طرائف من برلين

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4633 - 2014 / 11 / 14 - 11:02
المحور: كتابات ساخرة
    

* سمعَ أحد معارفي في دهوك " س . م . س " ، بأنني سأسافِر الى برلين للمُشاركة في مُؤتمرٍ لحقوق الإنسان ، فأتصل بي وقال : .. أنصحكَ بأن تُبّدِل عُملتك من الدولار، هنا في دهوك ، وتُحّولها الى يورو .. لأنك إذا بدلْتها في برلين ، سوف تخسر كثيراً . شكرته على هذا التنبيه القّيِم .
حقيقةً ... في الوهلة الأولى ، قلقتُ كثيراً وخفتُ أن أفقد الفرق بين سعر الصرف هنا وهناك .. لكنني مثل عادل إمام في مسرحيته ، عندما جاءهُ إنذارٌ بأنهم سوف " يشيلون العُدّة ، أي جهاز التلفون وملحقاته " لأنه تأخرَ عن دفع أجور التلفون .. فقلقَ على " العُدّة " .. لكنهُ تذكرَ أنه لايملك تلفون أصلاً ! .. فضحك عليهم وعلى نفسه أيضاً . يا سيدي .. أنا لايهمني سعر صرف اليورو او الدولار ، إن إرتفعَ أو هبط ، فليسَ عندي ، أساساً ، عُدّة أخافُ عليها ! .
* بعد ليلتي الأولى في برلين .. نهضتُ كالعادة باكراً ، وتوجهتُ في السادسة والنصف الى مطعم الفندق ، مُتوقعاً بأنهُ سأكون وحدي رُبما ، في هذه الساعة .. لكني وجدتُ إثنَين من ضيوف المؤتمر ، من فِئة " الشِياب " مثلي .. ينتظرون وصول الخبز ، لتناول الفطور .. لكي يأخذوا بعدها ، أقراص القلب والضغط .. وبينما نحن جالسون ، حضرَ " شايبٌ " آخر .. وبعد السلام ، ملأ قدحاً من الماء ، وبلع حبةً قائلاً : هذه للسُكَري .. وبعد الأكل ، يأتي دور الأمراض الأخرى !.. وصلَ الخبز الحار ، وتقاطرَ المشاركون في المؤتمر .. وكانَ مشهداً تراجيكوميدياً .. حيث ما أن ينتهي أحدنا من الأكل ، حتى يُسارع الى عُلب الأدوية في جيبهِ .. إكتشفتُ أن نسبةً مُهمة من المُشاركين في المؤتمر ، إضافةً الى تعاطيهم الشؤون العامة وحقوق الإنسان ، فأنهم يتعاطون حبوب القلب والضغط والسكري أيضاً !.
* بعد إنتهاء المؤتمر ، توجهتُ الى بيت أحد أقربائي في برلين .. ورغم برودة الجَو ، فلقد أستقبلني بِحرارة . وللحق ، فأنه بذل جهوداً كبيرة ، من أجل تحصيل مواعيد لي ، عند المُختبر وطبيب العيون ولا سيما السونر وطبيب الباطنية .. خاصةً بعد أن أخبرتهُ بأنني سأعود الى بلدي ، فورَ إنتهائي من هذه الفحوص .. فتحّمسَ الرجُل إيما حماس .. ولجأ الى معارفه وأصدقاءه في برلين ، من أجل تأمين مواعيد لي ، في أقرب وقت . إعتقدتُ لبرائتي ، بأن قريبي ، يفعل كُل ذلك ، من فرط إهتمامه بي .. لكنني إكتشفتُ ، بأنه أنما يفعل ، حتى يخلص مني ويوصلني الى المطار ! . تأكدتُ من ذلك ، حين جائتني دعوة من صديقٍ في النرويج ، لزيارته لبضعة أيام .. فقالَ لي قريبي : .. إستغل هذه الفرصة ، فأوسلو مدينة جميلة ، وجديرة بالزيارة .. وهو يقول في دخيلتهِ : الحمد لله سأرتاحُ منه لبضعة أيام !! .

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات