|
قراءة تحليلية لقصة القاص صالح جبار الخلفاوي
نجاة عمار
الحوار المتمدن-العدد: 4680 - 2015 / 1 / 2 - 03:32
المحور:
الادب والفن
د. نجاة عمار / جامعة طرابلس - ليبيا
1) القصة: السماءتهمي.. الأحلام تتقافزمثل الكرات..سيول المياه الصغيرة تحمل أوراق الجرائد .. في الطرف الآخرعرق ينبض بالتودد .. تختفي الطيورمن الساحات .. ليس هنا سوى بوق سيارة تمضي نحو المجهول .. وتكونين أنتِ اختصار لكل المواجع
2) النقد والتحليل .
يكتب القاص نصابدون عنونة،والعنوان سمةالشيءومعناه ومقصده،وقد تبادرإلى الذهن أنه سهومن القاص،إلاأني اكتشفت أن للقاص رؤية ربما نراها مبتكرةعلى حد علمي ، فهو يقول : " اعتقد ان العناوين في القصة اصبحت في فترة التقادم لابد من ايجاد وسيلة متطورة في الاستخدام لإيصال الايحاء الذي يعتمده العنوان في النص " * على ذلك يكون الاستناد إلى العنوان الخارجي للمجموعة،وبحث دلالةالأرقام على كل نص في الولوج إلى المتن واستنطاقه .. يبدأ النص بجملة اسمية خبرها فعل مضارع ( تهمي)، وهو في الحاضر الذي يحمل معنى الاستمرار ، وعلى الرغم من أن الجملة الاسمية تحمل معنى الثبات ، إلا أنه حركها بالفعل، فالسماء تمطر ، والمطر يحمل الخير ، فعندما تهمي السماءعادة يستبشر الناس بها وتكبر أحلامهم معها ، لأنها تحمل دلالات عدة ، فهو رمز للإرواء ،وبداية صفحة جديدة في الحياة ، إنه نهاية فصل التقلبات الحرارية والدخول إلى موسم النماء،وهذا ما يميل إليه القاص من خلال تقافز أحلامه التي تشبه الكرات،و تحمل دلالة الشيء المنفوخ بالهواء ، فكأن الأحلام أوهام لا تحمل في طياتها إلا ما تحمله الكرة ، الفراغ ؛ ومياه الأمطار سيول، إلاأنها ليست مؤذية هنا،فتلك السيول تحمل الجرائد ،وهذاكنايةعلى أنها سيول الخير ،فالجرائد تأتي بالأخبار،منها السيئ ومنها الحسن السار،وفي مقابل هذه الصورة المتقافزة السائلة،تأتي صورة تحمل الودوالمحبة،حيث يخفي القاص كل الخلفيات المكانية والزمنية،فلايظهرإلاماله علاقة بالصورة المُحبة،لأنهااختصاركل الوجع . في النص جذب انتباه لما يريد القاص أن ينبهنا إليه ، إذ انتقل في السطر الثاني من وصف المحيط والطبيعة إلى ما هو مغرق في الخصوصية، حيث أشارإلى أن هناك عرقا ينبض،فذاك النبض هولمن يتوددإليه،ولمجرد ظهوره يختفي كلماهو جميل أمامه ،حتى الزمن لايبالي به ،فهويمردون أن يشعر،ورمزإليه ببوق سيارة تمضي نحوالمجهول .
السارد:
اللافت أن السارد يتحدث بضمير الغائب ، واصفا طبيعة ما حوله ، ليتحول إلى مخاطب في الجملة الأخيرة (وتكونين أنت اختصار لكل الوجع) ، فكأن كلما يسرد لها ، أو ربما تكون هي في الاستماع زمن السرد ، وما إن انتهى توجه إليها بالخطاب. اللغة : لغة القاص عالية ، يتخير ألفاظه بدقة وعناية ، تحتوي جماليات ارتقت بالنص ، فالأحلام تشبه الكرات ، وأوراق الجرائد تحملهاالسيول،والحبيبةاختصارلكل المواجع . المكان : للمكان سطوته على القاص ، فذاك ( الطرف الآخر) مكان التودد ، وربما (الساحات) جزء من الطرف الآخر ، فاختفاءالطيورمنه الوجودالمتوددة،والساحات فضاءواسعمالته الحبيبة ،فلاشيءغيرهايملأالمكان والزمن .
الزمن :
يسيطرالزمن الحاضرعلى المشهد القصصي ،فالأفعال المضارعة تتوالي : تهمي/تتقافز/تحمل/ينبض/تختفي/تمضي/تكونين ولكل فعل منهادلالته:تهمي←-;-العطاءبغزارة تتقافز ←-;-الحيوية والنشاط أوعدم الثبات. تحمل←-;-الصبر ،الانتظار،المواسم. ينبض←-;-الحياة . تختفي ←-;-الغياب،الانزواء،الموت. تمضي←-;-التصميم . تكونين←-;-الوجود .
حركيةالصور:
نلاحظ أن الأفعال حركية ،تسهم في حركةالصورة،وتحمل دلالات إيجابية،عدا الفعل تختفي يحمل دلالة سلبية،تحد من الحركة،فالطيورترمز للسلام، عندما تختفي تختفي الحياة معها ،ولكن القاص يوظفهاويزيح الدلالةالسلبية للاختفاء، فتتحول الى إيجابية،وذلك عندمانشعرأنه يوقف الحياةلأجل الحبيبةالمتوددة في الطرف الآخر. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * يستطرد الأستاذ صالح خلفاوي رأيه عن العنونة في القصة القصيرة جدا : " ... وأتمنى لو ان عملية الترقيم التي نبتغيها تكشف عن عناوين رقمية مثلا القصص الاجتماعية يبدأ ترقيمها من 100 فما فوق قصص الحب ترقم من 500 وهكذا لنصل الى مدلول رقمي نفهم به المراد كما ان للابواب ارقاماً سرية كذلك للنصوص ارقامها التي تفكك الثيمات البنّاءة لو انك فتحت غلافا وبه نتيجة وكان الرقم هو الاول ما يكون ردك انه رد فعل مناسب للرقم اذا اين تكمن اهمية الرقم ؟ انه تعبير عن وجود الشيء واستمراره ضمن الاطار المعطى له الارقام بناء لنص في كونه يشير الى حالة معبرة عن رقم ثابت ماهو الرابط المنسجم بين الرقم والنص ؟ سؤال مهم والاجابة تكون الاحرف العربية لها مقابل رقمي أ - ب - ج - د -4 - 3 - 2 - 1 رقم يقابلها بعد الوصول الى الرقم 10 يتصاعد الرقم الى 100 في القصة القصيرة جداً هو لحظة حياتية هاربة لابد اذاً من توثيقها فيكون مجموع النصوص الداخلية تتراوح 10 هي حالات من اللحظات المرصودة فيكون للنص الخارجي عنواناً مكتوباً في حين ترقم النصوص الداخلية وليس بالضرورة ان يكون الترقيم متسلسلا قد يكون فرديا او زوجياً وفق سياقات تعتمد التناسل الرقمي للنصوص المكتوبة
#نجاة_عمار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أسلوب الحكيم.. دراسة في بلاغة القدماء والمحدثين
-
الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم
...
-
التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
-
التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
-
بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري
...
-
مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
-
مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
-
مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب
-
الكويت توزع جوائز الدولة وتحتفي باختيارها عاصمة للثقافة العر
...
-
حتى المواطنون يفشلون فيها.. اختبارات اللغة الفرنسية تهدد 60
...
المزيد.....
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
المزيد.....
|