معزة الخالة شفيقة .. ورواتب الأقليم

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4563 - 2014 / 9 / 3 - 11:58
المحور: كتابات ساخرة
    

( الخالة " شفيقة " كانتْ تمتلك مِعزة ، تحصل منها يومياً ، على ثلاثة أقداح من الحليب .. ولأن هذه الكمية لم تعُد تكفي لتلبية حاجتها وحاجة حفيدها الصغير ، من اللبن . فلقد توجهَتْ الى " الملا محمد " وأخذتْ معها المِعزة العزيزة ، وطلبتْ من المّلا المُبارَك ، أن يقرأ أدعيةً عليها ، عّلَ إنتاجها من الحليب ، يرتفع الى أربعة أو خمسة أقداح ! . وبالفعل قامَ المّلا محمد بالواجب على أحسن ما يرام . وتبّركتْ المِعزة بالأدعية المُناسِبة . في اليوم التالي ، دّرتْ المعزة ، بالكاد ، قدحَين فقط من الحليب .. فهرعتْ الخالة مُهرولةً الى المّلا ، وتوسلتْ إليهِ أن يقرأ أدعيةً ، تُعيد المِعزة الى حالتها الأولى وإنتاجها القديم البالغ ثلاثة أقداح ! ) .
............................
في بداية هذه السنة ، تأخرتْ رواتب موظفي الأقليم ، حوالي العشرة أيام .. فإنزعجَ المواطنون قليلاً .. ثم في الشهر التالي ، تأخرَ الراتب لخمسة عشر يوماً .. فوّلَدَ إستياءاً بسيطاً . ولكن عندما ، وصلنا الى منتصف الشهر الخامس ، ولم يُستَلَم راتب الشهر الرابع ، بعد ... فأن السُخط إرتفعتْ وتيرته .. والتبرُم وصلَ الى المدى الذي ، خرج الناس الى الشوارع ، للتعبير عن عدم رضاهم . ولقد اُتُفِقَ ان يتوجه وفدٌ الى بغداد ، ويطلب من السّيِد المُومَن " نوري المالكي " ، أن يطلق سراح رواتب موظفي الأقليم ، ويدفعها في مواعيدها ، وذلك لأن معظم مُستلمي الرواتب ، هُم من الفقراء والمعتمدين أساساً على هذا الراتب . فوعدهم السيد المُبارَك نوري المالكي ، خيراً . ولكن في الأشهُر التالية ، لم يتحسن الوضع ، بل إزدادَ سوءاً .. بحيث اننا اليوم ، في 3/9/2014 ، ولم يستلم معظم موظفي الأقليم ، راتب الشهر السابع بَعد ، أي ان هنالك الكثير من الموظفين لم يستلم راتباً منذ سبعين يوماً ! .
ولهذا ، فلقد تقّرَرَ أن يتوجهَ فوراً ، وفدٌ الى العاصمة بغداد ، للطَلَب من السيدَ المُبارَك ، نوري المالكي ، أن يعود الى آلية بداية هذه السنة ، وأن يدفع رواتب موظفي الأقليم ، كُل أربعين يوم .. بل إذا ضغطَ ، علينا ، أكثَر .. فنحنُ مُستعدون ، للموافقة على ، إعتبار الشهر في أقليم كردستان 45 يوماً وليس 30 ! .
..........................
معزة الخالة شفيقة ، تراجعَ إنتاجها .. بعدَ أن مسحَ المّلا محمد على ضروعها ، وقرأ أدعية عليها .. إذ ان المّلا كما يبدو ، ليسَ مُبارَكاً في الواقِع ، ومفعول أدعيته ، عكسي ! .
كذلك .. نوري المالكي ، فبعد أن " وَعَدَ " خيراً ، وتعهدَ بِحل مُشكلة رواتب الأقليم .. فأن الوضعية ساءتْ أكثر .. فكما يظهَر ، ان وعوده وتعهداته ، كاذبة ! .

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات