رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4549 - 2014 / 8 / 20 - 22:01
المحور:
الادب والفن
"أمام المرآة" فاروق مواسي
رغم أن الكاتب معروف في الساحة الأدبية الفلسطينية كشاعر وليس كقاص، إلا أنه خاض تجربة كتابة القصة، وهي أول مجموعة قصصىية كتبها الشاعر،هذه المجموعة من منشورات البيادر، القدس، 1985، تمثل بعض القصص حالة فقدان الامل ـ الشخصي ـ عند الكاتب، فقد تحدث الكاتب في بعضها، بطريقة الفنتازيا القريبة من نهج زكريا تامر، كما هو الحال في "أمام المرآة و لماذا شطبوا اسمي" وهي التي تألق فيها، مقنعا القارئ بأهمية الخيال الغير منطقي في الأدب، لما يمنحه من مساحة لتفكير بحجم المعاناة التي يقصدها من وراء هذا الشكل، وأحيانا قدم لنا نماذج من القصص التي تسمى "قصيرة جدا" كما في قصة "حكاية" وأحيانا استخدم الرمزي كما هو الحال في قصة "أين ولدي" وأخرى تحدث بقصص واقعية مثل قصة "فشخ في الراس" وتناول في قصة "وخرجت زرقاء اليمامة" التراث لدعم فكرة الترابط بين التراث والرمزية، وأيضا كتأكيد على خطورة أن يكون الأهل في معزل عن الأخذ بالحذر من الأعداء، في المجمل تعد هذه القصص أنموذج لمقدرة الشاعر على تناول أشكال وأنواع عديدة لكتابة القصة، فهو يستطيع أن يكون كاتبا رمزيا بنجاح ـ رغم استنفاذ هذه المدرسة لقدرتها على إقناع المتلقي ـ ويستطيع أن يكون كاتبا يوظف التراث بشكل يخدم قضيته، ويستطيع أن يكون كاتبا للفنتازيا وهي ـ باعتقادي ـ الذي يقنع المتلقي ويجعل الأديب يحلق في فضاء الإبداع أكثر.
رائد الحواري
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