السميع

شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 26 - 08:35
المحور: الادب والفن
    

في مدار أسماء الله الحسنى

في البدء كان الكلمة وكان عرشه على الماء

(((السميع)))

في رونق صبح الأرض ،
وفي زخم التيار
حيث الأسرار تغلف جوف البحر
مذ طفح الكأس
بلهيب النار
مذ كان دبيب النمل وراء حجاب السمع
لا يغرب عنك دبيب النمل ، وصوت الريح
وتكسّر أغصان الأشجار
وتلاطم أمواج البحر
ورذاذ المطر الناعم
في مسرح هذا الكون الدائر بالأفلاك
يتجسد قدس علاك
في صنع الخلق وفي كينونة هذا الخلق
يا واهب من في الأرض النطق
من نشر الجذر ، و إعطاء النسمات
صوراً عن صور
كأدق ،أدق بما في الخلق من الأحياء
يتحرك بين الصخر ، وتحت الماء
والكل بطوق القدرة ، والأسماء
تتألق في الآماد
لا مجد لمن في الأرض لكّ الأمجاد
ما طلعت شمسك في الآفاق
ما غاب النجم عن الأحداق
أقسمت لك الأمجاد
في سين السمع ،
وميم الرحمة عند العسر،
وياء اليسر ،
وعين الحفظ لهذا الكون
ومسرى الفُلك بأيام الطوفان
ياسر القدرة
من سطح القرب وغور البعد
ناديتك رب
أن تجبر كسر العظم ،
وتبعد عني النار ،
وتدفع موج البحر
وتطلق فيّ الجنح
كحمامة نوح
بالغصن تعود
بعد الطوفان ، وحسر الماء
تنمو الأشياء
وتدب على الأرض الأحياء
في محور شكر الخلق ، ولطف الخالق
رب أنت العاتق..
في المطلق حيث أعوم
في عمق الليل الغارق بالظلماء
يتجلى مجدك في المجهول
يتوهج بالأسماء ..
فيموج العشق بدائرة الأحباب
في موج الماء وأطراف الصحراء
يتوهّج نور النور
في غيب الغيب
ومتاهات الأحياء
آمنت بأنّ الطين ..
لا يخرج من كهف الطين
يتخبّط في الديجور
أعمى إن أشرق نور النور
بمحيط الكون الغارق بالأسرار

سبحانك يا جبّار
في عبد العبد ، وما يعتور العبد
جهلاً عن جهل
أسرار الخلق وهندسة الخلّاق
وصياغات التصوير وعجز العبد
عن نجوى الصمت ، وغلق السمع
رب اغفر يوم الجمع
عن قبح العاقبة السوداء
جور الأحياء على الأحياء
فالعبد يتوق إليك
والطيف كطير مقصوص الجنح
يحصي الأيام ،ويذوي
مثل الأوراق يجف ، تجف ثمار الغصن
يستبطن ما في النفس
يستظهر ما في الصدر من الآيات
أحزان الروح
وهزائم ما في الذات
مثل الأشواك ،
ومثل هموم الفكر عصافير الكلمات
تتواتر حيث تجاوز أفق الغد
في حلم البعد، و يقظة صبح القرب
و صلاة الحمد ..
عند التسليم وفي المحراب
ينفتح الباب .. 4
يتواصل من في الطين
من قرب البعد ، وبعد القرب تدور فراشات الأحلام
مابين عطور الورد وألوان الأزهار
مثل الطاووس ، ومثل شواظ النار
سبحانك يا سبّوح
في الكهف الروح
تثقلها أجنحة الطين
تستجدِ عطايا الرب
من عمق القلب ومحجر عين العبد
يتوهّج سيل الدمع
ما بين عروج الروح ، وقيد الطين
غادرت زماني
وهجرت مكاني
وصبأتُ بنفسي
عن نكد العمر وعن هوس الشعراء

شعوب محمود علي

#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات