|
هل لدى العبادي من الخلفية الملائمة للتغيير في العراق
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4544 - 2014 / 8 / 15 - 13:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انها فرصة سانحة امام السيد حيدر العبادي للخوض في عملية سياسية جديدة متغيرة بشكل جذري وفق الاعتبار من الماضي القريب و بخلفية انسانية عقلانية صرفة، اي : انه يجب ان يعلم بداية تغيير المنطقة باشملها يمكن ان تستهل من نجاح العبادي في مهمته. كيف؟ انه لمن الواضح ان التطرف و التشدد الذي شهدته المنطقة بشكل شامل اعطى درسا بليغا لهذه الدول و المحاور جميعا، و رغم ايجابية المستجدات من الناحية السياسية الفكرية لما اظهره التطرف من المآسي، بحيث احست الاطراف و المحاور جميعا ان الخطر سيلوحهم اليوم كان ام غدا ، اي، الرغبة في الاعتدال فرضته التغييرات و الخوف الذي ساد و الخشية من الامتداد، على الرغم من دور هذه الاطراف الاقليمية و العالمية في بروز هذا التطرف و تطاوله على كافة المباديء و القيم الانسانية . اي ان المحورين الرئيسيين و راعيهما توصلوا الى فكر او اعتقاد بانهم سيخسرون هم ايضا كثيرا عند استمرارهم في اللعب بهذه النار الجهنمية التي اشعلوها على الناس البريئين من المدنيين قبل المنافسين لهم و راح ضحيتها النساء و الاطفال، و طفح ممارسات يندى لها جبين الانسانية مما خدش الحياء الانسانية وتسبب في التعدي على الاسس و القيم و استباح العرض و الارض . الكل، ليس في العراق فقط، و انما اقليميا و عالميا بشكل كامل، استدرك الخطر المحتدم بالانسانية نتيجة تلاعبهم السياسي على حساب القيم الجميلة . فانتظروا فرصة سانحة لاعادة النظر و البت في طرق صحيحة لاعادة تنظيم الصراعات وفق اسس معتدلة . و من الممكن القول ان قمة التعديات و الدرجة الخطيرة من الانتهاكات الانساننية التي مارستها داعش صدمت الضمير الانساني القليل الموجود لدى الساحة من قبل المنغصين في السياسات الدولية . المؤشرات تدلنا على ان الطرفين المتصارعين و المتحاربين ادركا بان التشدد سينعكس عليهما في النهاية، لذلك استدارا شيئاما في توجهاتهما وفق الممارسات الجديدة و افعالهما في الايام القليلة الماضية . لم نشهد الاجماع على تاييد لرئيس جديد في العراق كما نراه للسيد العبادي من قبل المتصارعين بكافة اشكالهم قبل المنظمات العالمية و الاقليمية و العربية، هذا دليل على ان المرحلة فرضت على الجميع انتظار فرصة لاعادة النظر، و اعتبروا تنحي المالكي بداية لاظهار حسن النية ليس داخليا فقط و انما اقليميا ايضا و قبل ذلك كما نرى عالميا . ان الاحداث التي نراها في سوريا و العراق و لبنان و ما نعلم مدى تلامسهم و مساحة علاقاتهم و تاثيراتهم على البعض، اضافة الى المحادثات النووية الامريكية الايرانية، فان مجيء العبادي يمكن ان يُستغل لاعادة التنظيم واتباع المسار الصحيح للعملية السياسية و الصراعات في المنطقة قبل العراق . و يستبشر العديد منا خيرا، و لكن بشروط مفروضة ايجادها لدى السيد العبادي و كيفية ممارسته السلطة، كي يضمن النجاح : اولا : ان يعلم السيد العبادي بنفسه ان الظروف الموضوعية الحالية هي التي فرضته قبل الظروف الذاتية و الخصائص و المميزات التي يمكن ان يمتلكه، وكبداية فتح الابواب لمرحلة جديدة في المنطقة . ثانيا : ان يكون عند المستوى الذي يمكن ان يسجل لنفسه التاريخ و يكون اكبر من الصراعات الصغيرة و الخلافات التاريخية