أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد وجاني - هل المغرب في طريقه نحو الديموقراطية؟














المزيد.....

هل المغرب في طريقه نحو الديموقراطية؟


فؤاد وجاني

الحوار المتمدن-العدد: 4649 - 2014 / 12 / 1 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يرى راءٍ أن المغرب سائر نحو تحقيق دولة العدالة والديموقراطية، وقد يدعم جِداله بحجة مظاهر حرية التعبير المتقطعة التي يشاهدها أمام البرلمان وبوادر الاحتجاج المخوَّل لها بين فينة وأخرى في الشوارع الرئيسة، متناسيا شتى أساليب القمع والاعتقال والتضييق الممنهج بل والاغتيال النفسي والجسدي التي يتعرض لها المناضلون.
السؤال الذي يجب أن نطرحه: ماذا تحقق من الديموقراطية؟
الجواب بكل بساطة: قشرتها فقط، المظهر الذي تبتسم له الشفاه أمام آلات التصوير الرسمية. وأما الواقع فتعرفه المنظمات الحقوقية العالمية، ويعلمه الشارع المغربي، ويعانيه مناضلو حركة عشرين فبراير وأعضاء جماعة العدل والإحسان والجمعية المغربية لحقوق الإنسان والاتحاد الوطني لطلبة المغرب وباقي النشطاء المدنيين في الساحة السياسية والنقابية والجامعية. فحرية الرأي والتعبير غير مكفولة للمواطن كما يدعي الدستور، وما الاعتقالات التعسفية والتهميش والمنع إلا أدلة مباشرة على انتهاك حقوق المناضلين.
الواقع أيضا أن الملك هو الذي يحكم، ويسود ، ويستحوذ على السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، بل إنه أصبح لا يحترم حتى مضامين الدستور الجديد الذي ألّفه بيد مجلسٍ كان قد اختارَهُ.
هناك انتخابات تشريعية ، لكن رئيس الوزراء مجرد دمية بيد النظام، لا قرار له دون استئذان القصر. وأما قبة البرلمان فلها خطوط حمراء لا تتجاوزها، لا يمكنها مثلا أن تناقش ميزانية القصر والقائمة المدنية للملك، فبالأحرى أن تعارض قراراته، وأن تحاسبه على وقته وتفريطه وإفراطه وإنجازاته وإخفاقاته. هم مساهمون أيضا في خلق دولة الاستبداد بترك الملكية لحالها، تفعل ما تشاء.
لسنا سائرين نحو الديموقراطية ونظام مأسسة الحرية بل نحو حكم مقنع بالأرستقراطية، القيم فيه خادعة، في الظاهر دولة حق وقانون ، وفي الباطن استمرار لسنوات الجمر والرصاص، هو نظام كالبنى التحتية للبلاد التي ما فتئت أن انكشفت حقيقتها تحت هطول الأمطار الأخيرة.
وإذا كانت الديمقراطية ترتكز على مبدأ حكم الأغلبية مع حماية حقوق الفرد والأقليات، فإنها في المغرب تحمي النخبة الأرستقراطية ولا تحترم إرادة الشعب.
وإذا كانت الديمقراطية نظاما يستمد قوته من حكم القوانين وليس الأفراد، و يحد من سلطة الحكومة، جميع المواطنين فيه متساوون، لا أحد فيه فوق القانون ولو كان ملكا أو وزيرا أو ثريا من الأرستقراطيين، فإنها عندنا حبر على ورق لأن القضاء الذي يُفترض فيه أن يكون مستقلا يخضع لقبضة نخبة تعتبر نفسها منزهة فوق حكم القانون.
وأما مبدأ الجهوية الذي يساهم في توزيع السلطة على حكومات إقليمية ومحلية، لكونها الأدرى بحاجات ومصالح المواطنين في تسيير الخدمات الاجتماعية ، فمُسيَّسٌ نحو الفشل لافتقاد القيادات المحلية للنزاهة وعدم خضوعها للمراقبة المستمرة، وإن صلُحوا فتُعوزهم الإمدادات المادية، وينقصهم التدريب، وتُسلب منهم السلطة الفعلية. الكل ينتظر أوامر وزير الداخلية ، وحتى هذا الأخير لا يتصرف من تلقاء نفسه، بل ينتظر هو أيضا تعليمات الملك حتى في الحالات التي تستوجب اتخاذ القرار السريع والتدخل المباشر كالفيضانات حماية للأرواح مثلا، وبالتالي تبدو المجتمعات المحلية غير قادرة على السيطرة على شؤونها الخاصة ومحتاجة كغيرها لسلطة المخزن المركزية.
تتعدد واجهات الزيف الديموقراطي في المغرب، لذلك لا أدعي حصرها في هذا المقال، آخرها كان تنظيمه للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان برعاية الطرفين الأكثر عداء لحقوق الإنسان: وزارة الداخلية والملك.
إننا نعيش في ظل تيموقراطية بدل الديموقراطية، حيث الملك الحاكم يكتنز الأموال داعيا الشعب ضِمْنا إلى الاقتداء به بدل حب الكفاح والمجد. في هكذا نظام، يعشق الناس المادة، يكرمون الغني، ويحتقرون الفقير. هذا الفقير سيكون مشعل التغيير.
إن الاستبداد سيقود الملكية نحو الضلال مادام العاهل ذو الحكم المطلق يضع نصب عينيه مصلحته فقط بدل مصلحة المحكومين. وكما قال أرسطو:" لا يوجد رجل حر سيتحمل هكذا حكما". ندع للزمن العادل ولكل القوى الحرة الواعية تأكيد هذا الطرح في الميدان.



