أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - تطبيق الفدرالية الحقيقية هو الحل الجذري لما فيه العراق















المزيد.....

تطبيق الفدرالية الحقيقية هو الحل الجذري لما فيه العراق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4545 - 2014 / 8 / 16 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تلقينا من المواقف الكثيرة المتناقضة الصادرة من اطراف عديدة خلال هذه الايام القليلة من تكليف السيد العبادي و من ثم تنحي المالكي فقط ، حول البداية الصحيحة للولوج في خطوات الحل النهائي للمعضلة العراقية و ما يُرضي الاطراف جميعا، اي المكونات الثلاث الرئيسية، بعد الفوضى التي يعيشها العراق منذ سقوط الدكتاتورية و ما عقدته داعش اخيرا .
عند تقييم الحال و ما موجود على الارض و ما ينويه و يتمناه كل طرف من اجل تقويمه، نجد تناقضا واضحا او اختلافا في المتطلبات و الرؤى لما هو الحل الممكن نجاحه في العراق اليوم من الاطراف كافة و كل حسب هواه و مصلحته دون النظر الى ما يهم الاخر المشارك و مصلحته .
العدو المتشدد المتطرف الذي برز وانبثق بالشكل المعلوم واستغل الواقع المتردي و الاحتقان، اصبح منبوذا من الجميع و هو اليوم النقطة المشتركة لجميع القوى الداخلية و الاقليمية المتصارعة قبل المتحالفة و التي يمكن ان ينحو الجميع خطوة مشاركة الجميع في استئصاله وهو داعش، اي اصبحت لداعش نقطة ايجابية في سير العملية السياسية في المنطقة الاقليمة و العراق ايضا .
لم ينزل العبادي من السماء كي لا نتصور اعادة الاخطاء التي ارتكبت خلال مجريات حكم المالكي، و ان لم يكن يقصد الكثير منها و خاصة في بدايات تسنمه الحكم، فالعبادي رجل الحزب و تاريخه معلوم على الرغم من مدنيته و عقليته المتفتحة بعض الشيء، و من المحتمل ان يخطا ايضا و ربما اكبر من سلفه، لذلك يجب التفكير في منع اعادة الاخطاء بايجاد الوسائل و الخطوات و الكيفية التي تمنع تلك او تقللها على الاقل .
و على هذا الاساس يجب ان يفكر اي من الاطراف في كيفية تلافي الاخطاء برؤيا جديدة صحيحة مختلفة و ملائمة للواقع الجديد لتجنب تلك المواقف الخاطئة التي ارتكبوها من قبل و اليوم نادمون عليها و لا يفيد الندم شيء و انما يجب الاعتبار منها، و منها موقف السنة من الحكومة الجديدة بعد سقوط الدكتاتورية، و موقف الشيعة بعد احساسهم بانهم سيطروا بالكامل على ركائز الحكم و لا يمكن ان يخذها منهم اي احد اخر، و موقف الكورد الذي اعتقد بانه بعيد عن شرور ما تبرز من السلبيات من المركز و اخيرا داعش، و انقلبت عليه كل المعادلات .
اليوم الجميع ينتظر التوجهات و الخطوات الرئيسية، و ما يمكن يتفائل به الجميع هو استخدام العبادي لاليات جديدة و تعامل مغاير جدا و الاعتبار من الماضي القريب و التعامل مع ما موجود على الارض كما هو دون الافكار الطوباية التي لا تغني و لا تسمن احدا و تزيد من الطين بلة . اي ، الطريق المسالم الناجع هي الجلوس مع الاطراف و بيان الراي و اخذ المواقف و الوقوف على ما هي الاصح و الانسب لما العراق فيه و كيف وصل الى ما هو عليه و الاسباب ما وراء التخبط و الفوضى و الاخذ بالصحيح الواقعي دون الاعتبار للخلفية الذاتية .
التركة ثقيلة جدا و توزيع العبء الثقيل على اكبر عدد ممكن من الذين يمكن ان يحملوه، سيساعد الراعي و هو العبادي على حمله في هذه المرحلة . و عليه، بعدما فشلت المركزية و التعنت و الاستناد على القوة في فض المشاكل و التناحرات على الارض و الاعتلاء على التعامل الصحيح مع الاحتقانات والاحتجاجات، لابد ان يُعاد صياغة العملية السياسية بحذافيرها، اي الوقت و الحال و الاطراف المختلفة و المتطلبات عوامل نجاح لكل من يريد البداية الناجحة السريعة لخوض الماراثون التصحيحي لاعادة مسار العملية السياسية وفق ما يرضى به كل طرف منالحصول على طلبه و يكفله الدستور نصا و مضمونا .
