|
الى عبد الله خلف المعلق الدؤوب على صفحتنا
مكارم ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4680 - 2015 / 1 / 2 - 00:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اخي الكريم عبد الله خلف تحية طيبة لقد اجتهدت كثيرا منذ ان وجدت موقعنا الحوار المتمدن بارسال تعليقاتك في مهاجمة الديانات الاخرى مع دفاعك عن الاسلام دون كلل او ملل ومهاجمتك لكل المعلقين والكتاب الذين ينتقدون الدين الاسلامي رغم انهم ربما يؤمنون بوجود خالق للكون لكنهم ينتقدون الاسلام في جوانب معينة وربما ينتقدون بقية الاديان الاخرى! وتعلم انه من الافضل ان من ينتقد الدين اليهودي او المسيحي كحالك ان ينتقد الاسلام ايضا لانهم جميعا من منبع واحد ولهم نفس الاسسس والقواعد والركائز ! اخي الكريم عبد الله خلف في تعليقاتك التي تحاول فيها تشويه صورة اللادينين او المؤمنين بالداروينية او الانفجار العظيم تعليقاتك اخي تدعو لبث البغض والحقد والشجار بين المعلقين وتثير الحقد ليس فقط عليك بل على جميع المسلمين اي بسبب تعليقاتك يغضب المسيحيين العرب على جميع المسلمين وحتى المتسامحين منهم . انظر للمفكر العراقي الكبير احمد القبانجي فهو يعترف بانه مسلم ويؤمن بوجود الله لكنه ينتقد نصوص القران ويعتبر ان من الف كتاب القران انسان عادي وليس وحي الهي وقد توصل لنفس النتيجة رجال الدين اليهود والقساوسة المسيحيين. انت تهاجم جميع الذين لايؤمنون بوجود الله اسميتهم الملحدين وهم غير المرتدين عن الاسلام حسب علمي ؟ وماذا عن الشخص الذي لا يؤمن باي دين منذ ولادته؟ انا اعرف شاب من اب وام مسلمين وعندما بلغ الثامنة عشر من عمره جاء لامه وقال لها ياامي اعلم انك تؤمنين بوجود الله وبالدين الاسلامي واسرتك تؤمن بالاسلام ولكني الان بلغت الرشد ولاأومن باي ديانة فارجو ان لاتغضبي من قراري هذا !. فاجابته امه اسمع ياولدي انا نفسي لم اختار دين الاسلام بل ولدت في اسرة مسلمة وفي المدرسة اختاروا لي مادة الاسلام والمجتمع حولي معاييره اسلامية وكل النساء حولي كن محجبات فلم اختار لباسي بنفسي ولم اختار ديني بنفسي ولم استطع يوما من الايام ان اناقش امي المسلمة عن وجود الله او انتقاد نصوص القران رغم اني منذ طفولتي وعدم تخصصي في الدين كانت لي ملاحظات عدة حول التناقض في الايات القرانية لكن امي كانت تمنعني من النقاش وتحذرني بان الشيطان يشككني في ديني وتطلب مني استعيذ منه ولاافكر بهذه الاشياء ,ولهذا عزيزي منذ طفولتنا سلبنا التفكير والنقد وحرية التعبيربسبب الخوف من العقاب وتعلمنا ان كل شئ مقدس ممنوع انتقاده والسخرية منه كما تذكر ازمة الكاريكاتور عن نبي الاسلام وازمة رواية الكاتب سلمان رشدي ممنوع انتقاد اي شئ يعتبرونه مقدس نبي او ملك او كتاب وحتى رئيس جمهورية وسلبنا الارادة في كل قراراتنا هذا ماتعلمناه من ثقافة الدين الاسلامي منذ الصغرعزيزي ولهذا لم تكن لدينا ارادة في قراراتنا في الكبر. ولدي العزيز ستبقى ابني دوما الغالي مهما تكون قرارتك تاكد من ذلك انا ساكون امك دوما ومعك دوما مهما قررت ان تكون وكيفما تكون ستبقى ولدي الغالي وحتى لو لم تؤمن باي شئ هذا كان رد الام لابنها البالغ احترمت حرية قرارابنها في عدم الايمان باي دين . الاخ الكريم عبد الله خلف بالنسبة الى تعليقاتك الكثيفة الروتينية الجاهزة دوما نفس الروابط عن الداروينية والملاحدة ونصوص من التوراة اوالانجيل القديم ولاباس في ذلك لان حرية التعبير عندنا تحترم رايك لكنه فاتك عزيزي قصة مهمة يؤمن بها كل مسيحي