أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - 2014














المزيد.....


2014


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4678 - 2014 / 12 / 31 - 21:56
المحور: الادب والفن
    


2014

أوهل يمكن عنونة عمود صحفي، بمجرد رقم مفرد، أومركب، مثل 2014، حتى خارج عدديته المدونة إملائياً، ونحوياً، ، وإن كانت له دلالاته التي لماتزل ذيولها بين أصابعنا، وهوينزلق إلى خارج الذاكرة؟. سؤال قد يطرحه المرء على ذاته، وهو في هذه اللحظة الحاسمة، الفاصلة، ينظر إلى مساحة من ثلاثمئة وخمسة وستين يوماً، وراءه، متطلعاً في الوقت ذاته إلى مثيلها العددي في مجاهيل القادمات من الوحدات الوقتية، التي صاغتها لنا الروزنامة، في هذا التصنيف، أو ذاك، فباتت من مستظهرات متداولاتنا على امتداد الأربع والعشرين ساعة في النهار، بل على امتداد الثواني، والدقائق، والأسابيع، والأشهر الاثني عشر، ضمن حدي أية وحدة وقتية.
ثمة منازلة كبرى، حامية الوطيس، باتت مرئية للعيان، بين الرقم واللارقم في حياتنا اليومية، بعد أن كانت الحرب بينهما دائرة في الخفاء، إلى أن استطاع الرقم الهيمنة على الكلامي، ليُنظر إلى هذا الأخير من خلاله، أو ليهدد بانحساره تدريجياً، حيث الرقم حاضنة حروف الأبجدية كلها، لاحياة لها دونه، كي يشارإلى كل نأمة في العالم عبرلغة الرقم السليط، إذ به يدون تاريخ ولادة الكائن الحي، كما الجمادات، الصغيرة والكبيرة، الذرة والكون، ناهيك عن مسرد تفاصيل أي كائن، لحظة تلوأخرى، ضمن خط بياناته، ليكون كل ماهومرئي، أولامرئي صندوق أرقام غامضة، أو واضحة تحتاج إلى الشرح، تبعاً للأرومة العددية ذاتها.
منذ ساعات، فحسب، بعد ظهورهذا المدون في حبره الإلكتروني، أو الورقي، مقترحاً ليكون بين يدي متلق عياني، أو افتراضي، وكلاهما ليسا بخارج الرقمية، وهي تبتلع منذ ظهورإشعاعات شمس الصباح، بأعداد ومضاتها، و جغرافياها المرقمة، يغدو هذا الرقم خارج قوسيه اللذين أطبقا علينا، كمليارات من الآدميين، وماحولنا من حواش، ومتون رقمية لانهاية لها البتة، كي نكون تحت رحمة قوسين آخرين، لايدري أحدنا كيف يكون انعتاقه من ربقتهما، وإلى أية مسافة تستمرالمصاحبة المجهولة، وهي مصاحبة مطعونة من لدن راكب قطارات الوقت، في الوقت الذي يواصل الزمن سيرورته إلى الأمام بكل ثقة، دون أن يتأثربعواطفنا، وأحلامنا، وأفراحنا، وأحزاننا، وإحباطاتنا، ونجاحاتنا، وخساراتنا، وانتصاراتنا، حيث له ديدنه، وقوانينه التي لا تأبه بماهوخارجها البتة.
ومادمنا قد أصبحنا وسط لجج ثنائيتين، متناوبتين، تتقاذفاننا، إحداهما واقعية، والثانية رقمية، وباتت كفة الأخيرة منهما تترجح، ليكون هناك انتصارللاواقع على الواقع، مابعد الخيال على العقل، ومابعد الجنون على الحكمة، ومادمنا أمام خلل رهيب يرمي أرواحنا بسهامه التي لاتتوقف، فإن الافتراض قد غدا مشخصاً داخل إطارالتنظيرله، للمرة الأولى في حياة البشرية، بعد أن كان مجرد مصطلح يمتُّ بجذوره إلى عمق الواقعية، دون أن ينفصما كما هو الحال الآن، إذ اتسعت الهوة بينهما إلى مالانهاية.
أجل، هكذا، ومادامت الأرقام تتسيد حياتنا، فإننا أمام حالة هزيمة تاريخية للكلمات، بيد أن من خصائص هذه الأرقام ألا تعلق بالذاكرة، خارج محدوديتها، وكأن الذاكرة مجردهوام، أملس، مقابل زئبق الأرقام، مايجعلنا ألانتعامل مع أرواح الناس التي ابتلعتها آلة الحرب إلا كمجردأرقام، غيرمتفق عليها، ونعدنا غيرمعنيين بأصحابها"والحالة السورية أقرب الأمثلة هنا" مادمنا لم نرقم داخل حدودها، دون أن ننتبه إلى أن في إدارة الظهرللجار، في هذا البيت الكوني صكَّ تنازل عن الذود عن الذات.
كل عام وعالمنا بلا دم وخراب ودمار وجوع
إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2015
- الشعرهيولى الكون والشعراء قادة جماله
- سياب القلق
- عدة الصحفي:إلى الإعلاميين المختطفين من قبل داعش: فرهاد حمو و ...
- حفلة شاي
- استعادة كنفاني
- النص الفيسبوكي وسطوة المتلقي...!
- كي لاتحترق عاموداثانية..! حسن دريعي في ذكرى رحيله الأولى
- رياض الصالح الحسين إعادة اعتبار
- سعيد عقل : تداعيات ذاتية
- سعيدعقل هل كان متنبي عصره؟
- شخصية الطفل البطل
- النص الأزرق:
- كتاب الجيب في بروفايله الشخصي
- إدكارات الأب
- حسن دريعي يدحرج رذاذه..!
- مابعدالاغتراب
- حوار بينوسا نو مع: كيو جكرخوين:
- إيقاعات النص الفيسبوكي:
- النص الحداثي وثنائية الهمين الخاص والعام:


المزيد.....




- أسلوب الحكيم.. دراسة في بلاغة القدماء والمحدثين
- الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم ...
- التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
- التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
- بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري ...
- مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب
- الكويت توزع جوائز الدولة وتحتفي باختيارها عاصمة للثقافة العر ...
- حتى المواطنون يفشلون فيها.. اختبارات اللغة الفرنسية تهدد 60 ...


المزيد.....

- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - 2014