أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قاسم حسن محاجنة - ملوخية ، كوتا وبامبرز ..














المزيد.....


ملوخية ، كوتا وبامبرز ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4653 - 2014 / 12 / 5 - 14:56
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



في مدينتنا وبعض القرى المحيطة بها ، تُعتبر طبخة الملوخية بالدجاج ، الطبق الأهم في أيام الجُمع . وقد تصل نسبة العائلات التي تتناول هذه الوجبة في ايام الجمعة إلى ال- 90% من العائلات . هذا لا يعني بالضرورة غياب أطباق أخرى ، لكن يوم الجمعة يعني ملوخية ودجاج في منطقتنا ..
وقد أصبح من ضمن مهام ربة البيت قطاف اوراق الملوخية ، لكن في منطقتنا نستعمل كلمة خاصة لقطف الأوراق ، وهذه الكلمة هي "تقطيم " الملوخية ، أما المصدر اللغوي لكلمة تقطيم والأفعال المشتقة منها ، فهي مجهولة بالنسبة لي ، وقد أقوم ببحث لغوي لاحقا عن مصدر الكلمة .
وليس بمُستغرب أن يُشارك أفراد الأسرة جميعهم في تقطيم الملوخية التي تنوي العائلة "خزنها " لفصل الشتاء والذي تنعدم فيه الملوخية الخضراء ، كما لا بد وانكم تعلمون . ويتم في العادة تجفيف أوراق الملوخية "المُقطمة " ثم فركها باليد وغربلتها لتُصبح صالحة للتخزين وجاهزة للطبخ .
لذا فالعائلات تشتري عشرات الكيلوغرامات من أعواد الملوخية بأوراقها ، تقوم بتقطيمها ، تجفيفها ، فركها يدويا ، غربلتها ومن ثم خزنها في مرطبانات زجاجية أو بلاستيكية لكي لا تصيبها رطوبة تؤدي الى فساد طعمها .
ويُحكى أن طالبا ، يدرس في خارج البلاد ، في اوروبا حيث لا ملوخية ، حينما سافر لأول مرة ، زودتهُ أمه بكيس ملوخية "ناشفة " لكي يطبخ لنفسه طبخة ملوخية ، كلما عنّ على باله ذلك ، في بلاد الغربة . وأثناء تفتيشه في المطار قبل صعوده إلى الطائرة ،تم توقيفه للإشتباه بحيازته للماريخوانا أو الغراس !! وبعد جهد جهيد تم "تحريره " بعد أن اقتنع المفتش بأن ما في الكيس هو ، نوع من الخضار يؤكل ولا يُدخن ، لكنه وزيادة في الإحتياط صادر كيس الملوخية الناشفة ..!!
لكن الزراعة تطورت في بلادنا ، وأصبحت زراعة الملوخية تتم تحت الدفيئات ، لذا ففي هذه الأيام ، وتحديدا اليوم الجمعة ستكون وجبتنا ملوخية خضراء مع دجاج ، رغم أن الفصل شتاء ...!! فالحمد لله والفضل للتكنولوجيا الزراعية المتطورة في بلادنا ، فإننا نأكل ملوخية خضراء صيفا وشتاء ...!
لكن ، أختفت من حياتنا ، تلك " اللمة " العائلية حول كومة كبيرة من أعواد الملوخية ، والتي تغطي أكثر من نصف مساحة غرفة الجلوس في أمسية جماعية لتقطيم الملوخية ، يشترك فيها الصغير والكبير . ولا نستغرب إذا شارك الزوج زوجته في تقطيم الملوخية خصوصا في اول الحياة الزوجية أو في السن المتقدمة كدلالة على المودة والمحبة بينهما والحياة المشتركة التي تجمعهما (لكن يبقى أمر شراكة الزوج في التقطيم ، سرا عائليا !!) .
ومن ضمن الطقوس التي في طريقها إلى الزوال والمُرتبطة بالملوخية ، طقس "فرم " أوراق الملوخية يدويا وبشكل ناعم جدا ، فالميكسر الكهربائي يقوم بالدور الأن ، ولو أن طعم الملوخية المفرومة يدويا ، أزكى !! وكذلك طقس تقطيم الملوخية في طريقه إلى الزوال ، إذ يقوم بعض أصحاب حوانيت الخضار بالتعاقد مع بعض السيدات اللواتي لا يعملن خارج بيوتهن ، يتعاقدون معهن على "تقطيم " الملوخية ، "حفر" الكوسا ، " تبزير" البازلاء والفاصولياء و"تقميع " البامية ، طبعا مقابل أجر يقوم صاحب السوق بإضافته الى سعر الخضار "الجاهزة " للطبخ !! وربما يستبقي لنفسه شيئا من "أجرة " العاملات ..!!
لذا فالنساء العاملات ، لم يعُدنَ بحاجة إلى "قضاء " الساعات الطوال في التقطيم ، الحفر والتبزير.
لا أعلم ما هو الوضع في الأردن ، لكن النساء العاملات ، يحق لهُن أن يشترين ملوخية مقطمة وكوسا محفور وجاهز .
لكن ، هل زوجة النائب في البرلمان الأُردني، الذي أرسل عضوات البرلمان لتقطيم الملوخية ، هل زوجة سعادته ما زالت تُقطم الملوخية في البيت ؟؟ أم تشتريها مقطمة وجاهزة ..؟ أنا على ثقة بأنها تشتريها جاهزة، هي وغيرها من زوجات أعضاء البرلمان الذكور .. فهم قادرون على دفع الزيادة في سعر الخضار الجاهزة للطبخ ..!!
إذن ، لماذا هو غاضب على عضوات البرلمان ؟؟
هو غاضب عليهن وعلى من مكّنهُن من الوصول الى البرلمان ، لأنهُن يفضحن "تفوقه " الرجولي ، ويُثبتن بأنهن على قدم المساواة معه بل ويفضلنَهُ في مجالات كثيرة .
الذنب على الكوتا .......!! لكن من هو المسؤول عن وجود الكوتا ؟؟
أليس هو النظام الحاكم ؟؟ فلو لم يضمن النظام تمثيلا وبالحد الأدنى للنساء ، لما إستطاعت النساء الوصول إلى البرلمان في مجتمع ذكوري كالمجتمع الأردني ، وغيره من المجتمعات العربية .
وأثناء زيارة عائلية لي ، في الأردن ، والتي تزامنت مع الإنتخابات للسلطات المحلية ، أفرزت الإنتخابات عن تمثيل كبير للنساء . وقد وصلت نسبة التمثيل إلى الثلث من المقاعد .. وهي نسبة أعلى بكثير من نسبة تمثيل النساء في السلطات المحلية الإسرائيلية ..!! نعم لقد فرحتُ للأردنيات ..!!
وبما أن النائب المحترم لا يستطيع مهاجمة الحكومة والقصر ، فقد قرر مهاجمة النساء وهُنّ الحلقة الأضعف، كما تعلمون ..!!
لكن ، هل نسي سعادته ، بأن أُمه الفاضلة ، قد نظفت فضلاته وهو صغير ، ووقتها لم تعرف مجتمعاتنا البامبرز ، فهل سيرسل إبنته لتنظف "براز " الصغار إذا خالفتهُ يوما ما ؟؟!! والسؤال الأهم : هل هناك بامبرز للقاذورات التي تنطلق من أفواه البعض ..؟؟ ومن سيقوم بتنظيفها يا ترى ؟؟! النساء المحسوبات على حزبه الذكوري ؟! ربما .....