وملحد في الغرب! قصة السامري الصالح اخذت من إنجيل لوقا الإصحاح العاشر والذي تبين اخلاق هذا السامري من حب تقديم المساعدة والتازر للغريب حتى لو كان عدوك (وباعتبار السامري كان مسيحيا فربما يكون عدوه في قصة الانجيل يهوديًا) كان اللصوص قد اعتدوا على رجل غريب وعروه وجرحوه وتركوه بين الحياة والموت، ولما رآه هذا السامري عطف عليه رغم انه غريب عليه وقدم اليه المساعدة كتضميد جراحاته وعلاجه ولهذا ترى شعوب الغرب حتى يومنا هذا يستخدمون مصطلح السامري الصالح كناية عن الشخص الخيّرالطيب، الذي يساعد الغريب المحتاج هذا مادعى اليه الانجيل وكانت هذه القصة اول درس تعلمته في التمريض في جامعة كوبنهاكن علمونا حب مساعدة الاخرين الغريبين عنا سواء في الشكل او الدين او القومية علينا مساعدة المحتاج الغريب وان نحترم طقوسه وتقاليده حتى لو كانت غريبة او مضحكة بالنسبة لنا وحقيقة كانت هذه اطروحة تخرجي من التمريض كيف نحترم المرضى المسلمين في مشافينا الدنماركية. قصة السامري الصالح لم اتعلمها في مدارس العراق اوسوريا حيث درست بل عرفتها في دراسة التمريض في جامعة كوبنهاكن الدنمارك على اساس اننا دنماركيون وسوف نلتقي بمرضى من قوميات مختلفة اخرى وديانات عديدة تختلف اصول شعب الدنمارك اصول الغالبية فيه مسيحيون وربما ملحدون لايؤمنون باي دين وسارويها لك كي تتعض من اخلاق ومبادئ السامري الصالح قصة من الانجيل الذي قران كل نصوصه الاخرى عدا هذه القصة بالذات فقد كانت اول درس لنا في التمريض في الدنمارك ان نتعلم حب ومساعدة الغريب المحتاج وتقديم المساعدة لكل محتاج هذا كان اول درس لنا في التمريض دولة فيها المسيحيين والملحدين الغالبية اخي الكريم في الانسانية عبد الله خلف انك تهاجم كل من يؤمن بالداروينية لانك تؤمن بان الله هو من خلق السماوات والارض ولاباس بهذا لان الكثير من الغربيون الكاثوليك يؤمنون مثلك تماما بوجود الله وخلقه لادم وحواء وسخطه عليهم بانزالهم للارض ليفسدوا فيها وهذا مايؤمن به المسلمون مثلك والكاثوليك يؤمنون بالله خالق الكون مثلك لكنهم يؤمنون بالمحبة ومساعدة الفقراء والمحتاجين ولهذا تجد اخي بان السويد والدنمارك وافقت على اكبر عدد من اللاجئين السوريين الهاربين من الحروب في سوريا واللاجئين العراقيين الهاربين من عصابات داعش الارهابية التي تدعو لتاسيس دولة الخلافة الاسلامية في العراق وسوريا التي تقتل الابرياء من جميع الاقليات العرقية والدينية في حين لم تقدم اية دولة عربية واسلامية المساعدة لللاجئين الهاربين من العراق وسوريا حتى بلدك السعودية التي تدافع عن دينها لم تسمح للحجاج السوريين بالحج وزيارة مكة رغم انها تدعي الاسلام المتسامح! وهنا اطرح سؤال اخير اليك اخي عبد الله خلف باعتبارك ممثل للسعودية الدولة الغنية بالنفط وتملك المليارا ت وسفيرها في التعليقات في الحوار المتمدن اخبرني ؟ ماذا قدمت السعودية لللاجئين السوريين المشردين والدولة التي تملك المعلم السياحي الوحيد فيها هو الكعبة التي تدعي بانه بيت الله ولهذا ياتي اليها المسلمون من جميع بقاع الارض السعودية المسلمة المفروض انها اول دولة تساعد اللاجئين السوريين او العراقيين لكنها حرمت الحجاج السوريون من حج بيت الله والدخول للسعودية هكذا تحترم السعودية المسلمون ؟ولم تفتح ابوابها امام اللاجئين بل لم تفتح ابوابها امام المسلمين الحجاج ؟؟ في حين ان بابا الفاتيكان يطالب كل شعوب العالم بمساعدة اللاجئين والمشردين من العراق وسوريا يقول في كلمته لحلول العام الجديد علينا جميعا ان نعمل في خدمة الفقراء والمشردين واللاجئين هذا ممثل الديانة المسيحية في الفاتيكان اخبرني اخي الكريم هل من شيخ مسلم او رئيس دولة عربية مسلم او ملك دولة عربية مسلم طالب شعبه او العالم بمساعدة اللاجئين المشردين من سوريا والعراق الذين تشردوا على ايدي داعش دولة الخلافة الاسلامية ؟ حتى ملكة الدنمارك الملكة مارغيتا طالبت شعبها بمد يد العون والمساعدة لللاجئين القادمين للدنمارك رغم انه لايجوز لها التدخل بالامور السياسية للدولة لانها تخص الحكومة فقط وليس الملكة . اخبرني اخي ماذا نستفيد من بث البغض بين الشعوب المختلفة دينيا عن بعض والمفروض ان نقدم يد العون والمساعدة للمهاجرين المشردين اللاجئين من سوريا والعراق وبقية الدول الفقيرة لو كل منا اقتسم خبزه وماله وفراشه مع الفقراء والمشردين لانتهت الحروب وتقدمت الشعوب العربية كما حدث في الغرب في الوقت الذي اباد هتلر اليهود فتحت الشعوب المسيحية ابوابها بيوتها لليهود المشردين واقتسمت معهم الخبز والفراش لهذا السبب تقدم الغرب!علينا ان نعلم ابنائنا حب الارض التي يعيشون عليها حتى لو يلدوا عليها اعرف عدد من الدنماركيين وفي ختام رسالتي لك ارجو لك اخي الكريم عبد الله ان يكون عام 2015عاما مليئا بالحب للاخرين المختلفين عن دينك وان يصل قلبك للحق في نشر الحب والتاخي بين الناس وتجنب نشر تعليقات من التوراة والانجيل على صفحتنا الموقرة تحض على البغض وعدم احترام المراة التي نطالب باحترامها وتقديرها لانها الام والابنة والاخت والزوجة والصديقة والزميلة ارجو منك ان تفكر في التعليقات التي تنشرها فلا تدعو للقتال والحروب لان نصوص القتال حذفت من كتب الديانات الاخرى واليوم لايؤمن بقتل المختلف عنه الا الانسان عديم الضمير والاخلاق النازي والعنصري الذي يبغض المختلف عن لونه وعرقه وقوميته ودينه او مذهبه وانا والكثير مثلي نؤمن بان جميع البشر سواسية مهما اختلفت الوانهم وقومياتهم ودينهم ومذاهبهم احتفظ الاسلام بمقولة واحدة جيدة من الانجيل وهي حب لاخيك ماتحبه لنفسك وهي رسالة السامري الصالح الينا ومني اليك كما تفتخر بدينك الاسلامي فان المسيحي واليهودي يفتخر بدينه ايضا لنعطي مساحة من المحبة لبعضنا فلدينا فرصة وحيدة لنمارس احترام بعضنا في الاختلاف مع تحياتي مكارم ابراهيم هوامش http://en.wikipedia.org/wiki/Parable_of_the_Good_Samaritanباللغة الانكليزية وباللغة العربية http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD
#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بابا الفاتيكان بين وجود الله وقتل الاطفال؟
-
مشكلة اللاجئين ماهو الحل؟؟؟؟
-
الى شموع سوريا مريم وجريس الهامس
-
الصحراء الغربية ليست قضية وهمية ولامصطنعة
-
من الشهيد محمد البوعزيزي الى الرفيق حمة الهمامي
-
السرطان وحبوب منع الحمل
-
الاعتراف بالصحراء الغربية
-
العنوسة و جهاد النكاح في الربيع العربي
-
ثلاثة ايام لن نقتل اطفالكم
-
اسرائيل بين سامي لبيب وزئيف هيرتسوغ
-
بين مطرقة داعش وسندان دكتاتور
-
متاهاتنا للاديب العراقي د. برهان شاوي
-
جسد المراة العراقية ملكها!
-
النساء افضل من الرجال
-
الفساد الديمقراطي
-
لا لاعدام مريم يحيى ابراهيم
-
عقيق النوارس رواية الاديب الدكتور لميس كاظم
-
قحطان العراق فينا ! صدفة التقينا
-
البرلمان الدنماركي والاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية ال
...
-
الى امي في سوريا الحبيبة
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|