أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - تركيا وسط النار














المزيد.....

تركيا وسط النار


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4644 - 2014 / 11 / 26 - 10:51
المحور: كتابات ساخرة
    


بات التدخل الأجنبي في سوريا وشيكا بعد الإشارات الواضحة التي أرساها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونائب الرئيس الأمريكي جون بايدن، رغم اتهام الأخير تركيا أنها تساعد المقاتلين على العبور من أراضيها للأراضي السورية وأنها دولة تدعم الإرهاب، شأنها في ذلك شأن دولة قطر التي ذهبت على استحياء إلى السعودية طلبا للمّ شمل دول مجلس التعاون قبل القمة الخليجية المرتقبة في شهر ديسمبر المقبل.
فكل المؤشرات تدل على أن أمريكا وحليفتها تركيا تستعدان فعلا لإقامة منطقة عازلة ومنها تنطلقان لاحتلال سوريا والإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، رصدتا كل الإمكانيات لذلك من تعبئة للجنود الذين زعمتا أنهم يمثلون المعارضة المعتدلة لا يتجاوز عددهم في المرحلة الأولى الألفي جندي وهو رقم يدعو للسخرية في ظل حرب شرسة تدور رحاها منذ أربع سنوات تقريبا، فأمريكا يبدو أنه غير جدية في الأمر وأنها تريد إقحام تركيا في الحرب الدائرة بين التحالف وداعش، وإجبارها على الدخول في المعركة في عين العرب كوباني، ويبدو أنها نجحت نسبيا في ترويض المارد التركي من خلال عقد اتفاقية تعاون بينهما وتدريب عدد من الجنود وتسليحهم وزجّهم في النهاية في حرب لا تعرف نتائجها مسبقا، وقد يؤدي هذا الأمر إلى ما لا تشتهي تركيا نفسها، إلى صراع طويل الأمد تختلط فيه الأوراق وإن كانت قد بدأت فعلا واشتبكت فيه دول المنطقة وقد يمتد الصراع إلى تركيا نفسها من حيث لا تعلم.
ما زالت تركيا على موقفها بل ومصرّة إصرارا عجيبا على الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، رغم سعي أمريكا المتواصل إلى دغدغة مشاعر تركيا، مرّة بإحراجها وأخرى بإغرائها، ولكن تصلّب الموقف التركي عموما، وعناد الرئيس رجب طيب أردوغان قد يفقدان تركيا توازنها ويغيّر الاتحاد الأوروبي موقفه منها بتجميد الحوار معها لأنها في الأساس أظهرت أنها لا تتعاون مع المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب، وهي أيضا في الوقت نفسه متوجّسة خيفة من التعاون الأمريكي الكردي في عين العرب كوباني لأن الأكراد يمثلون العدوّ اللّدود لها على مرّ التاريخ وما سمحت تركيا للبشمرجة العبور من أراضيها إلا على مضض، وفسحةً لإعادة النظر في علاقتها القديمة مع أمريكا.
تركيا اليوم تعيش متناقضات في الحياة السياسية عموما وفي هذه القضية خصوصا، فهي تقيم علاقات عسكرية مع اليهود الذين يسبّهم أردوغان على الملأ بينما يتعاون معهم في الخفاء، وبينما ينتقد سياسة أمريكا الخجولة مع نظام الرئيس بشار الأسد في حين يسعى لإرضائها من جهة أخرى من خلال السماح لأعدائها بالعبور من أراضيها لأراضي المعركة، وبينما كان الصديق للدكتور بشار الأسد في وقت ما وصل حدّ الاتفاق على التعاون بمختلف مجالاته في حين اليوم ينادي برحيله لأنه يقتل شعبه حسب زعمه، كل هذه التناقضات التي تعيشها تركيا ليست في صالحها وإن بدت ظاهرا أنها تخدم نفسها بنفسها، فالعالم يتغير بين لحظة وأخرى وتمتد يد التحول لتصل كل دول العالم بما فيها تركيا نفسها، فلا تظن تركيا أنها ستظل على هذه الحال، فالخطر محدق بها من جميع الاتجاهات ولنرَ كيف سيتصرف أردوغان في هذه القضايا الحساسة مع أن المعارضة بدأت تنمو شيئا فشيئا وتتكاثر وتتقوى يوما بعد يوم ولكل رجل حكاية وحكاية أردوغان كيف ستنتهي؟
نأمل أن لا يسير الأمر إلى التدخل الأجنبي في سوريا بدعوى محاربة الإرهاب أو بدعوى الإطاحة ببشار الأسد، لأن الأمر أبعد من ذلك بكثير، معاناة كبيرة يعيشها المواطن السوري اليوم في أرضه، سيُقتل الأبرياء، وستُدَمّر سوريا عن آخرها وستُصبح دولة أشباح، ولن يجلب التدخل الأجنبي الحرية والكرامة بل سيجلب الخزي والعار، يبدو أن أردوغان لم يتعلم من درس الأرمن!



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة ستظل مستعبدة مالم
- هل يفعلها السبسي مرة أخرى في الرئاسة؟
- إنه الانتصار لتونس الشعب
- الغنوشي يستحقها
- وانكشفت اللعبة الخفية
- قطع الرؤوس سياسة أموية
- جربة تنتفض على وقع النفايات
- أبو سرور الذي لم يمت
- هل هذه هي الحرية التي يريدها العرب؟
- المرأة وأزمة الاستعباد
- المرأة وأزمة الاستعباد
- أوباما يصرخ في الحادي عشر من سبتمبر
- آلآن وقد عصيتِ قبلُ
- الاهتمام بأمور المسلمين
- أمتنا في خطر
- لماذا تتزين المرأة؟
- -داعش- المحبوبة الملعونة
- جنون الكرة ( كأس العالم نموذجا)
- الانتروبولوجيا الإباضية أو الانتروبولوجيا والإباضية
- نام البابا واستيقظ


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - تركيا وسط النار