#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبوئتي تحققت ..!!
- ألقانون والعدل ...لا يلتقيان ؟!
- الفضاء الإسرائيلي والنازية ..
- قضية حسبة ضد -اليهود قادمون - .
- تدنيس بحجة التقديس ..!!
- بين حرية التعبير وحرية التحريض ..!!
- خداع النفس ...!!
- عذاب القبر ..!!
- عرب إسرائيل : شيزوفرينيا المُواطنة والقومية ..!!
- ...تداعيات على مقال الاستاذ افنان القاسم Femme Fatale
- بطل عادي جدا ..!! بالإشتراك مع وجد قاسم
- كفى رقصا على الدماء .
- نجاح هدّام ..!!
- ذكريات من زمن فات
- حوار ماركسي ..؟؟!!
- النيابة والاعتداء..
- استاذة فاطمة ناعوت : زودتيها شوي ..أبجديات الحياة أولا !!
- إعدام أم دفاع عن النفس ؟؟ وكوفية ..!!
- ألغني والفقير ..
- ألروبوتات القاتلة ..


المزيد.....




- وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل ...
- وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال ...
- هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية ...
- بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال ...
- حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام ...
- معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و ...
- قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي ...
- قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في ...
- الحقيقة وراء تأثير وسائل منع الحمل على وزن النساء
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل الآلاف من النساء والفتيات بمناس ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قاسم حسن محاجنة - ملوخية ، كوتا وبامبرز ..