الموجودة بين المكونات العراق الداخلية . ثالثا ، ان يكون متاكدا ان نجاحه في هذه المرحلة ليس للعراق فقط و انما سيفرض تداعياته على كافة المنطقة و سيسجله له التاريخ . رابعا : ان يدرك بان الاستناد على مناهج و ايديولوجية و خلفية حزبية ضيقة سيمنعه من التعامل مع كافة الملفات بعيون محايدة و سيكون السبب الرئيسي لعدم نجاحه، كما فعل المالكي . خامسا : يجب ان يضع امام ناظره دائما، الاختلافات الجوهرية بين المكونات العراقية الثلاث و كيف يتعامل معهم وفق خصوصياتهم، ومن الممكن ان يخفف من الثقل على كاهله لو قسم السلطة على ادارات الاقاليم، و ابتعد عن الشعارات و المركزية التي لم تنجح منذ انبثاق الدولة العراقية . سادسا : ان لا ياخذ بنظر الاعتبار و من اية زاوية و ان كانت صغيرة اية خطوة او عمل او توجه يهدف الى اعادة توليه رئاسة الوزراء للدورة الثانية، و ان نجح في خطواته في الدورة الاولى سيعتلي المنصب برضى و طلب الجميعدون اي عمل مسبق لذلك . سابعا : ان يستند على المعادلات الداخلية كاستراتيجية عمله و يناور مع الطلبات الخارجية المصلحية و يعاملهم وفق تكتيك من اجل الاستراتيجية الداخلية . و بخطوات راسخة و عقلية منفتحة بعيدة عن الحزبية منذ توليه المنصب، يمكنه ان يسجل تاريخ مشرف، و يجب ان يعلم بداية ان اي خلاف سينخر الوضع و الارض تحت قدمه رويدا رويدا و يجب ان يبتعد عن المسببات التي اودت الى اسقاط المالكي بهذا الشكل ، و ان كان اهلا للثقة و حاملا لكل هذه الشروط و معتبرا لما قبله سيكون النجاح مصيره و سيؤثر ايجابا على المنطقة بشكل عام .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل ينجح العبادي في مهمته الصعبة
-
عصارة العقل الجمعي لقيادة كوردستان
-
لماذا ابواب تركيا مشرعة على مصراعيها لمن ينضم لداعش
-
لماذا الاحتضار الطويل للمالكي
-
تهور بعض الشباب امام النازحين العرب ليس بموقف الكورد
-
اصرار المالكي يضر بحزبه العريق ايضا
-
الضربة الامريكية ضد داعش تعني الكثير
-
هل يمكن دحر داعش ؟
-
كيف وحدت داعش الصف الكوردي
-
فوٌت المالكي على نفسه فرصة تاريخية
-
نواب الموصل في البرلمان لم ينطقوا عن جرائم داعش
-
هل تقصد امريكا اطالة ما يحصل في العراق
-
ان نجح المالكي في فرض شروطه التعجيزية
-
لماذا انكسر البيشمركة في سنجار ؟
-
الحاح المالكي صغٌره في عين الجميع
-
هل pkk قوة احتياطية للدفاع عن كوردستان الجنوبية ؟
-
دور الاعلام منذ مجيء داعش
-
هل يجري العنف في عروق المتخلف فقط ؟
-
هل بقى العراق كدولة كي يقاوم؟
-
متى و كيف تنتهي داعش ؟
المزيد.....
-
استفزه فضربه الآخر بكرسي.. مرشح لمنصب عمدة بالبرازيل يهاجم م
...
-
كاميرا ترصد لحظة القبض على المشتبه به في محاولة اغتيال ترامب
...
-
ترامب يعلن أنه سيتفاهم مع روسيا والصين إن فاز بالانتخابات
-
جزر الكناري تستقبل 500 مهاجر غير شرعي من جنسيات مختلفة خلال
...
-
إثيوبيا تصل قريبا للبحر الأحمر.. توتر جديد بالقرن الأفريقي؟
...
-
الصومال يوقع قانونا يلغي الاتفاقية بين إثيوبيا وجمهورية أرض
...
-
هل باتت الحرب بين إثيوبيا ومصر وشيكة؟
-
نصف سكان الأرض لا يتناولون ما يكفي من 7 عناصر غذائية هامة..
...
-
الجيش الإسرائيلي يعتقل 3 فلسطينيات بينهن زوجة القيادي الأسير
...
-
الدفاع الروسية تنشر فيديو لتطهير قرية حدودية من قوات كييف
المزيد.....
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
المزيد.....
|