أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - 50 ألف حرامي والحبل عالجرّار














المزيد.....

50 ألف حرامي والحبل عالجرّار


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 4650 - 2014 / 12 / 2 - 02:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يفجر السيد رئيس الوزراء "حيدر العبادي" وهو يتحدث أمام البرلمان العراقي عن كشفه لـ " 50 ألف أسما وهميا" أو ما يعرف بالفضائيين في وزارة الدفاع لوحدها وهو ما يعادل أربع فرق عسكرية!! مفاجأة من العيار الثقيل ولا المتوسط ولا حتّى الخفيف ، كون هؤلاء الفضائيون كانوا معروفين للشارع العراقي ليس كأسماء وأعداد بل كظاهرة، حتّى أن الشارع العراقي كان يقول عنهم على سبيل النكتة من أنهم "فضائيين" وليسوا " رواد فضاء". وكان السيد العبادي وهو يتحدث عن هذا العدد وأكتشافه من خلال متابعة مكتبية روتينية وليس عبر متابعة ميدانية يبدو منزعجا كون "رواد الفضاء" هؤلاء كانوا يستلمون رواتبهم لسنوات طويلة ما أثّر بشكل كبير على ميزانية البلد. خصوصا في هذه الفترة كون المالكي ترك الخزينة العراقية خاوية عند تسليمه السلطة التي كان بقاءه فيها هو أستمرار هذه الفرق العسكرية الوهمية الاربع وغيرها العشرات التي سيكشفها السيد العبادي إن كان جادّا فعلا في محاربة الفساد، بأستلام رواتبها والتي تذهب الى جيوب متنفذين وضباط كبار في وزارة الدفاع التي كان وزيرها لدورتين انتخابيتين هو المالكي نفسه.

لو راجعنا ميزانيات الدولة العراقية عهد المالكي لرأينا أن نسبة كبيرة منها كانت مخصصة نتيجة الارهاب الى وزارتي الدفاع والداخلية والتي كان يقودهما " المالكي" بنفسه أضافة الى منصبه كرئيس للوزراء وقائدا أعلى للقوات المسلحة العراقية. وعلى الرغم من هذه النسبة العالية الّا أنّ الارهاب كان في وتيرة تصاعدية حتّى وصل بالنهاية الى أن يفقد البلد ثلث مساحته بعد أن تبخر الجيش لأسباب عديدة ومنها سوء أدارته وعدم كفاءة قادته وأنهيار الروح المعنوية للجنود، وقد يكون أحد أسباب تمدد تنظيم داعش الارهابي هو أن الفرق التي واجهته كان من بينها فرق وهمية أي من الفضائيين. أما بالنسبة للأمن الداخلي فأن وزارة الداخلية كانت في أسوأ حالاتها حيث التفجيرات يومية ودون انقطاع "عكس التيار الكهربائي" ومن أسبابه كان ايضا عدم كفاءة ضباطه ومسؤوليه ولا يستبعد ان يكون هناك عشرات آلاف الاسماء الوهمية من الفضائيين الذين أثقلوا كاهل الوزارة برواتبهم. أن هدر عشرات مليارات الدولارات لم يكن بسبب هؤلاء الفضائيين فقط ، بل جاء أضافة لأبرام عقود وهمية كان افضحها صفقة الاسلحة الروسية والتي ذهب ضحيتها " علي الدباغ" دون شركائه الكبار من بطانة المالكي واقطاب حزب الدعوة، وشراء لعب أطفال على أنها أجهزة كشف متفجرات لم يذهب ضحيتها أحد كون المسؤول عنها قيادي بارز في حزب الدعوة وغيرها الكثير.

أن شعور السيد العبادي بالأسى وحده لا يكفي لمحاربة الفساد، والتركيز على محاربة الفساد في المؤسستين العسكرية والامنية على أهميتهما تبقى ناقصة دون أن تمتد الى باقي مؤسسات ووزارات الدولة كون الفساد أصبح ثقافة مجتمعية بدلا من أن تكون الثقافة المجتمعية عاملا لمحاربة الفساد. كما وأن أتخاذ التدابير الآنية لمحاربة الفساد دون وضع خطط أستراتيجية وعلمية مدروسة مع أتخاذ كل الاجراءات الادارية والقانونية لتقديم الفاسدين الى محاكم علنية ومن دون أي أعتبار لمركز المسؤول أو الموظف الفاسد ستكون بداية حقيقية لدحر هذا العدو الذي يعتبر اكبر خطرا من الارهاب نفسه. ومن الضروري هنا تذكير السيد " العبادي" بعد تمنياته بعدم فساد المؤسسة القضائية من أن هذه المؤسسة فقدت مصداقيتها واستقلاليتها بعد أن أصبحت العوبة بيد المالكي يحركها كيفما شاء للنيل من الذين وقفوا أمام هيمنته، أما حول الفساد الواضح للغالبية العظمى من القضاة العراقيين فيستطيع السيد العبادي ان يعود الى التسجيل الذي يقوم به القاضي من دولة القانون " محمود الحسن" بتوزيع أراض الى البسطاء مع تهديدهم بمنعها عنهم في حالة عدم أنتخابه ودولة لاقانونه .

أن 50 ألف حرامي هم في الحقيقة بضعة حرامية ايها السيد العبادي وهم الذين نظّموا قوائما بهذا العدد الكبير من الاسماء الوهمية ولهم شركاء في أعلى مراكز أتخاذ القرار أو من أبنائهم وأصهارهم وهم معروفون لك ولنا ولشعبنا الذي يموت أطفاله في مُهُد من "كارتون"، فهل ستستطيع أن تكمل مشوارك وتسحب سفينة العراق من المياه الضحلة التي رست فيها لرعونة ربّانها؟ أنك اليوم جرّار الحبل الذي عليه سحب السفينة الى حيث المياه العميقة لتمخر نحو شاطيء الأمان، فأكشف عن الحرامية وأضربهم بقوة ولا تأخذك في الحق لومة لائم.

رؤساؤكِ شركاء السرّاق. كلّ يحب الرشوة. لا ينصفون اليتيم ودعوى الأرملة لا تصل اليهم ... "أشعيا مخاطبا المدينة الظالمة"



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- سماء الخضراء تمطر مستشارين
- فؤاد معصوم غير معصوم
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- محاكم تفتيش طائفية في شارع المتنبي
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- أحزاب المحاصصة ودعارة غسيل الاموال
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- باقات ورد من مجرمي المحاصصة لذبّاحي داعش
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- المصالحة الوطنية وآفاق نجاحها
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ل ...
- - قراءة في كتاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي -
- النظام الطائفي في بغداد متعفّن وغير قابل للأصلاح
- هَزُلَت وربّ بغداد
- الى كوباني -دل كورد- ليحجّ الأحرار
- لو في يدي لحبست الغيث عن عراق مستسلم *


المزيد.....




- مصر: الداخلية تكشف حقيقة فيديو لتوقيع طالب وطالبة على ورقة ز ...
- أمريكي يحاول اختطاف طائرة في بليز
- غضب في الجبل الأسود بسبب صفقة مع شركة إماراتية لاستئجار أحد ...
- -لم تعد بلاد الحرية-...خوف الطلاب الأجانب في الجامعات الأمري ...
- أمل جديد لمرضى باركنسون: خلايا جذعية تعيد الأمل في العلاج
- ماكرون يعلن عن محادثات بشأن أوكرانيا الأسبوع المقبل في لندن ...
- مشاهد مروعة.. جثث أطفال متفحمة بقصف إسرائيلي على منزل في بني ...
- الجيش اللبناني يعلن توقيف فلسطيني بحوزته أسلحة في مدينة صيدا ...
- أمطار غزيرة تسبب فيضانات عارمة شمال إيطاليا (فيديو)
- كوريا الجنوبية تناور على حدود جارتها الشمالية


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - 50 ألف حرامي والحبل عالجرّار