أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - أنحب أمواتنا أكثر من أحيائنا














المزيد.....

أنحب أمواتنا أكثر من أحيائنا


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4638 - 2014 / 11 / 19 - 13:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



إن جمال الحياة الإنسانية له مظاهر عديدة في كل ما يحيط بنا بما فيه من جمال الطبيعة والجمال الإنساني والحيواني . والكائن البشري يحب كل ما هو ممتع ولذيذ وبضمنها المتع المشروعة وغير المشروعة ، لأن كل ما أحس الفرد بأنه حي بإستخدامه لحواسه وغرائزه يجعله يشعر بمتعة يومية بالحياة ، ولا فرق في هذا بين متحضر ومتخلف وبين فقير وغني ، إلا أن تقبل الإنسان لهذا العطاء اللامتناهي من المتعة هو مختلف طبعاً من فرد لآخر ، ليس حسب الرقعة الجغرافية والمناخية والإقتصادية بل حسب تكوين هذا الفرد ونوع تربيته ومستوى الإكتفاء الذاتي له ، فهناك من يكتفي بالقليل من الطعام وهو سعيد ومن يكتفي بالقليل من المتعة الثقافية أو الروحية ، وهناك من يتحسس جمال كل كائن من حوله ، ،هناك من يمر بجميع الأحياء والمكونات الطبيعية وبضمنها نفسه مرور الكرام ، والمهم هنا هو إيجاد الحيز الذي يتحرك فيه الإنسان ويجعله سعيداً ، وكلمة سعيد هي حد الإكتفاء والإشباع . إن علينا أن نثمن الفترة الزمنية التي نعيش فيها لننجز كل ما نحبه قبل نقطة الصفر ، وهذا ما يجعلنا أيضاً نقدر الحياة والأحياء لأنهما أجمل كنز لهذه الأرض .
حينما نقلب صفحات التأريخ العربي نجد أن الفرد العربي لا يثمن الأحياء إلا حين موتهم ، حيث يصبح هؤلاء الأموات هم مدار حياة المجتمع وتأريخه ومنجزاته وتراثه وإرثه الحضاري ، ونحن العر ب ننتظر موت الأديب والعالم ورجل السياسة لكي نكرمه ونعظمه بالنياشين ، وكم من أديب ذكر بالخير بعد موته ، وكم من عالم إشتهرت منجزاته بعد موته ، ونكتشف فجأة بأنه عاش فقيراً معدماً منسياً أو منفياً ، فالحياة لدينا غير مقدسة بل هو الموت ما نقدسه ، وربما ولهذا السبب يكثر لدينا الأموات ويقل الأحياء ، وربما لهذا السبب أيضاً لا يجد الكثير من المتفوقين الدافع للبروز ، وإذا ما إنتبهت السياسات العربية الى أحد المبدعين وتكرمت بتكريمه سيكون هذا عادة قبل شهر من وفاته أو فترة زمنية قصيرة ، ويكون حينها هذا التكريم عديم الفائدة لأن هذا المبدع أو ذاك لن يجد الدافع للمواصلة بسبب كبر سنه ، وقد يجد الكثير من المبدعين العرب فرصتهم بالتألق من خلال المنظمات العالمية والحكومات الأجنبية ، كما حدث سابقاً بالنسبة للعالم عبد الجبار عبد الله ولاحقاً للمصممة زها حديد . وقد تكون هناك أسباب مضافة لتهميش الأحياء المبدعين منها الإحساس العالي بالغيرة والحسد وتفوق إحساس المنافسة على النزاهة الثقافية .
إن التأريخ البشري يؤكد على إرتباط الحياة والموت وكلنا إمتداد لأفراد أصبحوا جزءاً من الماضي البشري وكل ما حولنا يؤكد على ذلك . رأيت ذات يوم فيديو عن طيور البطريق والتي تموت وتتجمد في مناطق القطب وهي تحتضن بيضها ، وقد تموت الكثير من الأمهات وهن يلدن أولادهن ، لكن المختلف لدينا نحن العرب هو أن الموت قيمة لوحده ، نمجده ونعظمه ولا يوازي هذا تعظيم قيمة الحياة والسعي لأجلها والمحافظة عليها ولذا فإن حياة الكثير من أبناء الشعوب العربية لا تساوي ثمن رصاصة واحدة ولا يعني هذا أن هؤلاء الأفراد مستحقون للموت بل يعني بأن ليس هناك قيمة لحياتهم . ولو قارنا بكم الإحترام للحياة الإنسانية والحيوانية في كثير من الدول المعاصرة لوجدنا أن سياسياً كبيراً يمكن أن يسجن إذا أساء التعامل مع حيوانه ، وقد يحاسب رجل البوليس إذا أساء التعامل مع شخص ألقي القبض عليه لجريمة ما ، وقد تشتعل وسائل الإعلام بهذا الخبر وتتنافس الأحزاب المعارضة لإظهاره . أما نحن فقد نجعل الأكداس البشرية ولا فرق أن يكونوا بالغين أو أطفال سلالم لنرتقي عليها الى المجد ، لأننا وببساطة ندمر الحياة الإنسانية بوحي الخيال الديني والعسكري المريض ، ونعتقد أن هذا الدمار البشري هو ضرورة حتمية للنجاح حينما لا نمتلك مقومات الحياة وأسسها والتي هي التطور الإقتصادي والثقافي ، ونبدأ هنا في البحث عن أسس الموت ووسائله لا إرتقاء الى الأفضل بل بحثاً عن بدائل للحياة .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الورود السوداء - قصة قصيرة
- أخاك أخاك أن من لا أخاً له .. كساع إلى الهيجا بغير سلاح
- نحن من يزرع الشوك
- البيت العراقي
- من يُعدِل الميزان .
- من يبقى للعراق الجريح !!
- الإرهاب من أين والى أين .
- هل يتبادل الإنسان الأدوار مع الحيوان .
- الطلاق الحر بين الجماعات والأفراد .
- إن كنت تريد غزالاً فخذ أرنباً , وإن أردت أرنباً فخذ أرنباً . ...
- المادة 4 إرهاب ويوم المرأة العالمي وقانون الأحوال الشخصية ال ...
- الشراسة طبع متوارث أم مكتسب لدى العرب .
- ( وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا )
- كل يوم يُقتل الحسين فينا .
- أفقر العالم أشد أم فقر العراقيين .
- الإنسان إبن بيئته والمرأة تتبع هذا .
- إحساس الغيرة هل هو مرض أم دافع .
- فلسفة إلغاء الآخر أو فلسفة القتل .
- المغتربات العراقيات والسومريات
- ماذا يفعل الإنسان العربي ببيئته


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - أنحب أمواتنا أكثر من أحيائنا