاد حلّ للديون ودراسة فرضية إنسحاب اليونان في حالة عدم التوصل لإتفاق .التكهنات تذهب للزاوية القائلة برديكالية الآراء من الجانبين ، سيريزا لن يبعثر توازنات إقتصادية وإنما هناك قواعد إشتباك تهم حلف شمال الأطلسي مبنية على عدم شرخ الإتحاد الأوروبي من جهة البلقان وبحر إيجا يعني المياه الدافئة ، التي قد تكون محل تربص إستراتيجي قريب من الروس الذين يسلطون رقابتم الدفاعية من منطقة البلطيق شمالا إلى البحر الأسود والقفقاس جنوبا في ستار مفخخ ومتأهب للإستباق في أي لحظة وهو ما أكده إجراء بوتين بإستدعاء جنود الإحتياط بعد نشر الناتو لأكثر من عشرين ألف جندي على طول نقاط التماس المفترضة في أوروبا الشرقية ...
سياسيا لم تظهر بعد بوادر تقارب وإستحباب فعلي بين الروس واليونان المنتشية بفوز إتلاف يساري رديكالي يعني بعيدا عن أفكار اليسار الحديث في فرنسا مثلا التي تتناقض جوهريا مع أفكار الرديكاليين الأممين ، لكن هناك إشارات ستظهر بشكل واضح مستقبلا خاصة إذا ما أخذنا في عين الإعتبار حاجة اليونان الملحة لمتنفس خارجي بعيدا عما يسميه سيريزا بإجحافا ماليا وتقشف يميني مزعج وعنصري ولا عادل نتيجة هرسلة اليونان من قبل الإتحاد الأوروبي إقتصاديا ، وحاجة الروس المزدوجة لشريك في أوروبا البلقانية يكون في مرحلة موالية ورقة إستراتيجية لكسر خلفية الناتو على خط طول يشق كل قواعده المتراصفة بالعرض بإتجاه موسكو. ففي قرأة سياسية واقعية على الأوروبيين منع تقاطع مصلحي بين سيريزا والروس ، لكن الأحداث تتسارع نقيض ما تريده ديبلوماسية أوروبية أصبحت تنتظر ضوء أخضر أمريكي في كل مرّة يربك الخيارت التالريخية والإسترتيجية لهم . وعلى عكس كل القراءات القشرية سيريزا يضع من جديد قواعد الإشتباك المجمدة بين الناتو والروس على الميزان وربما يكون سيكون الحلقة الأقوى ديبلوماسيا خلال الفترة القادمة على مستوى أوروبا ...

#بسام_الرياحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات