أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سماح هدايا - التغييرات الثورية تقتحم واقع المرأة وتبدله














المزيد.....

التغييرات الثورية تقتحم واقع المرأة وتبدله


سماح هدايا

الحوار المتمدن-العدد: 4587 - 2014 / 9 / 28 - 19:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الثورة أعادت النظر في الأدوار التي تمارسها المرأة في مجتمعها. وأعادت التفكير في علاقة المرأة بالرجل وفي علاقتها بذاتها وواقعها.
القواعد الاجتماعية السائدة، كانت أسّست للمرأة دورا مهما وهو الأسرة. لكن بالمعنى المعيشي الخدماتي الأقل شأنا في إدارة القرار وإدارةالقضايا العامة والجوهريّة. وأعطتها نمط التابعية الاقتصادية والاجتماعيّة والقيمية. حالة عطالة في التشريع والتخطيط والرقابة والمحاسبة. دور ثانوي غير سيادي. وحرية شخصية ضيقة. وحرية عامة مربوطة بمجتمع استبدادي. حيث الإرادة مسلوبة والقرار غير مستقل، وأحيانا خاطىء نتيجة نقص الخبرة والتقزيم والتهميش وسوء الإعداد الثقافي والقيمي. فينعكس سلبا في المسؤليات الملقاة عليها، ويؤطّرها في قصور فكري سياسي. مما أنزل مرتبة المرأة عن مرتبة الرجل في الاستحقاق المجتمعي، وأنقص شأنها القانوني.
لم تتمتع المرأة بنفوذ حقيقي قبل الثورة. فنفوذها ارتبط بوضعها الأنثوي والحالة الاجتماعية السياسية للعائلة. أما نفوذها المبني على المعرفة والفكر والسياسية؛ فكان ضئيلا. خصوصا في ظل استبداد شامل، وأجواء عصبوية تجلّت في الصراعات الطبقية والمناطقية والمذهبية، وفي تصنيف جنسوي غير عادل. ولم تحظ المرأة بفرص متكافئة، عموما والرجل، بسبب التحيز والتمييز. وبسبب مسألة التشكيك في الكفاءة والذكاء. فظلت تمثّل الأنماط التقليدية المتوارثة بجهل.
بعد الثورة أخذت التغييرات تتسارع وتظهر بوضوح، وعلى رأسها المشاركة السياسية والحرية الفردية. فزاد انتباه المرأة للمسائل السياسية ، وشاركت في الحالة الثورية والوطنيّة، لكنّ مشاركتها السياسية الرسمية في المعارضة، ظلّت ضعيفة؛ نتيجة تحجيم دورها السياسي في الحكومة السورية ومجالها السياسي، فلم يتعد وجودها السياسي حالة التحصاصات والمحسوبيات والتجميل والتصفيق. وقد انتقل الوضع نفسه إلى المعارضة السورية التي تجلى فيها قصور سياسي عام لم يقتصر على المرأة، فقد ظهرت هيمنة المجتمع الذكوري ، وتعمّق َ فساد الرؤية بالعصبوية المذهبية والحزبية والعرقيّة والشللية، وانعكس سلبا في الأداء السياسي العام، وفي مشاركة المرأة.
الثورة زادت انتباه المرأة إلى قضايا الحرية والعدالة والحقوق. ولم تعد القوة الجنسية التي كانت تستعملها المرأة كنقاطٍ لصالحها ملائمة للزمن الجديد. بل أسهمت في إرباكها وزيادة مصائبها، وعجزت عن مساعدتها وحمايتها، خصوصا، عندما وضعتها في استحقاقات وواجبات ومسؤوليات لم تكن مهيئة لها ومستعددة للقيام بها خارج المنظور التقليدي.
المرأة تخوض التغيير الحاد في النمط الاجتماعي المرسوم لها، وفي تشكيل أدوار جديدة لم تتوقعها، وأداء أدوار طارئة؛ فهي المعيل، وهي المغتربة، وهي وحدها رب الأسرة. من دون رقابة، وبلاحماية. وهي وحدها التي ينبغي أن تجد حلولا للمخاوف الداخلية والخارجية وللمخاطر. هي التي عليها ان تجيب عن إشكاليات جديدة، وتطرح افكارا جديدة لاحتواء واقعها. ومضطرة للدفاع عن نفسها بنفسها ضد الواقع الصعب، الذي سيطحنها إن لم تؤسّس آلية دفاع وحماية وتمكين لنفسها وأسرتها.
فكيف ستتصرف؟. وما هو الصح؟ وما هو الخطأ؟ وما هو الصالح وما هو الطالح؟ وإلى أية درجة حرية الفكر ؟ وما هي حدود الحرية الشخصية؟ ما المحظور؟ وما المباح؟
المرأة الآن تعدّ هوية جديدة وابناءً جددا، وبالتالي ..فإن الدور التقليدي يتغيّر بأدوار جديدة يتم معايشتها وقبولها، طوعا وقسراً، نتيجة المتغيرات من جميع الأطراف. التغييرات جاءت حادة ومن دون أن تمر بعملية تراكم خبرات ؛ لكنها ستطوّر تعاطي المرأة معها في عملية يومية...وستكون تغييرات طويلة الأمد وعميقة التأثير.
لم تعد العملية الوطنية والثورية والقيادية امتيازا للرجال. أصبحت امتيازا للأفراد من الجنسين معا ، بما يلائم الاحتياجات والظروف والمسؤوليات. الوضع لا يتغير بالصراخ وتكرارحدوتة قمع المرأة والتمييز. يتغير بالبدء الفعلي بعملية التمكين الذاتي للمرأة . لإعدادها للمرحلة الحاضرة والمرحلة القادمة.
وللحديث تتمة



#سماح_هدايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإيمان القبيح عندما يصبح علامة تجاريّة لترويج بضاعة السلطة
- التغيير استحقاق وهو قادم
- خلط الأوراق حتى الإيهام
- حتمية خلاص ... موت أو حياة...
- بلاغة الصدق وبيان الواقع
- المرجعيّة.. شرعيّة حق
- أينما توجّهتْ الحرية يرتعب الطغاة ويتلونون
- إشكالية اللغة العربيّة واللهجات المحكيّة
- يتناغم كل شيء من أجل الحياة...
- عنصريّة مشرعنة للتقتيل..وفتنة
- لقنص أملٍ وسطة القصص السوداء
- المكان حضن الهوية السياسية
- كيف نصنع الحضور في ظل الغياب؟
- لا مجال لاستجلاب الهزائم إلى المعركة
- حرب استقلال أم حرب طائفيّة؟
- حين يصيبنا الجّرح في الجذور
- إعادة البناء...لا ترميم المتداعي
- عندما يصير العطر ذاكرة قارصة وحلما دافئا
- ليس بسخاء الرثاء والتعاطف...بل بالعدل
- التحليق خارج منظور الأقفاص


المزيد.....




- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سماح هدايا - التغييرات الثورية تقتحم واقع المرأة وتبدله