أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد وجاني - خطاب الحسد














المزيد.....


خطاب الحسد


فؤاد وجاني

الحوار المتمدن-العدد: 4603 - 2014 / 10 / 14 - 11:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يكاد الواحد يصدق أسماعه وهو يصغي لما جاء على لسان الملك أمام مجلس النواب. لم يقتصر السادس على ادعاء الانتساب إلى الرسول كما عودنا على ذلك أبوه، بل وضع حديثا جديدا لا وجود له في كتب الحديث التسعة لأهل السنة، فلم يرِد الحديث في صحيحيْ البخاري ومسلم، ولا في سنن الترمذي والنسائي وأبي داوود وابن ماجه والدارمي، ولا في مسند أحمد، ولم يذكره حتى موطأ مالك.
"اللهم كثر حسادنا" قال الملك، ونسب قوله إلى حديث نبوي. وكأن المغاربة كانوا على موعد مع خِطاب عرّاف أو مُنجم أو قارئ للطالع أو كاهن لم ينقصه سوى التزود ببخور ومجمر وطلاسم وتعويذات، فقد كان سوقيا مبتذلا لا يليق بالمتعلمين من العامة فما بالك بأعلى سلطة في البلاد .
كعادتها، لم تجرؤ الهيئات والمجالس الدينية أن تتطرق للحديث الموضوع، فما بالك أن تستنكر الكارثة المذاعة على شاشات التلفاز والمنطوقة أمام من يسمونهم بنواب الأمة من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإسداء النصح وتقويم الاعوجاج. وكيف للمجلس العلمي الأعلى – وهو أعلى مؤسسة دينية حكومية بالبلاد- أن ينبس ببنت شفة حول الموضوع والملك المخطئ إما عمدا أو سهوا رئيسه الفعلي.
ولم يخلُ الخطاب من نظرة استعلائية تجانب الواقع في قوله: "نحن نعرف من نكون، ونعرف إلى أين نسير".
فإلى أين نسير حقا إذا كان المتحكم في كل السلط لا يميز بين قول العرافات وقول جده النبي كما يزعم، إلى أين نسير حقا؟
وعلامَ يحسدوننا، أولئك الحساد المحدقون المتربصون بأعينهم بالمغرب؟
هل على المرتبة 129 من بين 187التي انحدر إليها المغرب في مؤشر التنمية العالمي، أم على نصف طبيب لكل ألف مواطن ، أم على الدين الخارجي الذي بلغ أعلى مستوياته ، أم على الاقتصاد الهش المعتمد على تهاطل الأمطار، أم على إجمالي الناتج المحلي الذي انخفض إلى 4%؟
أم سيحسدوننا على التعليم حيث الأطفال بالجنوب مازالوا يتخذون صناديق الخضار طاولاتٍ بأقسامهم المدرسية، أم على البنية التحتية الهشة التي ما زالت تعتمد في مجملها على ما أنشأته فرنسا المستعمرة؟
علامَ سيحسدوننا يا جلالة المحسود؟ هل على الوضع الصحي المتردي للمواطنين والمستشفيات الخالية من التجهيزات الطبية، أم على نسائنا اللواتي يلدن على الأرصفة وبأبهاء المستوصفات؟
هل سيحسدوننا على حرية التعبير المنعدمة باستثناء ما لا يمس بقداسة شخصكم ولا ينتقد منهجكم ولا يسألكم : من أين لكم كل ذلك وكل هذا؟ أم سيحسدوننا على مئات المعتقلين السياسيين القابعين ظلما بسجونكم العامرة، أم على القضاء الفاسد الذي ترأسونه وتستعملونه سلاحا كاتما لصوت الحرية؟
هل سيحسدوننا على نسبة 13% من السكان الذين يعيشون تحت عتبة الفقر، أم على دور الصفيح المنتشرة عبر أرجاء المملكة السعيدة، أم سيحسدوننا على 30% من الشباب المتعلمين والمعطلين عن العمل؟
لن يحسدوا إلّاك، أنت وأهلك وحاشيتك، المتنعمين المتمرغين في خيرات الشعب، الراتعين في أمواله وأرزاقه، سيحسدونك لأنك المستحوذ على كل السلط: التشريعية بالظهائر المولوية الشريفة والتوجيهات السامية، والتنفيذية بتحكمك في الداخلية والجيش والقوات بأصنافها، والقضائية بترأسك المجلس الأعلى للقضاء، والدينية بترأسك المجلس العلمي، والإعلامية بتقييدك لحرية الصحافة وقص أقلام الأحرار باستعمال الترهيب والقضاء الفاسد.
فلنميز يا جلالة الملك بين من كَثُر حُساده فعلا ومن قل أو انعدم حسادهم، بين سموكم الذي ارتفع بِغناه في التصنيف العالمي لأصحاب التجارة والمال، وبين الشعب الذي أفقرتموه بسياستكم الناهبة السالبة.
هذا ما تبين للشعب وللحاسدين الذين زعمتم من خطابكم : رغم منصبكم بالبلاد، ورغم كل ما وصلتم إليه من غنى، فإن جلالتكم تستحقون الشفقة وليس الحسد؛ فلغة المنطق مغيبة لديكم تماما وأما السوقية ولغة الكهنة فحاضرتان بكل ثقلهما الفارغ! وهذا لا ينم عن اعتقادكم المشين فقط بل عن طبيعة البيئة التي نشأتم فيها!




#فؤاد_وجاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيوخ الخليج العربي: أعداء الديموقراطية وكرامة الإنسان
- قطة الملك الأمريكية
- استشهاد المزياني : البلاد التي تعيش دون حرية جسد دون روح
- الرفيق محمد السادس
- المخزن المغربي من جلاد إلى ضحية
- صاحب القفة ومنطق الزيت و السكر
- جمال الثورة..
- المغرب: من النظام الملكي الأبوي إلى الدولة المدنية
- بعض آليات الأيْقَنة الملكية ودروها في فرض السلطة الجبرية على ...
- الخبز أو الملكية بالمغرب
- مشروع دستور -الكراكيز- في المغرب
- فخامة حمار للاعبوش يخاطب الحكام الحمير
- زغردوا ...دستور جديد لمخربستان!
- وصفة البقاء للملوك والرؤساء
- أولى دروس الحرية - قصة قصيرة
- سانتشو بانزا والمالكي
- رِسَالَةٌ مِنْ لَلَّا عْبُوشْ الى مِشْتْر بُوشْ
- فاجِعةُ كِتابٍ في أمَّةِ الكِتابِ
- ومرت السخرية العربية من كولورادو...


المزيد.....




- ترامب: لا ناجين في حادث اصطدام الطائرة بالمروحية فوق نهر بوت ...
- مغنية راب سودانية.. صوت يصدح أملا في زمن الحرب
- غزة تشهد إطلاق سراح رهائن إسرائيليين جدد من أمام منزل يحيى ا ...
- سلوان موميكا.. مقتل حارق القرآن في بث مباشر على تيك توك في ا ...
- هل تمكّنت إسرائيل من إضعاف حماس عسكرياً؟
- كيف استطاع أحمد الشرع أن يصل إلى رئاسة سوريا؟
- من دمشق.. أمير قطر يدعو لحكومة -تمثل جميع الأطياف- في سوريا ...
- ترامب: ليس هناك ناجون في حادثة تحطم الطائرتين فوق مطار ريغان ...
- بن غفير: إطلاق سراح الرشق والزبيدي شهادة على الاستسلام ويجب ...
- حافلات تقل سجناء فلسطينيين أفرج عنهم تغادر سجن عوفر الإسرائي ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد وجاني - خطاب الحسد