|
البيشمركة في كوباني .. مُلاحظات
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4619 - 2014 / 10 / 30 - 18:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التغطية الإعلامية مُنقطعة النظير ، التي رافقتْ تحرك قُوّة من البيشمركة من أربيل ، قوامها 150 فرداً ، معهم ما قيلَ أنه " سلاحٌ ثقيل " ، وتوجهها علناً نحو الحدود مع تركيا ، ومن ثم الى الحدود السورية ، للدفاع عن كوباني .. يستدعي بعض المُلاحظات : * بدءاً .. لم يكُنْ من الممكن القيام بهذه الخطوة ، لولا وجود ( توافُق ) أقليمي ودولي ، حولها . وبالذات تنسيق أمريكي / تُركي . فمن أجل إخراج تُركيا من المَطَب الُمُحرِج ، بعد إنفضاح تواطئها مع داعِش .. فأن الولايات المتحدة الأمريكية ، بإعتبارها زعيمة حلف الأطلسي ( نصحتْ ) حليفتها تُركيا ، بالمُشاركة في الجُهد الدولي في مُحاربة ما يُسّمى دولة الخلافة الإسلامية ، لاسيما بعد خروج مُظاهرات في معظم دول العالم الغربي ، مُناهضة لداعش ومُؤيدة ل كوباني . وبالفعل رضختْ تركيا " شكلياً " للضغوطات . فأعلنتْ الحكومة وقوفها ضد إرهاب داعش [ لكنها ، أوضحَتْ بِجلاء بأنها تعتبر حزب العمال الكردستاني إرهابياً كما داعش ! ] . * في أقليم كردستان العراق ، ومنذ بدء الهجمة الكبيرة من قِبَل داعش ، على كانتون " كوباني " في سوريا ، ومُحاصرتها من ثلاث جهات .. تزايدتْ المُظاهرات والإعتصامات الشعبية ، الداعية الى مُساندة المقاومة الباسلة في كوباني .. بل تحولَتْ مسألة كوباني ، الى ساحةٍ للمُزايدات الحزبية والدعاية ، لاسيما بين الإتحاد الوطني والحزب الديمقراطي . وكما في كُل شأنٍ آخَر ، فلقد كانتْ إيران وتُركيا والولايات المتحدة الأمريكية ، حاضرة بِقُوة في المشهَد . فتمَ ترتيب لقاءات الأحزاب السورية الكردية في دهوك " من أجل إيجاد أرضية مُشتركة بينها وتوحيد صفوفها " برعايةٍ مباشرة من رئيس الأقليم السيد مسعود البارزاني . ولكني أعتقد ، بأن الهدف الأبعد ، كانَ إقناع " صالح مُسلم " زعيم حزب الإتحاد الديمقراطي السوري ، الذي يقود كانتون كوباني ، بالإبتعاد عن نهج حزب العمال الكردستاني ، مُقابِل توفير دعمٍ دولي واسع له ، وإشراكهِ في " اللعبة " ! . حيث جرتْ مُحادثات بين مُسلم ووفدٍ أمريكي في دهوك ، لم يُعلَنْ عن فحواها ونتائجها . على أية حال .. هنالك كما يبدو ، ما يَشبه الإتفاق الضمني ، بين الأطراف الفاعلة : إيران / تركيا / الولايات المتحدة .. على إطلاق يد إيران في طوزخورماتو وجلولاء ومُحيط كركوك ، من خلال الميليشيات الشيعية المسلحة ولا سّيما بدر .. مُقابل إستمرار النفوذ التركي في مناطق حدودها مع العراق وسوريا ، بالتنسيق مع البيشمركة ، بشرط تحجيم حزب العمال الكردستاني ، وفرض شروط قاسية على حزب الإتحاد الديمقراطي ، من اجل فك الحصار عن كوباني وكسر كماشة داعش . * لا أؤمن بالمُعجزات كثيراً .. لهذا لا أصّدِق بأن تركيا بّدلتْ سياستها ، رأساً على عقب ، بين ليلةٍ وضُحاها . بحيث تُوافِق ببساطة ، ان تتوجه