#فؤاد_وجاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يزعج فن الراب السلطة في المغرب
- خطاب الحسد
- شيوخ الخليج العربي: أعداء الديموقراطية وكرامة الإنسان
- قطة الملك الأمريكية
- استشهاد المزياني : البلاد التي تعيش دون حرية جسد دون روح
- الرفيق محمد السادس
- المخزن المغربي من جلاد إلى ضحية
- صاحب القفة ومنطق الزيت و السكر
- جمال الثورة..
- المغرب: من النظام الملكي الأبوي إلى الدولة المدنية
- بعض آليات الأيْقَنة الملكية ودروها في فرض السلطة الجبرية على ...
- الخبز أو الملكية بالمغرب
- مشروع دستور -الكراكيز- في المغرب
- فخامة حمار للاعبوش يخاطب الحكام الحمير
- زغردوا ...دستور جديد لمخربستان!
- وصفة البقاء للملوك والرؤساء
- أولى دروس الحرية - قصة قصيرة
- سانتشو بانزا والمالكي
- رِسَالَةٌ مِنْ لَلَّا عْبُوشْ الى مِشْتْر بُوشْ
- فاجِعةُ كِتابٍ في أمَّةِ الكِتابِ


المزيد.....




- المحكمة العليا الروسية تزيل تصنيف “طالبان” كـ-جماعة إرهابية- ...
- ما ردود الفعل في إسرائيل على رفض “حماس” مقترح وقف إطلاق النا ...
- الخارجية الأمريكية توضح لـCNN مصير سفينة قمح متجهة إلى اليمن ...
- غارات ميناء رأس عيسى.. ماذا قالت أمريكا وجماعة الحوثي؟
- موتورولا تعود لعالم الحواسب اللوحية بجهاز منافس
- أطعمة تعزز صحة الأسنان
- لماذا يجب أن تتوقف عن ممارسة التمارين الرياضية مساء؟
- دراسة صادمة.. تغير المناخ قد يحرم الملايين من الدم المنقذ لل ...
- تطوير -راديو فضائي- للبحث عن أشكال خفيفة للمادة المظلمة
- الصين تجسّ نقطة ضعف الولايات المتحدة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد وجاني - هل المغرب في طريقه نحو الديموقراطية؟