كانت الشيعة على اهب الاستعداد ان تُطبق الفدرالية و تاخذ حقوقها كاملة عند سقوط النظام السابق و كانت لينة المواقف و واقعية التفكير، الا انه بعدما سيطرت بشكل كامل على المركز استغلت مواقف الاخرين و خاصة عندما لم تشارك السنة في العملية بشكل ايجابي او بم تتعامل بعقلية جمعية مع الواقع الجديد،و تضرروا كثيرا من ذلك الموقف، و بعد تغيير المعادلات ندمت السنة على مواقفها و ركزت على تطبيق الفدرالية و خضع للامر الواقع و انعكس الموقف من قبل الشيعة، و كان الكورد على الارض ثابتين على موقفهم الفدرالي على الرغم من ضغوطات المركز بعد غروره من سيطرته على مركز الحكم و خضوعه لاوامر الدول الاقليمة من متطلباتهم في الوقوف ضد تطلعات اقليم كوردستان و استمر في محاولاته على مضايقته و وصل الحال الى معاداته و الوقوف ضد تطوره اخيرا و اخذ خطوات عدائية من قطع رواتب الموظفين و فرض الحصار عليه، بدلا من استنساخ ما سار عليه الاقليم و تطبيقه في المناطق العراقية الاخرى، و لم يكن التعنت الذي ابداه المركز و بشخص رئيس الوزراء ياتي من الخلفية الشخصية بقدر تاثيرات الاقليم و مصالحهم و مصلحتهم و مصلحته الشخصية و ما فرضته عليه نواياه و نرجسيته و عمله المضني للبقاء اطول فترة ممكنة في الحكم و تخطيطه لذلك طوال فترة حكمه، و ما ادى به الى التفرد و التحول و الضغط على ما كان عليه العراق من الديموقراطية الهشة الى نوع من الدكتاتورية، و هذا ما فرض عليه التراجع عن العديد من الوعود و التوجهات التي كان يحملها عند تسنمه المنصب و ما وقع عليه في الاتفاقيات سرا و علنا .
اليوم و ما فيه العراق من الفوضى، لا يمكن ان تُحل كل تلك القضايا الشائكة و بهذه العقلية الموجودة من المركز و بتلك الصرامة التي اتخذها المالكي لاسباب شخصية كي يظهر كالرجل الحديدي و قائد العصر، اليوم يحتاج العراق الى العقل الجمعي و ما ينتجه، و العالم جميعا دون استئناء تمارس اللامركزية و تتجه البلدان كافة الى هذه المنحى بشكل اكبر و ان لم تكن انظمتهم فدرالية او كونفدرالية، فتوزيع الادوار و تقسيم السلطات على المقاطعات و الاقاليم و المحافظات اصبح امرا ملحا و من متطلبات الادارة العصرية الناجحة ، فما بالك في واقع كالعراق الذي يحوي شعبا من المكونات الفسيفسائية المختلفة التركيب و الثقافة و التاريخ و الاجتماع و النظرة الى البلد . اذا، الفدرالية الحقيقية المتوازنة و المتساوية الحقوق و الواجبات، و رعاية البلد من المركز في بغداد في امور عامة فقط ،سيكون ذلك بداية المرحلة الجديدة و تعطينا ومضة امل في خضم هذه المتاهات و الوضع الاجتماعي السياسي الاقتصادي الميؤس منه .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يدوم الدعم الداخلي و الدولي للعبادي
- هل لدى العبادي من الخلفية الملائمة للتغيير في العراق
- هل ينجح العبادي في مهمته الصعبة
- عصارة العقل الجمعي لقيادة كوردستان
- لماذا ابواب تركيا مشرعة على مصراعيها لمن ينضم لداعش
- لماذا الاحتضار الطويل للمالكي
- تهور بعض الشباب امام النازحين العرب ليس بموقف الكورد
- اصرار المالكي يضر بحزبه العريق ايضا
- الضربة الامريكية ضد داعش تعني الكثير
- هل يمكن دحر داعش ؟
- كيف وحدت داعش الصف الكوردي
- فوٌت المالكي على نفسه فرصة تاريخية
- نواب الموصل في البرلمان لم ينطقوا عن جرائم داعش
- هل تقصد امريكا اطالة ما يحصل في العراق
- ان نجح المالكي في فرض شروطه التعجيزية
- لماذا انكسر البيشمركة في سنجار ؟
- الحاح المالكي صغٌره في عين الجميع
- هل pkk قوة احتياطية للدفاع عن كوردستان الجنوبية ؟
- دور الاعلام منذ مجيء داعش
- هل يجري العنف في عروق المتخلف فقط ؟


المزيد.....




- المحكمة العليا الروسية تزيل تصنيف “طالبان” كـ-جماعة إرهابية- ...
- ما ردود الفعل في إسرائيل على رفض “حماس” مقترح وقف إطلاق النا ...
- الخارجية الأمريكية توضح لـCNN مصير سفينة قمح متجهة إلى اليمن ...
- غارات ميناء رأس عيسى.. ماذا قالت أمريكا وجماعة الحوثي؟
- موتورولا تعود لعالم الحواسب اللوحية بجهاز منافس
- أطعمة تعزز صحة الأسنان
- لماذا يجب أن تتوقف عن ممارسة التمارين الرياضية مساء؟
- دراسة صادمة.. تغير المناخ قد يحرم الملايين من الدم المنقذ لل ...
- تطوير -راديو فضائي- للبحث عن أشكال خفيفة للمادة المظلمة
- الصين تجسّ نقطة ضعف الولايات المتحدة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - تطبيق الفدرالية الحقيقية هو الحل الجذري لما فيه العراق