صلاح كرميان
الحوار المتمدن-العدد: 4542 - 2014 / 8 / 13 - 20:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدءا اود ان اعتذر کانسان کوردي من الاخوات والاخوة النازحی-;---;--ن المقيمين في مدن وقصبات اقليم کوردستان من بعض المضايقات التي ربما يتعرضون لها هنا وهناك رغم ندرتها او من بعض الاصوات النشاز التي تصدر من بعض القومجية المتعصبين الذين حاولوا في الاونة الاخيرة تنظيم تظاهرات للمطالبة بطرد العرب او الحد من تدفقهم للعيش في اقليم کوردستان. واود ان اطمئن الجميع بانه ورغم وجود تلك الاصوات الا ان اللاجئن الی-;- اقليم کوردستان مرحب بهم من الاکثرية وهم يحتضنوهم ويقدمون لهم التسهيلات ولا يخلی-;- حي ولا قرية من العشرات من العوائل العربية القادمة (سنة و شيعة) من ديالی-;- والانبار وتکريت والموصل الهاربين من جحيم الحرب المشتعلة بين التنطيمات الارهابية المسلحة کـ (داعش) وبقايا البعث والقوات العراقية والميليشيات الطائفية بحثا عن ملاذ امن لهم ولاطفالهم.
ان شعبنا الکوردي الذي ذاق الامرين من ويلات الحرب والعنصرية والسياسات القومية الشوفينية، التي جسدها نظام صدام الدموي في عمليات الابادة الجماعية باستخدام السلاح الکيمياوي وحملات الانفال الهمجية، يتسم بروح التسامح حتي مع اعداء الامس الذين تخلوا عن التوجهات العنصرية ونددوا بجرائم النظام البائد، ويدرك ويقدر جيدا وجود الملايين من الکورد خارج وطنهم يعيشون بسلام کلاجئين في شتي بقاع العالم. کما ويقدر تضامن المثقفين العرب وبالاخص الاخوات والاخوة في التجمح العربي لنصرة القضية الکوردية مع قضايا شعب کوردستان والمناضلين العرب الذين ناضلوا معهم في جبال کوردستان ضد سياسات القمع الاستبداد.
وهنا اريد ان اشير الا بعض المظاهر شهدت شخصيا علي ملاحظتها من بعض النازحين العرب التي تثير حفيظة سکان المحليين وتثير لديهم بعض النعرات العنصرية ارجو ان نساهم جميعا من الحد منها. فعلي سبيل المثال لا الحصر؛ لابأس ان لايتمکن العربي التحدث باللغة الکوردية ولکن، هل يصح ان يطالب الکوردي بوجوب التکلم باللغة العربية واتقانه لها لانها لغة القرأن دون ان يدرك بان هذا الشخص لربما لايدين بالاسلام. او عندما يترحم العربي المقيم في کوردستان علي روح الطاغية المقبور امام الکوردي الذي يثيره مجرد سماع اسمه او ما يذکره بالجرائم التي ارتکبت ابان تسلطه في الحکم. الی-;- غير ذلك من الظواهر الاجتماعية التي تتکرر حدوثها نتيجة التفاعلات اليومية.
ان هذه اول تجربة يمر بها کوردستان باستقبال مايقارب مليونين لاجيء اي حوالي نصف سکان الاقليم حيث شهد تاريخ المنطقة عکس هذه الحالة تماما، اي نزوح الکورد الی-;- دول الجوار باعداد هائلة ولمرات عديدة. ولکن رغم ذلك، ما يسر في الامر هو وجود حرکة واسعة لناشطين الکورد للدفاع عن حقوق هؤلاء اللاجئين للعيش بسلام والوقوف ضد الاصوات الداعية الی-;- طردهم او منع القادمين الجدد والمطالبة بمحاسبة من يسيء معاملتهم قانونيا.
انني هنا اطالب الجميع الی-;- التعاون والتکاتف والتفاهم الحضاري بصدد هذا الشأن الانساني کل من موقعه وضمن مسؤولياته ونطاق تواصله مع الاخرين.
#صلاح_كرميان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