قوة من البيشمركة بسلاحٍ ثقيل ، من الأقليم عبر تركيا ، الى كوباني للدفاع عنها ضد داعش ! . تُركيا التي قتلتْ خلال الأسابيع الثلاثة الماضية فقط ، أربعين من مواطنيها الكُرد ، أثناء مُظاهراتهم الحاشدة المُؤيدة لكوباني والمنددة بالسياسة التركية الداعمة لداعش .. تُركيا التي أعلنتْ مؤخراً ، انها تعتبر الإرهاب الأخطر ، هو حزب العمال ، ضاربة بعرض الحائط خارطة الطريق السلمية لحل القضية الكردية . تُركيا التي جهزتْ قوةً من " الجيش السوري الحُر " ، تشوبها الكثير من الشكوك ، لعبور الحدود والدخول الى كوباني [ للدفاع عنها ] ، قبل دخول قوة البيشمركة . * رغم العدد المحدود من البيشمركة ( 150 ) ، الذين توجهوا من الأقليم الى كوباني .. فأن التوديع الشعبي الكبير ، على طول الطريق البالغ ستمئة كيلومتر ، وكذلك المُظاهرات العارمة في المدن التركية الكردية ، الهاتفة للبيشمركة .. أوضحتْ بِجلاء ، تعطُش الشارع الكُردي في كُل مكان ، الى وحدة الكُرد وإصطفافهم جنباً الى جنب . ان الوعي ( الشعبي ) الكردي ، أثبتَ أنه أرقى وأرفع ، من مهاترات الأحزاب وتنافساتها العقيمة . * أرى ان نكون واقعيين ، ولا ننجَر كثيراً وراء العاطفة . ان قوة البيشمركة البالغة 150 ، هي قوة رمزية .. وان [ ثُقل ] أسلحتها ، رمزي أيضاً . أولاً ، لو كُنّا بهذه المقدرة التي صّورتها بعض وسائل الإعلام ، لحّررنا المُدن والبلدات التي ما زالت تحت سيطرة الفاشية الداعشية ، هُنا .. مثل سنجار وبعشيقة وبحزاني والحويجة وجلولاء . ثانياً ، ما هي الأسلحة " الثقيلة " التي عندنا ، والتي تتفوق على تلك التي عند داعش ، والتي إستولتْ عليها من الجيش السوري والعراقي ؟ .. لا أظن ان الولايات المتحدة والغرب ، خلال الثلاثة أشهر الماضية ، قدمتْ للأقليم أسلحةً بالكمية والنوعية ، التي نستطيع بها ، تقديم عونٍ فعلي ومُؤثِر لكوباني . * أعتقد بأنه على البيشمركة الذاهبين الى كوباني ، أن يكونوا في مُنتهى الحيطةِ والحذر .. ليسَ من العدو الداعشي الفاشي فقط .. بل أيضاً من الألاعيب التي يُمارسها والمطبات التي يحفرها .. مَنْ هو من المُفتَرَض ان يكون صديقاً وحليفاً ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العراقي .. و - تَرَف - حقوق الإنسان
-
كُتُبٌ للنازحين
-
دروسٌ من الحَرب ضد داعِش
-
بائع العِلكة
-
حَلٌ مُؤقت لإيواء النازحين : القُصور والجوامِع
-
مُستفيدون صِغار .. ومُستفيدونَ كِبار
-
الصَبر .. ثُم الصَبر
-
نِساءٌ .. ونِساء
-
إلى متى ستصمُد كوباني المُحاصَرة ؟
-
المصاريف الأمريكية .. وخضروات البيت
-
- السهرات الإسطنبولية -
-
ثلاثة رسائل من كوباني
-
- أياكَ أن تقطعَ سِلك الحكومة -
-
اللهُ أكبر .. اللهُ أكبر
-
- اُمَة مُحّمَد كُلّها تُسّلِم عليك -
-
قَلَم السُلطة .. يكتبُ جميع الألوان
-
تَعّلموا مِنْ أورسولا فون دير
-
بينَ وادِيَين
-
المرأة في كوبانى . والمرأةُ تحت حُكم داعش
-
- كوبانى - تحتَ النار
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|