أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - صدمة الانتخابات في تونس














المزيد.....

صدمة الانتخابات في تونس


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 23:51
المحور: كتابات ساخرة
    


ما حدث في تونس اليوم أشبه بالصدمة للبعض الذين كانوا يعتقدون أو ما زالوا يأملون أن يفوز الدكتور المنصف المرزوقي برئاسة تونس، في هذا الوقت انتخب الباجي القائد السبسي رئيسا وتحددت ملامح السياسة الداخلية وكذلك الخارجية في هذا البلد مهد الثورات العربية، فاز وكان فوزه قد وضع علامات استفهام عديدة، منها أن الباجي القايد السبسي الرجل العجوز كيف سيحكم تونس وهو في هذه السن المتأخرة؟ وأين موقف حزب النهضة من كل هذا؟
لقد فوّت حزب النهضة فرصة كبيرة لمّا كان قادرا على تثبيت حدّ للعمر لمن أراد الترشح لمنصب الرئيس حين كان يمثل الغالبية في المجلس التأسيسي وحين أصدر الدستور في حكمه، لكن ما فات مات كما يبدو، وأمام إلحاح المعارضة على عدم ذكر العمر في الدستور خضعت النهضة آنذاك لمطالب المعارضة رغم عدم قانونيتها وهي تعلم ذلك، كما أنها أخطأت خطأ جسيما حينما لم ترشّح أحدا لشغل منصب رئيس الجمهورية معوّلة على فوزها الساحق في الانتخابات التشريعية التي جاءت نتائجها بخلاف ما كانت تعتقد، زد على ذلك أنها بقيت متردّدة سواء في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية أو في الدورة الثانية ولم تعلن رسميا ترشيحها لأي من المرشحين مما سبّب حيرة في صفوف أتباعها ومناصريها، كل هذه الأخطاء الاستراتيجية تسبّبت في إبعاد الحزب الأكثر شعبية عن المشهد السياسي، أو أن الشيخ راشد الغنوشي آثر الصمت في هذه الآونة والابتعاد عن المشهد السياسي حتى لا يقع في أي مساءلات قانونية أو انتقادات أو ما شابه ذلك، وإما أن يكون هناك اتفاق مسبق بين الزعيمين، فالأمر يبقى للتكهن.
وبقي المشهد السياسي في تونس سجالا بين حزب نداء تونس والدكتور المنصف المرزوقي، فوجد السبسي نفسه في وضع لا يحسد عليه وهو ينافس شخصية ضعيفة على كل المستويات، ليس لها أثر إلا في ولايات الجنوب لا شك أن هناك أسبابا أدت إلى فوزه بعضها جيوسياسي وبعضها الآخر ميثولوجي، ولو أني لست من مناصري التقسيم الدراماتيكي الذي حصل بين شمال يدعم السبسي وجنوب يدعم المرزوقي فهذا التقسيم ذكرني بدولة السودان حينما انفصل جنوبها عن شمالها وكذلك هي الدول العربية، ويبدو أن الاستعمار الجديد بدأ يطفو على السطح ويقسم البلدان العربية الواحدة تلو الأخرى إلى قسمين شمال وجنوب وإلى سنة وشيعة وهكذا، وأيا يكن التفسير فإن الأمر في تونس يجب أن لا يتحول إلى مثل هذه التفاهات والترّهات التي لا يقبلها الشعب التونسي بكامل أطيافه ومن يروّج لهذه الأفكار معاد للديمقراطية والوحدة.
أما الميثولوجيا في الموضوع فباتت أسطورة السبسي تخيّم على الوضع السياسي في تونس منذ أن رشّح نفسه للانتخابات وهو يعلم يقينا أنه سيصل لهذا المنصب بعامل القوة المادية والهجمة المعنوية، ونعلم جميعا أن الرأسماليين في تونس قد تأثروا اقتصاديا بعد الثورة المباركة وسببت لهم جرحا عميقا وحرجا كبيرا لأنهم ربما يحاسبون على قمة الفساد التي وصلوا إليها إبان الحكمين الدكتاتوريين لبورقيبة وبن علي، وقد عمل السبسي طويلا في حقبتي الفساد والطغيان لكن ذلك كله لم يثنِه على مواصلة المشوار إضافة إلى عامل السن لأنه تجاوز التاسعة والثمانين من عمره وهو يدخل قصر قرطاج رئيسا ليستعيد ذكرياته مع زعيمه بورقيبة ورئيسه بن علي، بل إن كل ذلك جعل من الرجل أسطورة ينهي حياته رئيسا لأول دولة قامت بثورة ضد الفساد والطغيان وإذا بصاحب الطغيان يعود في ثوب جديد.
والصدمة هنا ليست في فوز الباجي القايد السبسي بالرئاسة في تونس، الصدمة الحقيقية هي عزوف الشباب عن المشاركة في العملية الانتخابية، وفي رأيي يبدو الأمر مريبا، لماذا قاد الشباب الثورة المجيدة وتحمّل الرصاص وهو يخترق أجسادهم الفتية ولما جدّ الجِدّ عزف عن الدخول في المعركة السياسية؟
الجواب على هذا السؤال يبقى محيّرا ولا بد من استطلاع آراء الشباب عن العملية الانتخابية التي جرت في تونس من تشريعية ورئاسية، ولكن كما قلت فإني رأيي يتمحور حول محورين أساسيين وهما إما أن الشباب وجد نفسه خارج الحلبة رغم أنه هو الذي كان يصارع ويكابد داخل الحلبة، فلما وجد الكبار أن الساحة بدأت تخلو تقدموا وتركوا الشباب وراء ظهورهم وأبعدوهم عن المكان الرئيسي حتى يرسموا سياستهم الجديدة لتونس الشعب، وإما أن الرجلين المنتخبين لم يقنعاهم ببرنامجهما الانتخابي فإن كان السبسي رجلا كبيرا في السن غير قادر على تحمل المسؤولية كاملة فإن المرزوقي لم يظهر قوة كافية أثناء توليه منصب الرئاسة طوال الفترة الماضية رغم أنه رجل مناضل عفيف حقوقي يدافع عن الحريات، ويبقى الشباب الدائرة المفرغة اليوم التي لها كلمة الفصل إما أن ترضى بحكم السبسي أو أن تنتفض مرة أخرى لتفك الثورة من جديد.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الألم سر الحياة
- اللجوء قسوة لا تنتهي
- أيها التونسيون ... أليس منكم رجل رشيد؟
- تركيا وسط النار
- المرأة ستظل مستعبدة مالم
- هل يفعلها السبسي مرة أخرى في الرئاسة؟
- إنه الانتصار لتونس الشعب
- الغنوشي يستحقها
- وانكشفت اللعبة الخفية
- قطع الرؤوس سياسة أموية
- جربة تنتفض على وقع النفايات
- أبو سرور الذي لم يمت
- هل هذه هي الحرية التي يريدها العرب؟
- المرأة وأزمة الاستعباد
- المرأة وأزمة الاستعباد
- أوباما يصرخ في الحادي عشر من سبتمبر
- آلآن وقد عصيتِ قبلُ
- الاهتمام بأمور المسلمين
- أمتنا في خطر
- لماذا تتزين المرأة؟


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - صدمة الانتخابات في تونس