أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - سيرَة حارَة 20














المزيد.....

سيرَة حارَة 20


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 4551 - 2014 / 8 / 22 - 19:38
المحور: الادب والفن
    


1
أبو ياسين غزو؛ كان كبير آل مللي، ومنزله معروف في منطقة آدم الآن، وخصوصاً أن ابنه الوحيد كان لديه محلاً بإسم " تسجيلات شفان "....!
وقد اشتهر اسم ابن غزو منذ أواسط الخمسينيات، عندما سقط صريعاً برصاصات جارنا، أبو علي علكي ( عزت آله رشي )، بسبب حادثة ثأر. الحادثة، بدأت بحضور بعض الرجال من آل غزو إلى زقاقنا لحضور عرس لأل علكي. وكالعادة في ذلك الزمن، شربَ أولئك الرجال العرقَ ورقصوا حتى ثملوا. لدى خروجهم من العرس في تلك الليلة، تسببوا بمشادة مع أقارب العريس مما أدى الى اطلاق النار ومقتل شقيق عزت في الحال. هذا الأخير، كان سيلقى المصير نفسه بأيدي رجال آل غزو، لولا أن عمتي عيشة ( المعروفة بشجاعتها وشهامتها ) رمت نفسها فوقه لتحميه وهيَ تصرخ بهم: " ألم يكفكم أن قتلتم أخاه "....!
بعد بضعة أيام، وفيما كان أبو ياسين غزو ( شقيق القاتل ) جالساً في أحد مقاهي دمشق، وإذا بعزت نفسه ينتصب فوق رأسه وبيده المسدس، ليطلق عليه الرصاصات القاتلة. ولم يبقَ جارنا في السجن إلا فترة قصيرة، حيث خرج بعفو عام بمناسبة قيام الوحدة مع مصر. ولكن آل غزو لم يتركوا ثأرهم ( مثلما هو التقليد الكردي )، فظلوا يلاحقون عزت سنوات طويلة وحاولوا قتله أكثر من مرة فلم يفلحوا.

2
أمام باب منزلنا، توجد الآن عريشة ( مجنونة )، وهي تتعانق مع صديقتها؛ عريشة الياسمين....!
في حوش الديار، كانت عريشة مجنونة أخرى بنفس اللون تغطي جدار المطبخ، وكانت تطلّ أيضاً على صديقتها عريشة الياسمين، التي تتشابك وافريز نافذة غرفة الضيوف الكبيرة، المفتوحة على غرفتي الصغيرة. عريشة المجنونة، تجمدت ذات شتاء صقيعيّ من أواسط الثمانينات. حينما عدتُ من موسكو على الأثر، كم حزنت حينما رأيت لبلابة كئيبة في محلّ تلك المجنونة الفاتنة....!
أما عريشة منزل ابنة عمتي، فإنها ماتت لسبب آخر: زوجها العتيّ ( المتقاعد من سلاح الدرك )، كان كلما اشتد به الغضب يركض باتجاه سلّم الدار كي يشنق به نفسه، أو يمسك منشاراً ويبدأ في محاولة قصّ رأسه من وسطه. ولكن محاولاته كانت تفشل في كل مرة. ذات يوم، ثار قريبنا وجن جنونه، فلم يجد سوى " المجنونة " بوجهه؛ فاندفع نحوها وأنشب أسنانه القوية في جذعها الرقيق. وقد أمكن لأهل الدار تخليص العريشة من أنياب صاحبنا، غير أنها ماتت بعد فترة قصيرة..

3
حتى نهاية الستينات من القرن الماضي، كانت الكردية هي " اللغة الرسمية " في سجن القلعة، الذي كان يقع ضمن القلعة الدمشقية ذاتها، قبل أن يتم نقل السجن إلى صيدنايا....!
وإذا عرفنا أن الشوام كانوا يطلقون لقبَ " حارة شيكاغو " على حيّ الأكراد، فلن نستغرب أن تكون اللغة الكردية هي السائدة بسجن المدينة في تلك الأزمان. ولكن، حتى عندما بدأ الوعي الوطني والنشاط الجزبي يغلبان على تقاليد الزكَرتية، فإن المساجين السياسيين كانوا أيضاً يزجون في نفس سجن القلعة. هناك، تحوّل بعض قبضايات الحارة إلى شيوعيين بفضل احتكاكهم بأولاد حارتهم أولئك، السياسيين؛ وكان من هؤلاء القبضايات أبو شير وانلي وأبو عنتر آله رشي وأبو شيركو ميقري....!
كان ابن عمتي يخدم في سجن القلعة برتبة مساعد أول، وكان معروفاً بالطيبة والكرم والاستقامة. ذات مرة، عندما كنت بالصف السابع، طلب منا معلم الرسم أن نرسم لوحة مبارة كرة القدم. قريبي، ابن المساعد الأول، كان معي بالصف. وقد أحضر فيما بعد رسماً متقناً، نفذه فنان يقضي عقوبة السجن المؤبد بالقلعة. إلا أن رسم قريبي نال علامة متوسطة، بمقابل علامة جيدة نلتها على رسمي. حينما احتج صاحب اللوحة المتقنة، فإن المعلم أجابه: " نعم رسمتك أفضل بلا شك، ولكنك لست من رسمها! ". بقي أن نعرف، بأنّ ذلك الفنان كان يعتبر المؤسس الحقيقي لمدرسة الكاريكاتور في سورية، وقد سجن بعدما أدين بارتكاب جريمة قتل، ثم قضى بقية عمره في مشفى الأمراض العقلية. أما اسم هذا الفنان الكردي الدمشقي، فهو عبد اللطيف مارديني، شقيق الكاتب الساخر وليد مارديني، صاحب التمثيليات الاذاعية الشهيرة؛ مثل " صابر وصبرية " وغيرها...



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرواية: الفصل الرابع / 2
- الرواية: مستهل الفصل الرابع
- سيرَة حارَة 19
- تاجرُ موغادور: الفصل الثالث / 7
- تاجرُ موغادور: الفصل الثالث / 6
- تاجرُ موغادور: الفصل الثالث / 5
- سيرَة حارَة 17
- تاجرُ موغادور: الفصل الثالث / 4
- تاجرُ موغادور: الفصل الثالث / 3
- تاجرُ موغادور: الفصل الثالث / 2
- تاجرُ موغادور: مستهل الفصل الثالث
- تاجرُ موغادور: الفصل الثاني / 6
- تاجرُ موغادور: الفصل الثاني / 5
- تاجرُ موغادور: الفصل الثاني / 4
- تاجرُ موغادور: بقية الفصل الثاني
- تاجرُ موغادور: تتمة الفصل الثاني
- تاجرُ موغادور: الفصل الثاني
- تاجرُ موغادور: تكملة الفصل الأول
- تاجرُ موغادور: متابعة الفصل الأول
- تاجرُ موغادور: بقية الفصل الأول


المزيد.....




- -المعرض الدولي للنشر والكتاب- بالرباط ينطلق الخميس بمشاركة ع ...
- اللغة العربية في طريقها الى مدارس نيشوبينغ كلغة حديثة
- بين الرواية الرسمية وإنكار الإخوان.. مغردون: ماذا يحدث بالأر ...
- المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف: الصهيونية كانت خطأ منذ البداية ...
- دول عربية تحظر فيلما بطلته إسرائيلية
- دول عربية تحظر فيلما بطلته الإسرائيلية
- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - سيرَة حارَة 20